رد: مع سورة التوبة
الآية 9 ـ 11
(اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ * فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )
إن هؤلاء المشركين فضلوا على الإيمان بآيات الله ثمنا قليلا ودنيا غرورة زائلة فحاولوا منع الناس عن اتباع طريق الله ورسوله ـــــ فبئس ما عملوا
إنهم لا يراعوا فيكم قرابة ولا عهد ، وهذا هو حق الإعتداء .
فإن تابوا واستقاموا وآمنوا وأقاموا الصلاة فى أوقاتها وأدوا شعائرها ودفعوا زكاة أموالهم ، فهم إخوانكم فى الدين
إننا نوضح ثانيا الآيات للقوم ليعلموا .
الآية 12
( وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ )
وإذا نقض هؤلاء المشركين عهدهم معكم على المدة التى اتفقتم عليها
وعابوا فى دينكم بسب أو إنقاص ، فقاتلوا رؤوس الكفر
فهم لا عهد لهم لعلهم يرجعون عما هم عليه من عناد وضلال .
الآيات 13 ـ 15
( أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )
وكيف لا تقاتلون المشركين وهم قوم نقضوا عهودهم وحاولوا إخراج رسول الله من مكة وهم فعلوا ذلك فى يوم بدر حين خرجوا لنصر عيرهم ، فلما نجت استمروا على القتال بغيا وتكبرا وقاتلوا مع حلفائهم بنى بكر لخزاعة أحلاف الرسول صلى الله عليه وسلم
هل تخافونهم ، فالله أحق أن تخافوه
لا تخافوا وقاتلوهم ينصركم الله عليهم ويعذبهم بأيديكم ويذهب غل نفوس المؤمنين جميعا ويتوب على من يشاء من عباده
والله عليم بما يصلح عباده حكيم فى أوامره عادل لا يجور ولا يضيع أجر عامل فى الدنيا ولا فى الآخرة .
الآية 16
( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )
أيها المؤمنون ، هل ظننتم أن نترككم بدون اختبار لنفرق بين الصادق من الكاذب
ومن يطيع الله فى أوامره بالجهاد ومن يعصيه ومن يتخذ من غير الله ورسوله والمؤمنين بطانة وعونا
والله يعلم بما يكون وما لم يكن ويعلم أفعالكم ولا راد لقدره .
الآيات 17 ـ 18
( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ اللَّه شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ * إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ )
ليس للمشركين الحق فى أن يعمروا مساجد الله التى بنيت على اسمه لا شريك له وهم يشهدون على أنفسهم بالشرك والكفر
لقد حبطت أعمالهم وبطلت وليس لهم إلا النار خالدين فيها
ولكن يجب أن المؤمنين هم الذين يعمروا مساجد الله فهم يؤمنون بالله لا شريك له ويقيموا الصلاة فى أوقاتها ويؤدون الزكاة ولا يخشون إلا الله
وهؤلاء هم المهتدين المفلحون .
الآيات 19 ـ 22
( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ )
ليس هناك مساواة بين عمارة المشركين البيت والقيام على السقاية مع الشرك بالله وبين الإيمان بالله والجهاد مع نبى الله صلى الله عليه وسلم والإيمان بالبعث واليوم الآخر ، إنهم لا يتساوون عند الله
والله لا يحب أن يهدى من ظلم .
فمن آمن بالله وترك بلده وهاجر فى سبيل الله مجاهدا بماله ونفسه له درجات عظيمة عند الله وهم الفائزون فى الدنيا والآخرة.
ويبشرهم الله ربهم بأن لهم الجزاء الأوفى فى جنات بها نعيم دائم .
خالدين فى الجنة إلى ما لا نهاية ، وما عند الله من أجر فهو عظيم وكبير .