أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي الإعجاز العلمي في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُو


الإعجاز العلمي في قوله تعالى:  ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُو
الإعجاز العلمي في قوله تعالى:  ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوالإعجاز العلمي في قوله تعالى:  ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُو


الإعجاز العلمي في قوله تعالى:
﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً﴾ [يونس: 5]
مقدمة:
إن من ينظر إلى السماء في ليلة منيرة، فإنه سيرى منظراً جميلاً يبهر العقول، سيرى النجوم والقمر وأجراماً أخرى وهي تتلألأ وتنير، ولكن العقل البشري لا يرى فرقاً بين نور القمر وسائر النجوم، إن لم يجزم العقل بأن القمر أكثر نوراً وإضاءة من غيره من النجوم.
وقد اكتشف العلم الحديث خلاف هذا الفهم، وأثبت أن هناك فرقاً بين النجم والقمر، وأن تلك النجوم أقوى إضاءة من القمر. وقد يتعجب المرء إذا علم أن هذا التفريق قد جاء التصريح به في كتاب الله تعالى قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام.
وفي بحثنا هذا سنتعرض لهذه الحقيقة العلمية، ونبين ما كشف عنه العلم الحديث في هذا الموضوع، ومن خلال ذلك سيتجلى الإعجاز العلمي لتلك الآيات القرآنية التي أخبرت عن هذه الحقيقة العلمية.
القرآن الكريم يثبت ضياء الشمس ونور القمر:
جاءت الإشارة في كتاب الله تعالى إلى أن الشمس -وهي نجم من النجوم- تضيء، وأن القمر ينير، فقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً﴾ [يونس: 5]، وأخبر الله عز وجل أن هذه الشمس سراج، فقال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً﴾ [الفرقان: 61].
وقال تعالى: ﴿وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً﴾ [نوح: 16].
وبيَّن الله تعالى أن هذا السراج متوهج، فقال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً﴾ [النبأ: 13].
فنلاحظ من خلال هذه الآيات أن الضياء نسب إلى الشمس، وأن الشمس وصفت بأنها سراج وهّاج، بينما القمر لم يوصف إلا بالإنارة فهو قمر منير.
المعنى اللغوي لهذه الآيات:
ذهبكثير منأئمة اللغة إلى أن الضوء في اللغة أقوى من النور من حيث الاستعمال، وأن الضوء ما كان صادراً من ذات الشيء، وأن النور ما كان بالعَرَض والاكتساب من الغير، يقول الزبيدي: "الضوء أقوى من النور، قاله الزمخشري، وتبعه الطّيبي، واستدلَّ بقوله تعالى: ﴿جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً والقَمَرَ نوراً﴾ [يونس: 5].
وقيل: الضوءُ لِما بالذات كالشمس والنار، والنور لما بالعَرَض والاكتساب من الغَيْر"(1).
ويقول في موضع آخر: "وقيل: الضِّياءُ ذاتِيٌّ والنُّورُ عَرَضِيٌّ، وتخصيصُ الشمسِ بالضوءِ والقمرِ بالنُّور من حيث إنّ الضَّوْءَ أخصُّ من النُّور"(2).
وأما الوهج في اللغة فهو انبعاث الحرارة والضوء من شيء واحد، يقول الخليل: "الوَهَج: حرُّ النّارِ والشَّمْس من بعيد، وقد تَوَهَّجَتِ النّار ووَهِجَتْ تَوْهَجُ فهي وَهِجةٌ، والجَوْهر يتوهَّجُ: أي يتلألأ، والوَهَجان: اضطرابُ التَّوَهُّج"(3).
ويقول الراغب: "الوهج: حصول الضوء والحر من النار"(4)، والوهج والوهيج تَلأْلُؤُ الشيء وتَوَقُّدُه(5).
أقوال المفسرين في هذه الآيات:
لم يختلف كلام المفسرين لهذه الآيات عن كلام أهل اللغة، فذهب كثير منهم إلى أن الضوء أقوى من النور، والضياء هو ما كان بالذات، والنور ما كان بالعرض(6).
وفي هذا يقول الشوكاني: "قيل: الضياء أقوى من النور، وقيل: الضياء هو ما كان بالذات، والنور ما كان بالعرض؛ ومن هنا قال الحكماء: إن نور القمر مستفاد من ضوء الشمس"(7).
وقال البيضاوي: "وقيل ما بالذات ضوء وما العرض نور، وقد نبه سبحانه وتعالى بذلك على أنه خلق الشمس نيرة في ذاتها والقمر نيراً بعرض مقابلة الشمس والاكتساب منها"(8).
ويقول الألوسي: "وذهب بعض الناس إلى أن الضياء أقوى من النور لقوله تعالى: ﴿جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً والقَمَرَ نوراً﴾ [يونس: 5].
ومن هنا قال الحكماء: إن الضوء ما يكون للشيء من ذاته، والنور ما يكون من غيره، واستعمل الضوء لما فيه حرارة حقيقة كالذي في الشمس"(9).
ويقول ابن كثير: "يخبر تعالى عما خلق من الآيات الدالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه، أنه جعل الشعاع الصادر عن جرم الشمس ضياءاً، وجعل شعاع القمر نوراً، هذا فن وهذا فن آخر، ففاوت بينهما لئلا يشتبها، وجعل سلطان الشمس بالنهار وسلطان القمر بالليل"(10).
ويقول السمرقندي: "جعل الشمس ضياءاً مع الحر والقمر نوراً بلا حر"(11).
ويقول صاحب الظلال: "﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء﴾ فيها اشتعال، ﴿والقَمَرَ نوراً﴾ فيه إنارة"(12).
ومن المفسرين من قال أن الإضاءة هي فرط الإنارة، أي الإنارة الشديدة(13).
وفي قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا﴾ [النبأ: 13] أجمع المفسرون أن هذا السراج هو الشمس، وقالوا أن ﴿سِرَاجًا وَهَّاجًا﴾ أي وقّاداً مضيئاً(14)، وأن الوهاج هو الوقاد، والوهج ما جمع بين النور والحرارة(15).
ومنهم من قال: "أن الوهاج هو الحار المضطرم الاتقاد"(16).




ومنهم من زاد فقال: "المتعالي اللهب"(17).
ضياء الشمس ونور القمر في الاكتشافات العلمية الحديثة:
توصل علماء الفلك الحديث إلى التفريق بين النجم والكوكب، وذلك بعد اكتشاف المناظير وإجراء الدراسات الفوتومترية (الضوئية) والطيفية على النجوم والكواكب خلال القرون القليلة الماضية، فالنجم ما هو إلا جسم سماوي متلألئ يشع الطاقة ذاتياً، بينما الكوكب جسم سماوي ثابت الإضاءة يعكس الأشعة التي يتلقاها من النجوم والشموس، وينطبق هذا على التوابع الطبيعية للكواكب وهي الأقمار.
ويبحث علم فيزياء الشمس وهو أحد فروع علم الفلك في دراسة وفهم بعض الأسرار التي تكتنف أقرب النجوم إلينا وهي الشمس، هذا الجرم العملاق الذي خلقه الله تبارك وتعالى ليجعل الحياة على سطح الأرض ممكنة وملائمة.
وقد أهتم العلماء والدول بهذا النهج من الدراسة، فهنالك المئات من المعاهد والمراكز العلمية لدراسة الشمس، وهناك قرابة العشرين قمراً صناعياً تدور حول الشمس لفهم العديد من الأسرار التي حيرت العلماء حتى أيامنا هذه(18).
وجوف الشمس ساخن جداً إذ تصل درجة الحرارة فيه إلى ما يقارب الـ 15 مليون درجة مطلقة، وتقل درجات الحرارة باتجاه الخارج إذ تصبح درجة الحرارة على سطحها (طبقة الفوتوسفير) حوالي 5000 درجة مئوية تقريباً.
وكشف العلم الحديث أن النجوم تنتج الطاقة والضوء بكميات عالية نتيجة لاحتراق الهيدروجين، وهو المكون الأساسي لها وتحوله إلى هليوم في باطن النجوم حيث الكثافة والضغط العالي والحرارة التي تصل إلى 15 مليون درجة كما يحدث في شمسنا، وقد تزيد في نجوم أخرى حيث يؤدي هذا إلى حدوث تفاعل نووي واندماج أربع ذرات هيدروجين لإعطاء ذرة هليوم واحدة، ويكون فرق الكتلة ما بين المواد الداخلة في التفاعل والناتجة من التفاعل يشع على هيئة طاقة كهرومغناطيسية كالأطوال الموجية القصيرة (أشعة جاما وأشعة إكس) والتي تختار طريقها إلى سطح النجم أو الشمس، هذه الأشعة قصيرة الموجة تصاحبها أشعة مرئية عند وصولها لسطح الشمس، وتشع منه في الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية، وهذا يعنى أن الشمس تستمد طاقتها من باطنها، ووقودها هو عبارة عن اندماج نووي طبيعي تحت ظروف عالية الضغط والكثافة والحرارة في باطنها.
فيتضح لنا مما ذكر سابقاً أن الشمس تعد مفاعلاً نووياً عملاقاً يسبح في الفضاء بسرعة كبيرة، وله ضوء وطاقة وحرارة ذات أشكال شتى ومتغيرة في كمها وكيفها، وهي ليست قرصاً مضيئاً ثابت الضياء، بل هي سراج وهاج(19).
وجه الإعجاز:
فرق القرآن الكريم بين الشعاع القادم من الشمس والشعاع القادم من القمر، فسمى ما يأتي من الشمس ضياءاً، وما يأتي من القمر نوراً، وفي آيات أخرى توصف الشمس مرة بأنها سراج، ومرة بأنها سراج وهاج، أما القمر فلم يوصف إلا بالإنارة وأنه منير، وفي هذا تفريق واضح ينسجم ويتطابق تماماً مع ما كشف عنه العلم الحديث.
فالقرآن الكريم يقول: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً﴾ [الفرقان: 61]، ولم يقل الله تعالى: (وجعل فيها سراجين)؛ لأن السراج يحتاج إلى وقود، فإذا اتقد السراج انبعث منه الضياء.
والضياء ما كان ذاتياً، أما النور فهو عرضي، وقد كشف العلم أن الشمس تشع بنفسها إشعاعاً ذاتياً، أما القمر فإنه لا يشع ولا يشتعل بل يعكس شعاع الشمس الذي يصل إليه.
ورأينا أن الوهج ما جمع بين النور والحرارة كما يقول العلماء من أهل اللغة والمفسرين، وهذا لا ينطبق مع القمر بل ينطبق على الشمس، والتي وصفت في آية أخرى بأنها سراج وهاج، ومعنى ذلك أنها مضيئة ومتقدة عالية اللهب، وهذا هو عين ما كشف عنه العلم الحديث، وهو أن الشمس تنتج طاقة عالية جداً، وأنها عبارة عن مفاعل نووي عملاق ينتج كميات هائلة من الطاقة التي تتوهج ويصل ضياؤها إلى أرضنا.
هذا التفريق الدقيق بين الضياء والنور قبل ما يزيد على ألف وأربعمائة سنة مما يشهد للقرآن الكريم بالمعجزة العلمية؛ لأن المنطق السوي يقول ما كان أحد يستطيع في ذلك الزمن البعيد أن يفرق هذا التفريق العلمي الدقيق بين الشمس(النجم) وبين القمر(الكوكب وما يلتحق به من أقمار) إلا الخالق العليم، يقول تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14].
إعداد/ عادل الصعدي.
مراجعة: علي عمر بلعجم.
23/ 6/ 2007م.
________________________
(1) تاج العروس 1/ 164.
(2) المرجع السابق 1/ 3578.
(3) كتاب العين للخليل 4/ 66.
(4) مفردات القرآن للراغب الأصفهاني 1/ 1619.
(5) لسان العرب 2/ 401، وتاج العروس 1/ 1533.
(6) أنظر الكشاف للزمخشري 1/ 512، وتفسير أبي السعود 4/ 120، وتفسير النسفي 2/ 118، وتفسير البيضاوي 1/ 185، وفتح القدير للشوكاني 2/ 615، وروح المعاني للألوسي 1/ 166، والبحر المديد 2/ 471.
(7) فتح القدير للشوكاني 2/ 615.
(8) تفسير البيضاوي 1/ 185.
(9) تفسير روح المعاني للألوسي 1/ 166.
(10) تفسير ابن كثير 2/ 535.
(11) بحر العلوم للسمرقندي 2/ 282.
(12) في ظلال القرآن لسيد قطب 4/ 128.
(13) تفسير البحر المحيط لابن حيان 1/ 82، وتفسير الرازي 1/ 347، وفتح القدير للشوكاني 1/ 42، وتفسير الألوسي 1/ 177
(14) تفسير الطبري 24/ 152، وتفسير أبي السعود 6/ 437، وبحر العلوم للسمرقندي 4/ 361.
(15) تفسير البغوي 8/ 312، وتفسير زاد المسير 6/ 112، وتفسير النسفي 4/ 2، وتفسير النيسابوري 7/ 277، وتفسير أبي السعود 6/ 437، وتفسير الخازن 6/ 210.
(16) البحر المحيط 10/ 419، وتفسير الثعالبي 4/ 197، ونظم الدرر للبقاعي 9/ 307.
(17) تفسير الثعالبي 4/ 197، والمحرر الوجيز 6/ 477.


(18) وجعلنا سراجاً وهاجاً، للدكتور ياسين محمد المليكي





إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#2

افتراضي رد: الإعجاز العلمي في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ

لا اله الا الله محمد رسول الله
بارك الله فيكي وجعله في ميزان حسناتك

إظهار التوقيع
توقيع : بحلم بالفرحة
#3

افتراضي رد: الإعجاز العلمي في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ

جزاكى الله خيرا
#4

افتراضي رد: الإعجاز العلمي في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَ

شكرا لمروركم حبيباتي
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#5

130003 رد: الإعجاز العلمي في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَ

رد: الإعجاز العلمي في قوله تعالى:  ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَ
إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الحَياة
#6

افتراضي رد: الإعجاز العلمي في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَ

شكرا لمروركم حبيباتي
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
أسلوب التهديد في القرآن اماني 2011 المنتدي الاسلامي العام
تعريف الإعجاز العلمي للقرآن الكريم وغارت الحوراء الاعجاز العلمي
فوائد دراسة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم لؤلؤة الحَياة الاعجاز العلمي
مضمون القرآن الكريم كاملا .. متجدد بمشيئة الله .. حبيبة أبوها القرآن الكريم
الضمير فى القرأن الكريم الاميرة النائمه القرآن الكريم


الساعة الآن 08:42 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل