أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي وقفات قرآنية - { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّال

وقفات قرآنية - { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّال

وقفات قرآنية - { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }
وقفات قرآنية - { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّال

قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: 10]. {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً}
من كان يريد أن يكون عزيزا في الدنيا والآخرة،
فليلزم طاعة الله، فإنه يدرك بذلك ما يريد، لأن الله مالك الدنيا والآخرة، وله العزة جميعا.
والله تعالى يقبل طيب الكلام (كالتوحيد والذكر وقراءة القرآن).
_والعمل الصالح الذي أخلص العبد فيه النية يرفع الكلم الطيب إلى الله، ليثيب العبد عليه (أو والله يرفع العمل الصالح فيقبله)،
_أما العمل الذي لا إخلاص فيه فلا ثواب عليه.
والذين يمكرون المكر السيء بالمسلمين، ويعملون ما يسيء إليهم، وما يضعف أمرهم ويشتت
جمعهم ويفرق كلمتهم،
_فإن الله يعذبهم عذابا أليما ومكرهم يذهب ويضمحل، ولا يحقق غرضا، لأنه سينكشف عما قريب.
-{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} فلْيَطلُبْها من الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله
، فإن العزة لله جميعاً فالعزيز من أعزه الله والذليل من أَذَله الله،
_إنهم كانوا يطلبون العزة بالأصنام فاعلموا أن من يريد العزة فليطلبها من مالكها أما الذي لا يملك العزة فكيف يعطيها لغيره؟!
إن فاقد الشيء لا يعطيه.
_وقوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}
أي إلى الله يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه إلى الله تعالى، فإذا كان قول بدون عمل فإنه لا يُرفع إلى الله تعالى ولا يثيب عليه،
_وقد ندد الله تعالى بالذين يقولون ولا يعملون فقال:
{كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3].
وقوله: {وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ}
أي يعملونها وهي الشرك والمعاصى {لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} هذا جزاؤهم،
{وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} أي ومكر الذين يعملون السيئات {هُوَ يَبُورُ} أي يفسد ويبطل
قال الزمخشري:
كان الكافرون يتعززون بالأصنام، كما قال عز وجل:
{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّ} [مريم: 81]،
والذين آمنوا بألسنتهم من غير مواطأة قلوبهم كانوا يتعززون بالمشركين،
كما قال: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}
[النساء: 139]
_فبيّن أن لا عزة إلا لله ولأوليائه
_وقال: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} انتهى.
ولا تنافي بين قوله: {فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [النساء: 139]
_وإن كان الظاهر أنها له لا لغيره، وبين قوله: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8]
وإن كان يقتضى الاشتراك،
_لأن العزة في الحقيقة لله بالذات،
وللرسول بواسطة قربه من الله،
وللمؤمنين بواسطة الرسول.
فالمحكوم عليه أولاً غير المحكوم عليه ثانياً
_قال الحسن:
يُعرَض القول على الفعل، فإن وافق القولُ الفعلَ قُبِل، وإن خالف رُدَّ.
_وعن ابن عباس نحوه، قال:
إذا ذكر اللهَ العبدُ وقال كلاماً طيباً وأدّى فرائضه، ارتفع قوله مع عمله؛
_وإذا قال ولم يؤدّ فرائضه، رد قوله على عمله؛ وقيل: عمله أولى به[4].
{وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ}
_كالعبادة الخالصة، {يَرْفَعُهُ} الله تعالى، أي: يقبله. أو: الكلم الطيب، فالرافع على هذا الكلم الطيب، والمرفوع العمل الصالح، أي: والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب؛ لأن العمل متوقف على التوحيد، المأخوذ من الكلم الطيب؛ وفيه إشارة إلى أن العمل يتوقف على الرفع، والكَلِم الطيب يصعد بنفسه،
_ففيه ترجيح الذكر على سائر العمل. وقيل: بالعكس، أي: والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب، فإذا لم يكن عمل صالح فلا يُقبل منه الكلم الطيب.
وقيل: والعمل الصالح يرفعُ العامل ويشرفه، أي: مَن أراد العزّة والرفعة فليعمل العمل الصالح؛ فإنه
هو الذي يرفع العبد
_قال ابن عاشور رحمه الله:
وقد كان أعظم غرور المشركين في شركهم ناشئا عن قبول تعاليم كبرائهم وسادتهم وكان أعظم دواعي القادة إلى تضليل دهمائهم وصنائعهم، هو ما يجدونه من العزة والافتنان بحب الرئاسة؛
_فالقادة يجلبون العزة لأنفسهم والأتباع يعتزون بقوة قادتهم،
_لا جرم كانت إرادة العزة ملاك تكاتف المشركين بعضهم مع بعض، وتألبهم على مناوأة الإسلام،
_فوجه الخطاب إليهم لكشف اغترارهم بطلبهم العزة في الدنيا،
_فكل مستمسك بحبل الشرك معرض عن التأمل في دعوة الإسلام، لا يمسكه بذلك إلا إرادة العزة، فلذلك نادى عليهم القرآن بأن من كان ذلك صارفه عن الدين الحق فليعلم بأن العزة الحق في اتباع الإسلام وأن ما هم
فيه من العزة كالعدم.
{ومَنْ} شَرطية، وجعل جوابها: {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً}، وليس ثبوت العزة لله بمرتب في الوجود على حصول هذا الشرط، فتَعيّن أن ما بعد فاء الجزاء هو علة الجواب أقيمت مقامه واستغني بها عن ذكره إيجازا، وليصل من استخراجه من مطاوي الكلام تقرره في ذهن السامع، _والتقدير:
من كان يريد العزة فليستجب إلى دعوة الإسلام ففيها العزة لأن العزة كلها لله تعالى، فأما العزة التي يتشبثون بها فهي كخيط العنكبوت لأنها واهية بالية.
{أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} [النساء: 139]
فإن فيه تأكيدين: تأكيدا بـ(إِنَّ) وتأكيدا بـ{جَمِيعًا}
_لأن تلك الآية نزلت في وقت قوة الإسلام فلم يحتج فيها إلى تقوية التأكيد.
_{الْعِزَّةُ} تعريف الجنس. والعزة: الشرف والحصانة من أن ينال سوء.
فالمعنى:
_من كان يريد العزة فانصرف عن دعوة الله إبقاءً على ما يخاله لنفسه من عزة فهو مخطئ إذ لا عزة له، فهو كمن أراق ماء للمعِ سراب. والعزة الحق لله الذي دعاهم على لسان رسوله. وعزة المولى ينال حزبه وأولياءه حظ منها، فلو اتبعوا أمر الله
فالتحقوا بحزبه صارت لهم عزة الله وهي العزة الدائمة،
_فإن عزة المشركين يعقبها ذل الانهزام والقتل والأسر في الدنيا وذل الخزي والعذاب في الآخرة،





وعزة المؤمنين في تزايد الدنيا ولها درجات كمال في الآخرة.

وقفات قرآنية - { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّال
وقفات قرآنية - { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّال

الهوامش:
[1] أيسر التفاسير لأسعد حومد
[2] أيسر التفاسير، أبو بكر الجزائري
[3] البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي
[4]البحر المديد
خالدسعد النجار
وقفات قرآنية - { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّال



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: وقفات قرآنية - { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الص

سبحان الله



الساعة الآن 05:42 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل