أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ،فرصة لا تعوض احرصوا عليها في



الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ،فرصة لا تعوض احرصوا عليها في
الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ،فرصة لا تعوض
احرصوا عليها في رمضان.


الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ،فرصة لا تعوض احرصوا عليها في


الأعمالُ الصَّالحةُ تَنفَعُ صاحبَها عندَ اللهِ سُبحانه وتعالى، وذلك بفَضْلِ اللهِ ورَحمتِه، ومِن ذلك القُرآنُ
والصِّيامُ والقيامُ للهِ، كما يُخبِرُ في هذا الحَديثِ عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ رضِيَ اللهُ عنهما
الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ ، يقولُ الصيامُ : أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ
بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه ، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه ، فيَشْفَعانِ
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 3882 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه أحمد (6626)، وابن المبارك في ((الزهد)) (2/114)، والطبراني (14/72) (14672)،
والحاكم (2036)، والديلمي في ((الفردوس)) (3815) باختلاف يسير.
شرح الحديث
"الصِّيامُ"، أيْ: صِيامُ رمضانَ، أو مُطلَقُ الصِّيامِ:
الفرضِ والتَّطوُّعِ، "والقرآنُ"، أي: قِراءةُ القُرآنِ، والقُرآنُ هنا عِبارةٌ عنِ التَّهَجُّدِ والقِيامِ به باللَّيلِ،
كما عُبِّرَ به عنِ الصَّلاةِ في قولِه تَعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} [الإسراء: 78]،
"يَشْفعانِ للعبْدِ يومَ القيامةِ" شفاعةً حقيقيَّةً، كما دلَّ عليه قولُه:
"يقولُ الصِّيامُ: أيْ ربِّ إنِّي مَنعَتُه الطَّعامَ والشَّهواتِ بالنَّهارِ"؛
وذلك أنَّ الصَّائمَ يَمتنِعُ عن الطَّعامِ والشَّرابِ والجِماعِ مِن أذانِ الفجرِ إلى أذانِ المغربِ، "فشَفِّعْني فيه"،
أي: اقْبَلْ شَفاعتِي ووَساطَتي فيه، "يقولُ القرآنُ: ربِّ مَنعَتُه النَّومَ باللَّيلِ"؛
وذلك أنَّ قائمَ اللَّيلِ يَمنَعُ نفْسَه النَّومَ إقبالًا على اللهِ بصلاتِه وطولِ القِيامِ، وقرَنَ بيْن الصِّيامِ والقيامِ هنا؛ لأنَّ الصِّيامَ غالبًا يُلازِمُه القيامُ فيه، "فشَفِّعْني فيه"، أي: اقْبَلْ شَفاعتِي ووَساطَتي، أي: فِي حَقِّهِ، "فيَشفعانِ"،
أي: يَقْبَلُ اللهُ عزَّ وجلَّ شَفاعتَهما، وهذا دليلٌ على عَظَمَتِهما.
وفي الحديثِ:

أنَّ مُرافَقةَ القُرآنِ في الآخِرَة تَحصُلُ بقِراءتِه والتهجُّدِ به والعَملِ به.
وفيه: فَضلُ قِراءةِ القُرآنِ الكريمِ في اللِّيلِ والناسُ نِيامٌ .

الدرر السنية.

الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ،فرصة لا تعوض احرصوا عليها في


خطبة ..شفاعة الصيام والقرآن




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:
مع نعمة أخرى من نِعم الله عز وجل العظيمة التي أنعم بها على عباده، وتفضل بها عليهم، تحفيزاً لهم على الاجتهاد في طاعته وعبادته، حتى يفوزوا بخيره وعطائه وكرمه. نعمة يحتاج إليها العباد يوم يتخلى القريب عن قريبه والحبيب عن حبيبه، ﴿ يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ﴾ [النبأ: 40]. إنها الشفاعة، وما أدراكما الشفاعة؛ نعمة من نعم الله، وعطية من عطاياه، ينالها العبد بالصيام والقرآن، ونحن في شهر الصيام وشهر القرآن.
مفهوم الشفاعة:
الشفاعة: أن ينضم إليك من أذن الله له في الشفاعة، ويقف بجانبك ناصراً لك، سائلاً عنك.
الشفاعة: أن يسأل مَنْ هو أهلٌ للشفاعة رَبّه سبحانه أن يتجاوزَ عن ذنوبك وجرائمك.
الشفاعة: طلب الشفيع من الله تعالى نفعَ محتاج، أو دفعَ ضرّ عنه.
ولا تكون الشفاعة يوم القيامة إلا بإذن الله ورضاه، قال تعالى: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ [البقرة: 255]. وقال عز وجل: ﴿ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴾ [طه: 109].
حاجة الناس إلى الشفاعة يوم القيامة:
ما أحوج الناس إلى الشفاعة يوم القيامة؛ حين يقف كل واحد منا وحيدا فريدا، لا مال، ولا منصب، ولا جاه، ولا أبناء، ولا أصحاب، ولا أقارب... الكل مشغول بنفسه، والكل يقول: نفسي نفسي...
قال تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 33 - 37].
وقال عز وجل: ﴿ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ * وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا * يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ * كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى ﴾ [المعارج: 8 - 18]
من شدة الهول والفزع في ذلك اليوم لا يسأل الولد عن والده، ولا الوالد عن ولده، ولا القريب عن قريبه، ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ﴾ [المؤمنون: 101].
قال سبحانه: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33].
كلّ امرئ بما كسبَ رهين، ينظر ما قدمت يداه، وينتظر ما يُقضى به عليه، وهو واقف بين يدي الله يحاسبه على أعماله، ويُقرّه بذنوبه وآثامه.. ففي الصحيحين عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أشْأمَ مِنْهُ فلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فلاَ يَرَى إلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بشِقِّ تَمْرَةٍ».
ولِتقِفَ على حجم الهول الذي ينتظرك في ذلك اليوم، قِفْ مع حديث الشفاعة:
في الصحيحين عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بلحْمٍ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً، ثُمَّ قَالَ: «أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَلِكَ؟ يُجْمَعُ النَّاسُ؛ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَنْفذهُمُ الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لاَ يُطِيقونَ وَلاَ يَحْتَمِلونَ، فيَقولُ النَّاسُ: أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ؟ أَلاَ تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: عَلَيْكُمْ بآدَمَ. فَيَأْتُونَ آدَمَ عليه السلام، فَيَقُولونَ لَهُ: أَنْتَ أَبُو الْبَشَر، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلاَئِكَة فسَجَدُوا لَكَ، اشْفعْ لَنَا إلى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ ألا تَرَى إلى مَا قَدْ بَلغَنَا؟ فيَقولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفسِي نَفْسِي، اذهَبُوا إلَى غَيْرِي، اذهَبُوا إِلَى نُوحٍ، فيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُهَا عَلَى قَوْمِي، نَفْسِي نَفسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ يَا إِبْرَاهِيمُ، أَنْتَ نَبِيّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، اشْفعْ لَنَا إلى رَبِّكَ، أَلاَ ترَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فيَقولُ لَهُمْ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذبْتُ ثلاَثَ كَذَبَاتٍ - فَذَكَرَهُنَّ أَبُو حَيَّانَ فِي الْحَدِيثِ - نَفْسِي نَفسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذهَبُوا إِلَى مُوسَى، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، فَضَّلَكَ اللَّهُ برِسَالَتِهِ وَبِكَلاَمِهِ عَلَى النَّاسِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أومَرْ بقَتْلِهَا، نَفْسِي نَفسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا، اشْفَعْ لَنَا، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ - وَلَمْ يَذْكُرْ ذنْبًا - نَفْسِي نَفسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَيَقولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنْبكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ. فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، أَدْخِلْ مِنْ أمَّتِكَ مَنْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّة وَبُصْرَى».
في ذلك الموقف العظيم، الذي قال عنه رب العالمين: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18]، يأتي الصيام ليشفع لأهله، ويأتي القرآن ليشفع لأهله.
أخرج الإمام أحمد والحاكم والبيهقي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقولُ الْقرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ» فهنيئا لمن شفع له الصيام؛ فهو من أحب الأعمال إلى الله تعالى. وهنيئا لمن شفع له القرآن؛ فهو كلام الله عز وجل.
شفاعة الصيام:
الصيام يشفع لصاحبه، فيقول: "رَبّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه". فأنت عندما تصوم تمتنع عن الطعام طاعة لله، وتمتنع عن الشراب طاعة لله، وتمتنع عن الشهوات طاعة لله.. فهاهو الصيام يأتي ليشفع لك عند الله يا من صبرتَ على ألم الجوع والعطش ومنعتَ نفسك مما تشتهيه طاعة لله.
والصيام الذي يشفع لصاحبه هو الصيام الذي لم يَصْحبه صَخَبٌ ولا كذب ولا زور ولا رفث ولا ظلم ولا عدوان..
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «...وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب - ولا يجهل -، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم».
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدَعْ قولَ الزور والعملَ به، فليسَ لله حاجة في أن يدعَ طعامه وشرابه».
فمن أراد شفاعة الصيام، فليحافظ على صيامه، ولا يُفسِدْه بالمنكرات، ولا يُضيّع أجرَه بالسيئات.
من أراد شفاعة الصيام، فليَحْفظ لسانه، وليغضّ بصره، وليكفّ يديه ورجليه عن كل سوء ومكروه.
يقول جابر رضي الله عنه: "إذا صمت فليصُمْ سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة، ولا تجعلْ يومَ صومِك ويوم فطرك سواء".
من أراد شفاعة الصيام، فليَحبسْ نفسه عن الشهوات، مما حرّمه الله عز وجل على الصائم في نهار رمضان، أو مما حرمه الله تعالى على العباد على الدوام.
فاترك شهوتك طاعة لله، لتحظى بشفاعة الصيام، واعلم أن كل شهوة أو لذة قضيتها في حرام ستفنى ويبقى إثمها وذنبها.
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتَها الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ،فرصة لا تعوض احرصوا عليها في
من الحرام ويبقى الإثم والعار الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ،فرصة لا تعوض احرصوا عليها في

تبقى عواقب سوء في مغبتها الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ،فرصة لا تعوض احرصوا عليها في
لا خيرَ في لذة من بعدها النار الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ،فرصة لا تعوض احرصوا عليها في

شفاعة القرآن:
رمضان شهر القرآن، فيه ابتدأ نزوله، وفيه كان جبريل عليه السلام يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيدارسه القرآن، وفيه يُقبل الناس على القرآن، وفيه يُختم القرآن في صلاة التراويح، وفيه تعقد مجالس القرآن وموائده... ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].
رمضان شهر القرآن، والقرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة.
القرآن يشفع لمن يقوم به الليل. فيقول: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه.
فهلْ فِعلا منعك القرآن من النوم يا عبدَ الله؟ ما الذي أسهرك؟ القرآن؟ التدبر؟ القيام؟ الدعاء؟...
أمْ أنّ الذي أطارَ نومك في رمضان هو اللهو واللعب، والمواقع والقنوات، والتجول في الشوارع والمنتزهات، وتعاطي المسكرات والمخدرات، وقضاء الليل في مجالس الغيبة والنميمة والكذب والبهتان؟...
ما الذي أطار نومك وأقضّ مضجعك؟ وجعلك تسهر الليل كله أو جله؟ هل هو القرآن الذي أسهر الصالحين، وأقامهم بين يدي الله راكعين ساجدين؟.. كما قال عنهم رب العالمين: ﴿ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17، 18].
وقال سبحانه: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ [الفرقان: 63، 64].
فأين نحن من هؤلاء؟ بعضنا لا يستطيع أن يَحمِلَ نفسه على إتمام صلاة التراويح مع الإمام في رمضان، فكيف سيقوم الليل في غير رمضان؟.
أخرج الإمام أحمد والدارمي وأصحاب السنن عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ قِيَامَ لَيْلَةٍ».
القرآن يشفع لمن يقرأه ويتلوه بالليل أو بالنهار.
أخرج الإمام أحمد والبيهقي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اقرَءُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي شَفِيعاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِصَاحِبِهِ...». فهنيئا لك يا من تواظب على قراءة القرآن.
فمن أراد المنافسة فهذا ميدان المنافسة والسباق، ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26]، في فعل الخيرات والطاعات.
روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا حسد إلا في اثنتين، رجل علمه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملتُ مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل».
القرآن يشفع لمن يتدبره ويعمل به، يتخلق بأخلاقه، ويلتزم بأحكامه وآدابه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ سُورَةً مِنَ القُرْآنِ، ثَلَاثُونَ آيَةً، شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سُورَةُ: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ». أخرجه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم وأصحاب السنن الأربعة والبيهقي بألفاظ متقاربة.
وفي صحيح مسلم ومسند أحمد عَن النَّوَّاس بْن سَمْعَانَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ، تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ عِمْرَانَ». وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قَالَ: «كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا شَرْقٌ، أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ صَاحِبِهِمَا ». الظلة: السحابة التى لها ظل. الشَّرق: الضوء والنور. الفرقان، أو الحزقان: الجماعتان. الصواف: باسطة أجنحتها فى الهواء.
فاتقوا الله عباد الله؛ واجتهدوا في طاعة ربكم، وابتعدوا عن معصيته، واغتنموا شهركم هذا فيما يسعدكم وينجيكم ويشفع لكم عند بارئكم.
واعلموا رحمكم الله أن أيام رمضان معدودة، ولياليه محدودة، ستنقضي، وستنتهي مشقة الطاعة فيه وألمُها، ويبقى أجرُها وثوابها لمن صبرَ واجتهد وعمل صالحا، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 183، 184].
فاللهم ارزقنا شفاعة الصيام، وارزقنا شفاعة القرآن، واحفظ صيامنا من كل معصية وسوء، وحبب إلى قلوبنا كتابك الكريم، يا رب العالمين.
اللهم وفقنا لحُسن الصيام والقيام، وأعنا على طاعتك وعبادتك وذكرك، يا رحمان.
اللهم اجعلنا في هذا الشهر من المرحومين، واجعلنا فيه من الفائزين، واجعلنا فيه ممن قبلت منهم الصيام والقيام وأعتقت رقابهم من النيران، يا رب العالمين.
وصَلّ اللهم وسلمْ وبارك على حبيبنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.


الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ،فرصة لا تعوض احرصوا عليها في

الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ،فرصة لا تعوض احرصوا عليها في




إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
60 سؤالا في أحكام الحيض والنفاس للشيخ بن عثيمين رحمه الله شوشو السكرة فتاوي وفقه المرأة المسلمة
أحكام هامة تخص النساء من مجموع فتاوى الإمام الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ؟؟؟ نسيم آڸدکَريآت فتاوي وفقه المرأة المسلمة
قصة السيدة مريم عليها السلام♥♥ عازفة الورد قصص الانبياء والرسل والصحابه
ننفرد بنشر نص تحقيقات النيابة مع متهمى "تحرش التحرير".. متهم: غلطان ومش هعمل كده سارة سرسور اهم الاخبار - اخبار يومية


الساعة الآن 04:23 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل