أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي أيهما خير للمسلم : العزلة أم مخالطة الناس ودعوتهم والصبر على أذاهم؟


أيهما خير للمسلم : العزلة أم مخالطة الناس ودعوتهم والصبر على أذاهم؟


قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ [يعطيك] وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً ) رواه البخاري (5534) ، ومسلم (2628) .
قال النووي رحمه الله :" فِيهِ فَضِيلَةُ مُجَالَسَةِ الصَّالِحِينَ وَأَهْلِ الْخَيْرِ وَالْمُرُوءَةِ وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَالْوَرَعِ وَالْعِلْمِ وَالْأَدَبِ، وَالنَّهْيُ عَنْ مُجَالَسَةِ أَهْلِ الشَّرِّ وَأَهْلِ الْبِدَعِ وَمَنْ يَغْتَابُ النَّاسَ أَوْ يَكْثُرُ فُجْرُهُ وَبَطَالَتُهُ، وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنَ الْأَنْوَاعِ الْمَذْمُومَةِ " انتهى من " شرح النووي على مسلم " (16/ 178) .
أما ما رواه الترمذي (2507) ، وابن ماجة (4032) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ) وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .فهذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،ومخالطتهم لأجل ذلك ، وإسداء النصح هم، لا لمجرد المجالسة والمؤانسة .فمن خالط الناس ، ودعاهم إلى الله ، ووعظهم ، ونصحهم ، وذكرهم ، وصبر على أذاهم في سبيل ذلك ؛ فهو خير ممن لا يخالطهم ولا يدعوهم ، ولا يصبر على أذى يلقاه منهم في سبيل ذلك .
فإذا قدر أن الإنسان بين خيارين : إما الانفراد ، وإما مجالسة أهل السوء ؛ فلا شك أن الانفراد أفضل

لتكن مخالطتك للناس فيما يعود عليك بالنفع، فإذا رأيت المخالطة قد تجر إلى ما لا تحمد عاقبته من غيبه ونميمه وجدل..، فحينئذ كن جليس بيتك، والزم العزلة







أيهما خير للمسلم : العزلة أم مخالطة الناس ودعوتهم والصبر على أذاهم؟


يقول ابن القيم رحمه الله: إن فضول المخالطة هي الداء العضال الجالب لكل شر، وكم سلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة، وكم زرعت من عداوة، وكم غرست في القلب من حزازات، تزول الجبال الراسيات وهي في القلوب لا تزول، ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة، وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطةبمقدار الحاجة ويجعل الناس فيها

أربعة أقسام متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينها دخل عليه الشر.

أحدها: من مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه في اليوم والليلة، فإذا أخذ حاجته منه ترك الخلطة، ثم إذا احتاج إليه خالطه هكذا على الدوام، وهذا الضرب أعز من الكبريت الأحمر، وهم العلماء بالله تعالى وأمره ومكايد عدوه وأمراض القلوب وأدويتها الناصحون لله تعالى ولكتابه ولرسوله ولخلقه، فهذا الضرب في مخالطتهم الربح كله.

القسم الثاني:

من مخالطته كالدواء، يحتاج إليه عند المرض، فما دمت صحيحا فلا حاجة لك في خلطته، وهم من لا يستغنى عن مخالطتهم في مصلحة المعاش، وقيام ما أنت محتاج إليه من أنواع المعاملات والمشاركات والاستشارة والعلاج للأدواء ونحوها، فإذا قضيت حاجتك من مخالطة هذا الضرب بقيت مخالطتهم من القسم الثالث.وهم: من مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه...

القسم الرابع:

من مخالطته الهلك كله، ومخالطته بمنزلة أكل السم، فإن اتفق لأكله ترياق، وإلا فأحسن الله فيه العزاء، وما أكثر هذا الضرب في الناس، لا كثرهم الله، وهم أهل البدع والضلالة الصادون عن سنة رسول الله الداعون إلى خلافها الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا. انتهى.
فالذي ننصحك به هو أن تجعل مخالطتك للناس على هذا النحو، فتأتي النافع منها وما لا يستغنى عنه، وتدع ما فيه الضرر،

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :" العزلة خير إذا كان في الخلطة شر، أما إذا لم يكن في الخلطة شر؛ فالاختلاط بالناس أفضل " انتهى من " شرح رياض الصالحين " (3/ 72) .وقال أيضا :" من كان يخشى على دينه بالاختلاط بالناس : فالأفضل له العزلة .ومن لا يخشى : فالأفضل أن يخالط الناس، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على آذاهم).فمثلا: إذا فسد الزمان ورأيت أن اختلاطك مع الناس لا يزيدك إلا شرا وبعدا من الله ، فعليك بالوحدة ، اعتزل .. ؛ فالمسألة تختلف، العزلة في زمن الفتن والشر والخوف من المعاصي خير من الخلطة ، أما إذا لم يكن الأمر كذلك ، فاختلط مع الناس ، وأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر، واصبر على آذاهم وعاشرهم " انتهى من " شرح رياض الصالحين " (5/ 354) .
والله تعالى أعلم .

المصدر

الاسلام سؤال وجواب

واسلام ويب




أيهما خير للمسلم : العزلة أم مخالطة الناس ودعوتهم والصبر على أذاهم؟



#2

افتراضي رد: أيهما خير للمسلم : العزلة أم مخالطة الناس ودعوتهم والصبر على أذاهم؟

بارك الله فيكِ وافادك
إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#3

افتراضي رد: أيهما خير للمسلم : العزلة أم مخالطة الناس ودعوتهم والصبر على أذاهم؟

جزاك الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : أحـبكـ ربي
#4

افتراضي رد: أيهما خير للمسلم : العزلة أم مخالطة الناس ودعوتهم والصبر على أذاهم؟

احسنتي
#5

افتراضي رد: أيهما خير للمسلم : العزلة أم مخالطة الناس ودعوتهم والصبر على أذاهم؟

بارك الله فيكي
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
حكايات الست عدلات مع عدلات عرافة الناس الذوات كتكوتة صور x صور
الناس نوعان: فمن أي نوع تكون؟ ranasamaha حوارات اجتماعية مفتوحة
مخالطة الناس في الخير واعتزالهم في الشر وما لا فائدة فيه لافالانتينا فتاوي وفقه المرأة المسلمة
خير الناس ام انس المنتدي الاسلامي العام
نصائح العظماء لاتقان التعامل مع الناس اماني 2011 العيادة النفسية والتنمية البشرية


الساعة الآن 10:28 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل