[IMG]https://***- /bas/0052.gif[/IMG]
سورة الحاقة
تفسير الآيات33:37
[IMG]https://***- /fa/0025.gif[/IMG]
إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37)}
[IMG]https://***- /fa/0024.gif[/IMG]
.شرح الكلمات:
[IMG]https://***- /fa/0024.gif[/IMG]
وَلَا يَحُضُّ :الحض على الشيء أن يَطْلُبَ من أحد فعلَ شيء ويُلِحّ في ذلك الطلب .
{إلا من غسلين}: أي صديد أهل النار الخارج من بطونهم لأكلهم شجر الغسلين.
{ حَمِيمٌ }: أى صديق ينفعه ، أو من قريب يشفق عليه ، أو يحميه ، أو يدفع عنه .
[IMG]https://***- /fa/0024.gif[/IMG]
--.معنى الآيات:
[IMG]https://***- /fa/0024.gif[/IMG]
إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ
فإن السبب الذي أوصله إلى هذا المحل: { إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ } بأن كان كافرا بربه معاندا لرسله رادا ما جاءوا به من الحق.
وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ
{ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ } أي: ليس في قلبه رحمة يرحم بها الفقراء والمساكين فلا يطعمهم من ماله ولا يحض غيره على إطعامهم، لعدم الوازع في قلبه، وذلك لأن مدار السعادة ومادتها أمران: الإخلاص لله، الذي أصله الإيمان بالله، والإحسان إلى الخلق بوجوه الإحسان، الذي من أعظمها، دفع ضرورة المحتاجين بإطعامهم ما يتقوتون به، وهؤلاء لا إخلاص ولا إحسان، فلذلك استحقوا ما استحقوا.
فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ
{ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا } أي: يوم القيامة { حَمِيمٍ } أي: قريب أو صديق يشفع له لينجو من عذاب الله أو يفوز بثواب الله: { وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } { مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ } .
وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ
وليس له طعام إلا من غسلين وهو صديد أهل النار، الذي هو في غاية الحرارة، ونتن الريح،وقبح الطعم ومرارته لا يأكل هذا الطعام الذميم { إِلَّا الْخَاطِئُونَ } الذين أخطأوا الصراط المستقيم وسلكوا سبل الجحيم فلذلك استحقوا العذاب الأليم.
[IMG]https://***- /fa/0024.gif[/IMG]
فى ظلال الآيات:
[IMG]https://***- /fa/0024.gif[/IMG]
{إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37)}
• إنه قد خلا قلبه من الإيمان بالله , والرحمة بالعباد . فلم يعد هذا القلب يصلح إلا لهذه النار وذلك العذاب .
• خلا قلبه من الإيمان بالله فهو موات , وهو خرب , وهو بور . وهو خلو من النور . وهو مسخ من الكائنات لا يساوي الحيوان بل لا يساوي الجماد . فكل شيء مؤمن , يسبح بحمد ربه , موصول بمصدر وجوده . أما هو فمقطوع من الله . مقطوع من الوجود المؤمن بالله .
•وخلا قلبه من الرحمة بالعباد . والمسكين هو أحوج العباد إلى الرحمة ولكن هذا لم يستشعر قلبه ما يدعو إلى الاحتفال بأمر المسكين . ولم يحض على طعامه وهي خطوة وراء إطعامه . توحي بأن هناك واجبا اجتماعيا يتحاض عليه المؤمنون . وهو وثيق الصلة بالإيمان . يليه في النص ويليه في الميزان !
_ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36)
• وهي تكملة الإعلان العلوي عن مصير ذلك الشقي . فلقد كان لا يؤمن بالله العظيم , وكان لا يحض على طعام المسكين . فهو هنا مقطوع (فليس له اليوم ها هنا حميم). . وهو ممنوع:(ولا طعام إلا من غسلين). . والغسلين هو غسالة أهل جهنم من قيح وصديد ! وهو يناسب قلبه النكد الخاوي من الرحمة بالعبيد ! طعام(لا يأكله إلا الخاطئون). . المذنبون المتصفون بالخطيئة . . وهو منهم في الصميم !
• وبعد , فذلك هو الذي يجعله الله مستحقا للأخذ والغل والتصلية والسلسلة التي ذرعها سبعون ذراعا في الجحيم . وهو أشد دركات جهنم عذابا . . فكيف بمن يمنع طعام المسكين ومن يجيع الأطفال والنساء والشيوخ , ومن يبطش بطشة الجبارين بمن يمد إليهم يده باللقمة والكساء في برد الشتاء ؟؟ أين ترى يذهب هؤلاء , وهم يوجدون في الأرض بين الحين والحين ؟؟ وما الذي أعده الله لهم وقد أعد لمن لا يحض على طعام المسكين , ذلك العذاب في الجحيم؟؟.
وينتهي هذا المشهد العنيف المثير . الذي لعله جاء في هذه الصورة المفزعة لأن البيئة كانت جبارة قاسية عنيدة تحتاج إلى عرض هذه المشاهد العنيفة كي تؤثر فيها وتهزها وتستحييها . ومثل هذه البيئة يتكرر في الجاهليات التي تمر بها البشرية , كما أنه يوجد في الوقت الواحد مع أرق البيئات وأشدها تأثرا واستجابة . لأن رقعة الأرض واسعة . وتوزيع المستويات والنفسيات فيها مختلف . والقرآن يخاطب كل مستوى وكل نفس بما يؤثر فيها , وبما تستجيب له حين يدعوها . والأرض تحتوي اليوم في بعض نواحيها قلوبا أقسى , وطبائع أجسى , وجبلات لا يؤثر فيها إلا كلمات من نار وشواظ كهذه الكلمات . ومشاهد وصور مثيرة كهذه المشاهد والصور المثيرة . .
[IMG]https://***- /fa/0024.gif[/IMG]
من هداية الآيات:
[IMG]https://***- /fa/0024.gif[/IMG]
1- تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر أحداثها.
2- المال الذي باع المفلسون فيه الأمة والملة لا يغني يوم القيامة عن صاحبه شيئا.
3- التنديد بالكفر بالله وأهله.
4- عظم جريمة منع الحقوق المالية من الزكاة وغيرها.
[IMG]https://***- /fa/0024.gif[/IMG]
فائدة:
[IMG]https://***- /fa/0024.gif[/IMG]
شدة حر جنهم نعوذ بالله من حر جهنم، قال عليه الصلاة والسلام • والحديث متفق عليه عند البخاري -: {ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، قالوا: يارسول الله! إنها كانت كافية، قال: فإن نار جهنم فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً} فهذه نار الدنيا وهذه نار جهنم والعياذ بالله، نارنا هذه جزءاً من سبعين جزءاً من نار جهنم، وفي بعض الروايات: {أنها غمست في البحر سبعين مرة، حتى بردت ولولاها ما طاقها الناس} نعوذ بالله من النار التي أعدها الله للمعرضين.
• روى الترمذي بسند صحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: {أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت، وأوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، وأوقد عليها ألف سنة حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة}
• ورد في الصحيح: {إن أخف الناس عذاباً رجل يوضع بين أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه} فنعوذ بالله من النار.
• ورد عند أحمد والترمذي بأسانيد صحيحة، أن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر السلسلة من سلاسل جهنم، فقال عليه الصلاة والسلام {لو أن حديدة -وأشار إلى الجمجمة- وقعت من السماء وما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام، وقعت هذه السلسلة قبل الليل لوضعت في الصباح، وإن هذه الجمجمة لتوضع في سلسلة في جهنم من أولها إلى آخرها، فلا تقطعها إلا في أربعين خريفاً}.
اللهم ارحمنا وايَّاكم وأجرنا من خزى الدنيا وعذاب الآخرة بارك الله فيكم على طيب المتابعة
[IMG]https://***- /fa/0024.gif[/IMG]
المراجع:
تفسير القرآن العظيم ابن كثير
تيسير الكريم الرحمن فى تفسير كلام المنان للسعدى.
سيد قطب فى ظلال القرآن.
الجزائرى أيسر التفاسير
( صحيح الأخبار في وصف النار )
للشيخ : ( عائض القرني )
[IMG]https://***- /ne/0001.gif[/IMG]