عيوب النطق ... العناية الفردية تحقق نتائج أسرع من العلاج الجماعي
عيوب النطق ... العناية الفردية تحقق نتائج أسرع من العلاج الجماعي
عيوب النطق ... العناية الفردية تحقق نتائج أسرع من العلاج الجماعي
المشاكل العاطفية الحادة كالضغط على الطفل أو انعدام الحب قد تؤدي إلى مشاكل في الكلام
علاج عيوب النطق يعرف أيضاً بتقويم الكلام ، وهو علاج مشاكل النطق والكلام واضطراباتهما . يقوم الخبراء في مهمة علاج النطق بمعالجة الأطفال والبالغين الذين يعوق نطقهم عملية الاتصال فيؤدي ذلك إلى إزعاج المتحدث والمستمع معاً .
نبذة تاريخية
درس الناس النطق ومشكلاته لأكثر من 2000 سنة ومع ذلك لم يحدث سوى تقدم بسيط في علاج مشكلات النطق حتى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي عمل اختصاصيو النطق في الغالب مع الصم . ومن بين مدرسي الصم الناجحين توماس بريددوود وهو عالم رياضيات اسكتلندي علم طلابه أن يبدأوا بنطق الأصوات البسيطة أولاً ثم المقاطع وأخيراً الكلمات. وقد ظهرت بحوث كثيرة عن أسباب التأتأة وعلاجها في القرن التاسع عشر الميلادي ففي عام 1817م أعلن جين ماري إيتارد وهو طبيب فرنسي أن التأتأة تنتج عن ضعف أعصاب اللسان والحنجرة . وأوصى بتدريبات للتخلص من التأتأة. وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي كتب أدولف كوسمول وهو طبيب ألماني عن الأسباب الجسمانية والنفسية للتأتأة . أما في الوقت الحاضر فقد أجمع أطباء النطق على أنه لا يوجد سبب واحد للتأتأة .
على معالج عيوب النطق أن يكسب ثقة مريضه أولاً
لقد أصبح علاج عيوب النطق مهنة في أوائل القرن العشرين الميلادي في أوروبا. وهو يرتبط بمهنة الطب ، وفي العشرينات من القرن العشرين افتتحت في عدة دول أوروبية مدارس لتدريب خبراء علاج عيوب النطق. وأصبح علاج عيوب النطق في الولايات المتحدة الأمريكية مرتبطاً بالتربية وعلم النفس وعلم النطق .
وخلال الحرب العالمية الثانية ما بين 19391945م أصيب الكثير من العسكريين بعيوب نطق نتيجة لإصابات الحرب. وجذبت الحاجة إلى خدمات إعادة تأهيل النطق أعداداً كبيرة من الرجال والنساء إلى مهنة علاج النطق ، وافتتحت عيادات للنطق كثيرة وازداد البحث عن مشاكل النطق وأسبابها. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية اتسع مجال علاج النطق بشكل سريع.
العناية الفردية تحقق نتائج أسرع من العلاج الجماعي
إن معالجي الكلام أو النطق هم الأخصائيون الذين يقومون ويصححون الكلام الناقص ويعلمون مهارات كلامية جديدة ويسمى مجال علاج النطق عادة باسم علم أمراض النطق . ويعرف معالجو النطق أحياناً باسم اختصاصي أمراض النطق.
أنواع عيوب النطق وأسبابها
يقسم معالجو النطق عيوب النطق إلى خمسة أقسام رئيسية هي :
1 مشاكل النطق مثل عدم القدرة على نطق أصوات محددة .
2 التأتأة وغيرها من مشاكل الطلاقة الأخرى.
3 اضطرابات الصوت مثل مشكلات نغمة الصوت ونوعية الصوت وحجمه ( ارتفاع الصوت).
4 النطق المتأخر الذي يتميز بالنمو اللغوي البطيء للطفل.
5 الحبسة وهي فقد القدرة الجزئي أو الكلي على الكلام أو فهم اللغة.
ينتج بعض عيوب النطق في حالة جسمانية مثل تلف الدماغ أو سقف الفم المشقوق أو مرض الحنجرة أو صمم جزئي أو كلي . وبعضها الآخر يمكن أن يكون سببه بيئة الشخص فالطفل الذي لا يجد تشجيعاً في البيت على الكلام مثلاً ، قد لا يطور مهارات نطق عادية. كما أن المشاكل العاطفية الحادة مثل الضغط على الطفل لكي ينجح أو انعدام الحب قد تؤدي كذلك إلى مشاكل في الكلام .
التشخيص
في كثير من المدارس ، يقوم معالجو النطق بفحص الطلاب بانتظام للكشف عن اضطرابات النطق . وإذا كان لدى الطالب مشكلة فإنهم يلقنونه العلاج في المدرسة ، أو يذهبون إلى عيادة عيوب النطق للعلاج. ويرشد الكثير من الأطباء وعلماء النفس والمدرسين الأشخاص الذين يعانون مشاكل النطق مراجعة مثل هذه العيادات .
التأتأة من عيوب النطق
ويشخص معالجو النطق مشاكل نطق مرضاهم ويحاولون أن يعرفوا أسبابها. وهم يقومون بدراسة حالات مرضية مفصلة وإجراء فحوص في نطق مرضاهم وسمعهم . فقد يحتاج المريض إلى علاج طبي أو نفسي بالإضافة إلى العلاج الطبيعي.
العلاج
على معالج عيوب النطق أن يكسب ثقة مريضه أولاً . وللحصول على أحسن النتائج يجب أن يشعر المريض ويتمتع بوجوده مع الطبيب المعالج وأن يكون مستعداً لاتباع إرشاداته.
ويختلف أسلوب العلاج من حالة إلى أخرى . ويجب أن يراعي طبيب النطق سن المريض وتطور حالته ونوع اضطراب النطق عنده والمعلومات التي يحصل عليها خلال فترة العلاج. كما يقوم الطبيب المعالج بالاتصال بأسرة المريض والمدرسين وأي أناس آخرين لهم اتصال مباشر لمساعدته في دراسة الحالة المرضية. ويتوقف نجاح العلاج على كسب تعاون كل هؤلاء الأفراد . ومعظم الأطفال ينمون عادات النطق والكلام حتى الثامنة من عمرهم تقريباً . لذا فعلى الطبيب الذي يعالج مريضاً صغيراً في السن أن يستخدم وسائل تساعد على تنمية عادات الكلام والنطق السليم أما بالنسبة للمرضى البالغين فعلى الطبيب أن يستخدم الوسائل التصحيحية أولاً يجب مساعدة المرضى على تمييز مشاكلهم في النطق وأن يفرقوا بين نطقهم والنطق العادي .
الضغط على الطفل لكي ينجح أو انعدام الحب يؤدي إلى مشاكل في الكلام
ويستخدم كثير من المعالجين آلات التسجيل بالفيديو . فالمرضى الذين ينطقون حرف (ر) خطأ قد يميزون خطأهم عند الاستماع إلى أنفسهم في شريط مسجل أو بمشاهدة حركة شفاههم وألسنتهم على شاشة الفيديو ، حيث يقوم المعالج بنطق الصوت الصحيح فيستمع المريض ويشاهد الفرق .
وأثناء الفترة الثانية للعلاج ، يعلم المعالج المريض مهارات كلامية جديدة . كما يمكن استخدام تدريبات للسان وتمارين كلامية. وبعد أن يتحسن نطق المرضى ، فإنهم يتعلمون استخدام مهاراتهم المكتسبة في المواقف اليومية.
ويمكن إعطاء علاج النطق للأفراد أو الجماعات بأن يضع المعالجون المرضى في جماعات ، إذا رأوا أن الاتصال بالناس الذين لديهم عيوب متشابهة سوف يؤدي إلى التحسن السريع .
وكثير من الأشخاص يشعرون بأنهم على سجيتهم وأقل وعياً بمشاكلهم إذا كانوا في مجموعة عما إذا كانوا يعالجون بمفردهم مع الطبيب. وهم يتلقون التشجيع بالاستماع إلى الآخرين وإلى الذين تحسن نطقهم من المجموعة. ويتلقى معظم المرضى بمشاكل نطق معقدة مثل عدم القدرة على الكلام ، علاجاً فردياً . وفي مثل هذه الحالة يعتقد اختصاصيو النطق بأن العناية الفردية تحقق نتائج أسرع من العلاج الجماعي. ويداوم بعض المرضى على جلسات فردية وجماعية .
منقووول
اللهم شافى كل مريض