السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
هذه أيضاً رسالة فيها استفسار عن التهاون بالصلاة، بعث بها المستمع محمد بن حزام بن موسى الشهري من نجران، يقول: ما حكم من ترك الصلاة تكاسلاً حتى يخرج وقتها؟ هل عليه إثم في ذلك، وهل تنطبق عليه صفات المنافقين، أفتونا مشكورين؟
الجواب:
تأخير الصلاة جريمة عظيمة ومنكر عظيم،
وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى من أن ترك الصلاة عمداً حتى خرج وقتها
أنه يكفر بذلك كفراً أكبر وردة عن الإسلام -نعوذ بالله- ويحتجون على هذا بما ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام
أنه قال: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة رواه مسلم في الصحيح،
هذا ظاهره أنه يكفر بذلك إذا أخرها حتى خرج وقتها،
وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة،
فمن تركها فقد كفر وقال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة،
وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله فتأخيرها جريمة عظيمة ومنكر عظيم،
فالذي -مثلاً- يؤخر الفجر حتى يصليها الضحى، هذا منكر عظيم يجب أن يصليها قبل طلوع الشمس، ويجب أن يهتم بذلك،
وهو مع كونه أتى جريمة قد تشبه بالمنافقين،
وقد كفره جماعة من أهل العلم بذلك.
فالواجب على المسلم أن يعتني بالصلاة وأن يؤديها في الوقت مع المسلمين في الجماعة في المساجد،
وليس له تأخيرها أبداً لا مع المسلمين ولا في البيت بل يجب أن يبادر حتى يؤديها في الوقت مع المسلمين في مساجد الله،
والمرأة كذلك عليها أن تبادر بأن تصلي الصلاة في وقتها في بيتها،
ولا يجوز لها التأخير، كما يفعل بعض الطالبات تؤخر الصلاة حتى تقوم بعد طلوع الشمس للمدرسة ثم تصلي،
هذا لا يجوز، هذا منكر عظيم،
وهكذا بعض المدرسات تؤجل الصلاة صلاة الفجر إلى أن تطلع الشمس ثم تقوم للتدريس وللصلاة،
هذا منكر عظيم يجب أن تصلى الصلاة في وقتها قبل طلوع الشمس،
وإذا كانت يغلبها النوم فيجب أن تتخذ ما يعينها على اليقظة مثل ساعة منبهة تؤكد على وقت الصلاة،
أو تستعين بأهل البيت يوقظونها حتى تصلي الصلاة بوقتها، وهكذا العشاء لا تؤخر إلى بعد نصف الليل،
وقت العشاء ينتهي إلى نصف الليل، هذا وقتها الاختياري،
وكذلك المغرب لا تؤخر حتى يغيب الشفق وتصلى قبل الشفق،
والشفق: الحمرة التي تكون في المغرب، يجب أن تصلي المغرب قبل ذلك قبل أن يغيب الشفق،
وهكذا عند الظهر لا تؤجل حتى يصير ظل كل شيء مثله ما بعد فيء الزوال بل تصلى في أول الوقت بعد الزوال،
والعصر لا تؤجل حتى تصفر الشمس بل تؤدى في وقتها،
النبي ﷺ كان يؤديها في الوقت، ولما سئل عن ذلك صلى الصلاة يوماً في أول وقتها ثم صلاها في آخر وقتها،
يعني الصلوات الخمس،
ثم قال:: الصلاة بين هذين الوقتين، والله يقول سبحانه: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا [النساء:103]
يعني مفروضاً في الأوقات، فالله يخبر أنها مفروضة في الأوقات، فلا يجوز لأهل الإسلام أن يؤخروها عن أوقاتها،
بل يجب أن تؤدى في الوقت، ويروى عن عمر
ما يدل على الشدة في ذلك وهو كما قال وأرضاه،
وثبت عنه ﷺ أيضاً في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال عليه الصلاة والسلام:
من حافظ على الصلاة كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة،
ومن لم يحافظ عليهاا لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة،
وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف-نسأل الله العافية-
هؤلاء كبار الكفار ومن صناديدهم -نعوذ بالله-.
قال بعض أهل العلم: إنه يحشر من ضيع الصلاة مع هؤلاء؛ لأنه إذا ضيعها من أجل الرياسة حشر مع فرعون ،
وإن ضيعها من أجل الوزارة ونحوها حشر مع هامان وزير فرعون ،
وإن ضيعها من أجل الشهوات والنعم والمال حشر مع قارون الذي أعطاه الله المال،
فبطر وتبكر وعصى نبي الله موسى ، فخسف الله به وبداره الأرض -نسأل الله العافية- عقوبة عاجلة مع النار،
وإن ترك الصلاة وضيعها بسبب أعمال التجارة والبيع والشراء حشر يوم القيامة مع أبي بن خلف تاجر أهل مكة.
فالواجب على أهل الإسلام الحذر غاية من التساهل بالصلاة،
والواجب أن تؤدى في أوقاتها، المرأة تؤديها في الوقت،
والرجل يؤديها في جماعة في المساجد، ولا يجوز التشبه بالمنافقين في التساهل بالصلاة
، وعرفت أن بعض أهل العلم يقول: إن من تركها تهاوناً حتى خرج الوقت كفر بذلك،
وهذا القول قول صحيح، ترك الصلاة تهاون وتساهل بها كفر أكبر -نسأل الله العافية- فإن السنة تؤيده،
السنة عن رسول الله ﷺ تؤيد هذا القول،
فإن الباب فيه أحاديث صحيحة كما تقدم، فيجب على المسلم أن يحذر هذا الأمر الخطير،
وأن يحافظ على الصلاة في وقتها،
وأن يستعين على ذلك بكل ما يستطيع من ساعة وغيرها،
حتى يؤدي الصلاة في وقتها مع إخوانه المسلمين،
وحتى تؤدي المرأة صلاتها في وقتها في بيتها قبل خروج الوقت،
فهي عمود الإسلام وهي أهم الفرائض بعد الشهادتين،
نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.
الشيخ ابن باز