الحكمة الثالثة :
أن الله عز وجل قد استجاب لمطالبهم ولكن بشيء أعلى وأسمى فهم يطلبون الذي هو أدنى فأعطاهم الله ما هو خير و أعلى : معجزة خالدة باقية هي القرآن الكريم لا تنقضي بانقضاء عصرهم لكنها تبقى حتى يراها من بعدهم فيتبين لهم أنه الحق .
جوانب الإعجاز في القرآن الكريم :
لو نصت آيات الذكر الحكيم على وجوه الإعجاز لكفر جاحدها أو الشاك فيها هذا ومن رحمة الله تعالى بنا أن القرآن الكريم لم يتركنا في حيرة
بل وجهنا في الآية بعد الآية إلى تدبر مواطن الإعجاز التي تقود إلى إدراك مالا يتناهى فيرى كل متدبر حسب سلامة فطرته وقوة بصيرته
فقد يدرك الباحث وجها من وجوه الإعجاز
بينما يدرك أهل عصر مالا يدركه غيرهم
في عصر
آخر (6).
ومن أهم وجوه الإعجاز في القرآن الكريم :
1. الإعجاز اللغوي وينقسم إلى : الإعجاز البياني و الإعجاز بالنظم و الإعجاز الصوتي و حسن تأليفه والتئام كلمه وفصاحتها .
2. الإعجاز الغيبي وينقسم إلى ثلاثة أقسام على حسب عصر النبوة : غيب الماضي وغيب الحاضر، وهو عصر النبوة، وغيب المستقبل .
3. الإعجاز التشريعي .
1. الإعجاز العلمي وينقسم إلى ثلاثة أقسام : الإعجاز الكوني والإعجاز الطبي والإعجاز العددي .
2. كونه محفوظا من الزيادة والنقصان محروسا عن التبديل والتغيير على تطاول الأزمان.
وسيأتي الحديث عنها مفصلا إن شاء الله تعالى .
ضوابط في مبحث الإعجاز العلمي :
لابد في مبحث الإعجاز العلمي من ضوابط حتى لا يحمّل كلام الله معاني لا يحتملها
ومن أهم هذه الضوابط :
1. القرآن كتاب هداية وليس المراد منه الإفاضة في العلوم الكونية أو الإنسانية أو الحيوانية أو غير ذلك .
2. ترك الإفراط والتفريط فتتقيد بالمنهج القرآني ولا تحمل النص مالا يحتمل .
3. مرونة الأسلوب القرآني فينبغي أن نعلم أنه يقبل عدة وجوه للتفسير فلا تلزم الآية أحد وجوه تفسيرها .
4. الحقائق العلمية مناط الاستدلال فلا نفسرالآية بالنظريات .
5. عدم حصر دلالة الآية على الحقيقة الواحدة .
6. استحالة التصادم بين الحقائق القرآنية والحقائق العلمية .
7. إتباع المنهج القرآني في طلب المعرفة (7) .
هل كلام الله في غير القرآن معجز :
إن القرآن الكريم قد تفرد بالإعجاز البياني
وليس كلام الله فيما سواه
–
من التوراة والإنجيل والأحاديث القدسية وغيرها –
بمعجز من ناحية النظم وإن كان معجزا فيما يخبر عنه من المغيبات
لأن الله لم يصفه بما وصف به القرآن
ولأنه لم يقع به التحدي .
دور الإعجاز في انتشار الإسلام :
لم ينتشر على سطح الأرض دين بالسرعة التي انتشر فيها دين سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم
سواء كان دينا سماويا أو أرضيا
ففي مدة لا تتجاوز الربع قرن من الزمن انتشر الإسلام في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية
ثم تتابعت الفتوحات بعد ذلك
إلى أن وصلت إلى حدود الصين شرقا وجبال البرنس في فرنسا غربا كل ذلك
بسبب أناس انطلقوا بتأثير القرآن
فيهم ففتحوا البلاد ودوخوا العباد
حتى انتشر الصيت الإسلامي في كل أنحاء العالم ولقد كان تأثير القرآن في نشر الدعوة الإسلامية
على جانبين :
الجانب الأول :
فصاحة القرآن وبلاغته وروعة بيانه التي تسيطر على عقول الخاصة والعامة منهم فكانوا اتجاه ذلك على ثلاثة انقسامات :
منهم من عرف الحق فآمن
ومنهم من استكبر لكنه آمن بعد ذلك متأخرا ، ومنهم من عرف الحق ومات على إنكاره .
الجانب الثاني :
هو موافقة الحقائق في عصرنا الراهن للقرآن الكريم الذي تحدث عنها قبل أربعة عشر قرنا من الزمن فزاد أهل الإسلام تمسكا بدينهم،وتعرف كثير من المثقفين الغرب إلى أن الإسلام حق من خلال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
ومصداق ذلك قوله تعالى
:{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فصلت53
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .