الجزء الأخير
وفي القسم وبعد التحقيق مع السيدة ادعت فيها السيدة أنها والدة ندى وأن ندى فقدت منذ سنوات وهي لم تخطفها بل أعادتها إلى منزلها وبقيت معها حتى لا تفقد مرة أخرى
وبسؤال ندى التي قصت التفاصيل
ندى : منذ فترة وأنا ابحث عن فرصة عمل مناسبة ولا تتعارض مع مواعيد دراستي إلى أن وجدت إعلانا في جريدة عن الحاجة إلى مشرفة في دار أيتام فترة مسائية فذهبت إلى مقر دار الأيتام فوجدت الوظيفة قد تم شغلها وكانت هذه السيدة موجودة هناك حين كنت أسال عن الوظيفة وحال خروجي من الدار تبعتني وقالت لي أنها تعمل مديرة في دار أيتام وتريد موظفة لم أشك في كلامها لأنني رأيتها تتعامل مع موظفين الدار وكأنهم يعرفونها جيدا فذهبت معها إلى مكان الفيلا فأخبرتني أن هذا هو مسكنها والدار قريبة من مسكنها وطلبت مني أن أدخل معها إلى داخل الفيلا حتى تأتي ببعض الأغراض من الداخل فرفضت وقررت أن أنتظرها في حديقة الفيلا وقدمت لي عصيرا بعد أن شربته غبت عن الوعي وبعد أن أفقت وجدتني داخل الغرفة التي وجدتموني بها والأبواب والشبابيك موصدة لم أستطع الخروج ولم أجد حقيبتي ولا هاتفي وبعد مرور نحو ساعة دخلت علي هذه السيدة لتحدثني كما لو كانت تحدث ابنتها التي تركتها وهربت وتقول أنها وجدتني بعد أن ظلت تبحث عني سنوات وأنها لن تسمح لي أن أخرج فتقدني مرة أخرى ...حاولت أن أفهم لماذا هي تفعل هذا ولماذا تصر على أني ابنتها ولم أجد معها أي فائدة من الكلام
لم أجد أي وسيلة اتصال أو وسيلة للهرب أو أحدا استغيث به كي ينقذني
الضابط نبيل : هل كانت تسيء معاملتك أو بدا عليها شيء من الخلل العقلي ؟
ندى : أبدا كانت تعاملني بلطف إلا أنها كانت تحتجزني وتمنعني من الخروج ولم أشعر أنها مختلة عقليا ولكن حين تتحدث عن ابنتها تبدو إنسانة غريبة
تم التأكد من دار الأيتام التي كانت السيدة متواجدة بها أنها فعلا كانت تعمل مديرة هناك وتقاعدت لظروف مرضية نفسية وبين الحين والآخر تذهب إلى هناك لزيارة الفتيات والزملاء
كما تم تفتيش شقتها الموجودة بوسط البلد حيث تم العثور على حقيبة ندى وهاتفها المحمول
تم احتجاز السيدة وعرضها على طبيب أمراض عقلية وتبين إصابتها بحالة نفسية اثر وفاة ابنتها في حادث
وتم كذلك إخبار أبنائها والذين حضر أحدهم والذي أقر في التحقيقات بأن أخته توفيت منذ سنوات مم أدى إلى إصابة والدته بخلل عقلي وتم علاجها بعد أن اختطفت فتاة أخري منذ فترة وتم التصالح مع أهلها عندما تبينوا حقيقة مرض والدته إلا أنها عادت إليها مرة أخرى بسبب بقائها بمفردها لفترات طويلة
وتم تحويل المتهمة إلى مصحة نفسية للعلاج النفسي حيث تعهد ابنها بعلاجها ثم اصطحابها للحياة معه وعدم تركها تحيا بمفردها مرة أخرى
أما نهال وبعد أن عادت إليها أختها ضمتها إليها بقوة
نهال : كنت سأفقدك لا يمكنني أن أتحمل أن ينالك كل هذا بسبب عنادي وأنانيتي
ندى : لم تقولين هذا ؟ فأنت لم تفعلي شيئا من هذا إننا نكابد الصعاب سويا
نهال : لكن كل هذا بسببي لو كنت وافقت على طلب عمي الزواج من ابنه لكانت بقيت لنا حياتنا كما كانت ولم يستولى على بيتنا وميراثنا وما كنا لجأنا للحياة بمفردنا وعانينا مشقة الحياة والبحث عن عمل وما تعرضتي أنت لمثل ما حدث لك بالإضافة إلى ما يتوعده لنا عمنا إن لم نرضخ له ولرغبته بالتنازل عن القضية .. هذا تحذير لي ولك بأننا لا يمكن أن نستمر هكذا لا يمكننا الصمود ......... سوف اذهب إلى عمي وأوافق على زواجي من رامي وأتنازل عن القضية حتى يعود الاستقرار إلى حياتنا
ندى بذهول : لم أراكي بهذا الضعف من قبل يا نهال فأنا استمد قوتي من قوتك لم تخليت عن مبادئك وقيمك ؟ هل ستضحين بحياتك كلها من أجل الاستقرار ومن أين يأتي الاستقرار في بيت عمي وابنه الذي لم يحمنا وطردنا واستولى على ارثنا بالتزوير ..هل سيرحب باستلامك ميراث والدك ببساطة بعد أن استولى عليه بهذه الصورة ؟؟؟!!!!
نهال: فليذهب الميراث إلى الجحيم ولكن ما أريده هو الشعور بالأمان لي ولكي وراحة البال لحازم ...... لقد هاتفني عمك منذ قليل وابلغني انه علم بمكاننا وأننا مهما حاولنا الاختباء حتى ولو في جب فسوف يعرف وانه غير عاجز عن اللحاق بنا ولكنه منتظر لآخر فرصة لنا وهي بعد غد موعد إعادة النظر في القضية فان لم أتراجع فسيدمر حازم ....أسمعتي يا ندى انه يعلم بأمر حازم أيضا...... هل أضحي بكل من أحب من أجل مبادئي وثروتي وحياتي
ندى : وحازم هل ستتركينه ؟؟؟؟؟؟
نهال : أتركه أفضل من أن أعرضه للأذى ويحترق قلبي عليه هو أيضا فكان حازم محقا حين وصفنا (بلآليء بلا أصداف ) ....لا يمكننا الصمود في اتجاه الريح يا ندى
ندى : لكني لا أوافقك فأنت تلقين بنفسك إلى التهلكة وتضحين بحبك وبحازم ولن يعود إلينا الميراث
نهال : ارجوكي يا ندى لا تحاولي بإقناعي فلقد يأست ولن أتراجع
وما أن تسلم حازم الرسالة إلا وجن جنونه وحاول الاتصال بها مرارا وتكرارا فوجد هاتفها هي وندى مغلقا
فما كان منه إلا أن ينطلق خلفهما ويلحق بهما قبل أن يفقد نهال إلى الأبد
وفي طريقه اتصل حازم بالأستاذ جلال الذي ما أن علم بالأمر إلا وجن جنونه قائلا : إنها بمثابة من تنحتر يجب أن نمنعها
وسبقه الأستاذ جلال إلى مقر شركة خالد بيه حتى يستقبل نهال وندى قبل أن يدخلان الشركة ولكن أمرا ما غريبا كان يحدث بداخل الشركة ثم وجد سيارة الإسعاف تحمل خالد بيه وتنطلق به إلى المستشفى سأل موظف الأمن بالشركة فأخبره أن خالد بيه تلقى خبر مصرع زوجته وابنه رامي اثر تحطم الطائرة عند عودتهما من رحلتهما بباريس والأستاذ خالد أصيب بصدمة واغشي عليه وتم نقله إلى المستشفى
انطلق الأستاذ جلال خلف سيارة الإسعاف وهناك بالمستشفى وجد بعض الموظفين المقربين في مكتبه مرافقين له وعلم من الطبيب أن الصدمة أثرت عليه فأصابته بجلطة بالمخ ودخل في غيبوبة كاملة
جلس الأستاذ جلال على أقرب كرسي مجاور له وأخذ يهمهم بكلمات ويرددها ( لا حول ولاقوه إلا بالله ......اللهم لا شماتة )
بعد نحو ساعة وجد الأستاذ جلال نهال وندى أمامه بعد أن ذهبتا إلى الشركة وعلما بالأمر فتوجهتا إلى المستشفى
وجد عليهما علامات وتعبيرات ممتزجة من الذهول والحزن والحيرة ولكن الأستاذ جلال ضمهما إلى صدره ضمة أبوية حانية ليخفف عنهما ثم جلس الجميع في ترقب لتطورات حالة العم
علم الخال حسن بالخبر من وسائل الإعلام فانطلق سريعا إلى المستشفى وما أن وجد نهال وندى حتى اندفع نحوهما يحتضنهما ويأسف على ما أصابهما
الخال حسن بلهفة : نهال ندى بنات أختي آسف لما حدث لكما في غيابي لقد حاولت العثور عليكما دون جدوى لقد تركتما بيتي وأنتما في أشد الحاجة إلى وجودي بجواركم ...لا أدري كيف قضيتما الأشهر الماضية وماذا حدث لكما ...سامحوني ....سامحوني أشعر أنني مذنب في حقكما
ندى : هون عليك يا خالي نحن بخير
حسن : خير أي خير حبيبتي وأنا غير مطمئن عليكما
أظلت الجميع لحظات باكية امتزجت فيها دموعهم ومشاعرهم المختلطة بين الحزن واليأس وبين الفرح للقاء الأهل
قطعت هذه اللحظات كلمات الأستاذ جلال : هيا بنا يجب أن تستريحا من عناء السفر
نهال : إلى أين ؟
حسن : إلى بيت خالكما حبيباتي
نهال : لا يا خالي أرجوك
حسن : لن يضمكم غير بيتي من هذه اللحظة حتى تعود الأمور إلى مجراها الطبيعي ويسترد كل ذي حق حقه
نهال : ولكن ..........
حسن : أنا وزوجة خالكما انفصلنا منذ علمي بما حدث وخروجكما من بيتي
نهال : لما يا خالي لما بالله عليك لا أحب أن يحدث هذا أبدا بسببنا وما ذنب أبنائك يعيشون بعيدا عن أحد والديهم..أرجوك لا تجعلنا سببا في خراب بيتك أرجوك ردها إن كنت تحب بنات أخيك
حسن : إذا سامحتموها فقط سأردها فرجوعها للبيت ولي مرهون على تسامحكم معي ومعها
نهال وندى في قول واحد : سامحناها يا خالي
ذهبت الفتاتان مع خالهما لمصالحة زوجته وردها إلى عصمته وعودتها إلى البيت وذهب الجميع إلى منزل الخال وقد غمر الجميع جو من الراحة لما حدث واستقر الجميع في حياة هادئة في منزل الخال حسن
حازم عند وصوله وعلمه بالحدث ذهب هو والأستاذ جلال إلى بيت الخال حسن ليعزيهم لوفاة رامي ووالدته والإعلان عن رغبته في خطبة نهال وإتمام الزواج حينما تتحسن الظروف وذهب معهم للاطمئنان على حال العم خالد بيه بالمستشفى
بعد عدة أيام تم النطق بالحكم في القضية وقد تبين تزوير الأوراق وتم الحكم باسترداد الإرث الذي سلبه العم خالد إلى مستحقيه ( نهال وندى ) وتم نقل الوصاية على ندى إلى خالها حسن
أما العم خالد فقد أصابته الجلطة بشلل تام في أعضاءه وخرج من المستشفى موضوعا على كرسي متحرك لا يقوى على الحركة أو الكلام أو التصرف في أي شيء
بعدها انتقلت نهال وندى إلى فيلتهم واستلمت نهال ارثها ثم نقلت نهال أوراقها مرة أخرى إلى القاهرة حيث استقرت هي وأختها بجامعة القاهرة من جديد وكانتا ترعيان عمهما في مرضه وتباشر نهال الإشراف على الشركات ووكلت الأستاذ جلال لمعونتها في إدارة الشركات
حازم كان يتردد دوما إلى القاهرة للاطمئنان على خطيبته وأختها لحين إتمام الزفاف
أما ندى فقد تعرفت على الضابط نبيل الذي كان يحقق في واقعة خطفها والذي ابدي إعجابه بها وكان يتحين الفرص للسفر لرؤيتها في الجامعة حتى تقدم لخطبتها من خالها كان نبيل هو سبب دخول السعادة إلى حياة وقلب ندى من جديد
انتهى العام الدراسي وتخرجت نهال وتمت خطبتها هي وندى في حفل رائع في أرقى وأجمل قاعات الأفراح بالقاهرة وكانتا كلؤلؤتين تتألقان بضيائهما الباهر
مضت فترة وكانت حالة العم الصحية والنفسية تزداد تدهورا وسوءا وتم نقله للمستشفى ومضت أيام حتى توفي العم بالمستشفى بعد صراع مع المرض
ثم انتقلت الثروة بكاملها للفتاتين وبعد مرور عام تقريبا
كانت نهال أنشأت مقرا جديدا للشركات بالإسكندرية استعدادا لانتقالها هي وأختها للحياة هناك
أما ندى فقد أتمت عامها الحادي والعشرون وتسلمت أيضا ميراثها ونقلت أوراقها إلى جامعة الإسكندرية لاستكمال دراستها هناك
وتركت الفتاتين الشركات الموجودة بالقاهرة تحت إدارة الأستاذ جلال وخالها حسن
وكما احتفلت الفتاتان بخطبتهما أيضا تم الزفاف للفتاتين سويا في أكبر وأجمل قاعات الزفاف بالإسكندرية حيث تألقت كل منهما بفستان الزفاف الأبيض المرصع بحبات من الماس واللؤلؤ الذي يعلو الصدر ويتناثر على كامل الفستان وتحمل كل منهما باقة من الورد الأبيض اللؤلئي فكانت كل منهما كالماسة المتلألئة
وخرجت كل منهما من جانب من جنبات القاعة كما لو كانت حورية تخرج من البحر يستقبلها عريسها ويتلقى يداها ليصطحبها إلى أريكة العروسين المكسوة بالأقمشة الحريرية وتحفها الشموع من الجوانب
انتهت ليلتهما السعيدة وهنأت كل منهما برفقة حبيبها وانطلق العرسان لقضاء شهر العسل في أجمل بقاع الأرض يرتشفون من رحيق الحب وسعادته ووجدت كل لؤلؤة منهما الصدفة التي ستحيا بداخلها مدى الحياة
تمت بحمد الله
ارجو تكون الرواية عجبتكم وهتوحشوووووني وهتوحشني اللمة الحلوة دي
الى اللقاء يا قمرات عدلات باذن الله