أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

130003 تفسير حديث النبي صلي الله عليه وسلم{من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه}

تفسير حديث النبي صلي الله عليه وسلم{من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه}
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " رواه البخاري 38 ومسلم 760

هذا الحديث دليل على فضل صوم رمضان وعظيم أثره ، حيث كان من أسباب مغفرة الذنوب وتكفير السيئات ..

وفي الحديث الآخر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ " رواه مسلم 233

وقد ورد أن الصيام وكذا الصلاة والصدقة كفارة لفتنة الرجل في أهله وماله وجاره فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة " رواه البخاري 525 ومسلم 144.

وقد دلت النصوص على أن هذه المغفرة الموعود بها مشروطة بأمور ثلاثة :

الأول : أن يصوم رمضان إيماناً - أي إيماناً بالله ورسوله وتصديقاً بفرضية الصيام وما أعد الله تعالى للصائمين من جزيل الأجر .

الثاني : أن يصومه احتساباً - أي طلباً للأجر والثواب ، بأن يصومه إخلاصاً لوجه الله تعالى ، لا رياءً ولا تقليداً ولا تجلداً لئلا يخالف الناس ، أو غير ذلك من المقاصد ..

بل يصومه طيبةً به نفسه غير كاره لصيامه ولا مستثقل لأيامه ، بل يغتنم طول أيامه لعظم الثواب .

الثالث : أن يجتنب الكبائر ، وهي جمع كبيرة ، وهي كل ذنب رتب عليه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة أو رتب عليه غضب ونحوه ، وذلك كالإشراك بالله وأكل الربا وأكل مال اليتيم والزنا والسحر والقتل وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وشهادة الزور واليمين الغموس ، والغش في البيع وسائر المعاملات ، وغير ذلك ، قال تعالى : ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريما )

فإذا صام العبد رمضان كما ينبغي غفر الله له بصيامه الصغائر والخطيئات التي اقترفها إذا اجتنب كبائر الذنوب وتاب مما وقع فيه منها .

وقد أفاد حديث أبي هريرة " الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ " أن كل نص جاء فيه تكفير بعض الأعمال الصالحة للذنوب كالوضوء وصيام رمضان وصيام عرفة وعاشوراء وغيرها أن المراد به الصغائر ، لأن هذه العبادات الثلاث العظيمة وهي الصلوات الخمس والجمعة ورمضان إذا كانت لا تُكفر بها الكبائر فكيف بما دونها من الأعمال الصالحة ؟


ولهذا يرى جمهور العلماء أن الكبائر لا تكفرها الأعمال الصالحة ؛ بل لا بد لها من توبة أو إقامة الحد فيما يتعلق به حد والله أعلم .

فعلى المسلم أن يبادر بالتوبة في هذا الشهر الفضيل من جميع الذنوب صغيرها وكبيرها عسى الله أن يتوب عليه ويغفر ذنبه ..

ومن لوث حياته بالمعاصي والآثام في سمعه وبصره ولسانه وجوارحه فقد أضاع على نفسه فرصة التطهير ومغفرة الذنوب ، فلم يستحق المغفرة الموعودة بل ربما أصابه ما دعا به جبريل صلى الله عليه وسلم ، وأمَّن عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، كما يروي لنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال : آمين آمين آمين ، قيل : يا رسول الله : إنك صعدت المنبر فقلت آمين آمين آمين ، فقال : " إن جبريل عليه السلام أتاني فقال : من أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له فدخل النار فأبعده الله ، قل آمين ، فقلت : آمين " رواه ابن خزيمة (3/192) وأحمد (2/246-254) وأصله عند مسلم برقم 2551. وقال عنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 997: حسن صحيح .

فعلى المسلم الصائم أن يحرص على أسباب المغفرة والرضوان بالحفاظ على الصيام والقيام وأداء الواجبات ، وأن يبتعد عن أسباب الطرد والحرمان من المعاصي والآثام في رمضان وبعد رمضان ليكون من الفائزين .

وإن من علامة ذلك أن يستغرق الإنسان أوقات رمضان بالطاعة تأسياً بنبيه صلى الله عليه وسلم ، قال ابن القيم رحمه الله : " وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات ...

وكان أجود الناس ، وأجود ما يكون في رمضان ، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن ، والصلاة والذكر والاعتكاف .

وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور ، حتى إنه كان ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة ...





والله أعلم .

المرجع ( أحكام الصيام .. للفوزان ص35)

اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .

تفسير حديث النبي صلي الله عليه وسلم{من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه}



إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الحَياة
#2

افتراضي رد: تفسير حديث النبي صلي الله عليه وسلم{من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه}

بارك الله فيكى غاليتى
إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#3

افتراضي رد: تفسير حديث النبي صلي الله عليه وسلم{من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه}

تسلمي حبيبتي
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
موسوعه قصص الانبياء رحيل الحال قصص الانبياء والرسل والصحابه
أعمال يتضاعف اجرها اضعافا مضاعفة nesrine المنتدي الاسلامي العام
انما الاعمال بلنيات ام ولودي المنتدي الاسلامي العام
100 سنة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بسبوسه بالقشطه المنتدي الاسلامي العام
اسباب مغفرة الذنوب من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم ام نونا السنة النبوية الشريفة


الساعة الآن 10:33 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل