قطعت تساؤلاتها عبارة قالها الطبيب المعالج لطارق :هل ستذهب وحدك أم ستأتي معي؟
فأجابه طارق : سيارتي كما تعلم انها معطلة فستأخذني في طريقك لأمرعلى زوجتي والابناء عند والدتها وآخذهم واعود للمنزل
شعرت رهف بخيبة أمل كبيرة لم تصدم قدر ما شعرت بتعس حظها
ولم لا مرت خمس سنوات هل سيكون حالم مثلها يعيش على أطلالها
انه طبيب ناجح وشاب وسيم وذو مقومات تجعل منه فتى أحلام كل بنت
حدثت نفسها رهف بكل هذا كما قالت أيضا لنفسها
أنت من تخاذلتي وفرطتي لا تلومي غير نفسك
فها هو قد صارمن نصيب غيرك وليس لكي حق حتى في هذا الأمل الواهن الذي كنتي تترجينه من حين لآخر
وأما عن نظراته فربما انه يحاول يتذكرني فكم رأى في حياته فمن سيذكر أو من
هذه الأثناء كان يتقدم لرهف العديد من الخطاب ولكنها كانت ترفض
حتى ضغط عليها الأهل وأخذوا يقنعونها ان تعطي نفسها الفرصة وأن مسألة الارتياح والحب يأتي بالعشرة عندما تقدم لها وليد مهندس شاب لم تقتنع به في باديء الأمر ولكنتحت الحاح الأهل وافقت رهف على العريس وتمت الخطبة في جو عائلي
تحاول رهف ان تري وليد بأعين الآخرين فهي لا تراه كما يرونه هم حيث يرونه عريس مناسب وناجح في حياته وأقنعت نسها بأن ما تشعر به قد يكون أمرا طبيعيا في باديء الأمر وان الحب سيأتي يوما ما
وليد لم يكن شابا عاطفيا بل كان شابا عمليا جدا يرغب بانجاز الأمور بأسرع وقت وأن يصيب الهدف دون خطأ
شخصية وليد تعجب كثير من الناس
لكن رهف كانت تتمنى ان يخطفها الفارس على الحصان الأبيض
حاولت رهف ان تنسج جوا من الألفة بينها وبين وليد وأن تحرر قلبها من قيوده
انها تبغي الحب وليست تطمح في لقب متزوجة فحسب
تتمنى لو ان يحتويها وليد بهذا الدفء العاطفي التي ترجو
أما وليد فكانت نظرته للأمور مختلفة هو يريد زوجة لها مواصفات خاصة وهو يعلم ان الحب يأتي بالعشرة ويرى ان رهف فتاة تحمل المواصفات التي يريدها في زوجة ممتازة كما يريد
قضت رهف ثلاثة أشهر في هذه الخطبة تصارع نفسها حتى تستمر في هذه الخطبة ولكن دون جدوى
كانت كلما يقترب موعد الزفاف تشعر ان صدرها يضيق وتختنق
ليلى رأفت لحال صديقتها رهف فلم تستطع ان تضغط عليها بالاستمرار فحياة بلا زواج أفضل من زواج بلا حياة
صارحت والدتها بأنها لا ترغب بالاستمرار
وفسخت رهف خطبتها على وليد بعد ان صارحته باختلافهما عن بعضهما وأن الاستمرار سوف يكون نتيجته الخسارة
بعد ان فسخت رهف خطبتها شعرت انها ولدت من جديد وأن كابوسا تخلصت منه
فعلا ما أصعب الزواج بلا حب
عكفت رهف على عملها وازدادت من دراستها وتزودت بكورسات في الكمبيوتر واللغة لتملأ فراغها بالعمل طالما انه لا حب يملأ فراغ حياتها
يمر الوقت على رهف والسنوات ورهف على هذا الحال
ليلى وعلاء قد تزوجا واستقؤت حياتهما في جو من السعادة والحب
ليلى تشفق على رهف من هذا الأمر خاصة انها تعرف طبيعة رهف وانها تفعل كل هذا لتنشغل عن التفكير في الحب والأرتباط
وأنها ليست سعيدة
اتفقت ليلى مع زوجها علاء ان يحاولا ان يخرجاها من هذا الحال بأي طريقة
وخطرت على بالهما فكرة ربما تنجح
ليلى تتفهم طبيعة رهف فهي برغم جديتها الواضحة الا ان داخلها رومانسية مفرطة تحتاج للحب وهذا مالا يعرفه أحد عن رهف الا اذا كان مقربا منها فلما لا نحاول ان نساعدها في الحصول على حلمها الجميل فاقترحت على علاء ان يدعو صديقة هاني ان يمر عليه بمكتبهم في البنك بحجة انه يريد ان يعزمه على الغداء
هاني صديق مقرب من علاء كان مسافرا في بعثة دراسية وعاد الى أرض الوطن من فترة وجيزة
هاني شاب وسيم مرح جذاب ولكنه لم يقرر الارتباط بعد فهو لديه مخططات تخص مستقبله العملي والمهني
وافق علاء فورا على الفكرة ورآها مناسبة جدا خاصة هو يشعر ان هناك توافق في الشخصيات بينه وبين رهف وقد تكون فرصة ليتعارفا وقد تكون بداية جديدة لهما
بالفعل ذهب هاني في الموعد واتصل بعلاء من خارج البنك فأخبره بأن يمر عليه بمكتبه
وبينما كانت رهف تجمع بعض الأوراق والملفات وتستعد لخروجها من المكتب مسرعة فاذا بهاني يصطدم بها فتسقط الأوراق من ايديها فلم تنتبه له وأخذت تجمع أوراقها المبعثرة من الأرض وأخذ يجمع معها الأوراق ويسلمهم لها ثم رفع رأسه ليعتذر لها عما بدر منه وهي بدورها ترفع عنه الحرج فاذا بعيناهما قد تلاقيا من قريب وأخذت رهف تنظر لعينيه في عجب فهي تكاد لم تر مثل هاتين العينين العسيليتين الشديدة اللمعان
وهذا الوجه لم تر مثله من قريب كم هو مريح يأخذ العين كما لفت انتباه هاني ملامح رهف البريئة وعيناها الواسعتان السوداء شديدة الصفاء
كل ذلك في لحظات قصيرة انتبهت بعدها رهف لنفسها فخجلت وطأطأت رأسها وانصرفت من أمامه
أخذ علاء صديقه هاني وانصرفا الى الغداء
أما رهف طوال ساعات العمل خلال هذا اليوم فكانت تسرح حينا وتبتسم حينا آخر وليلى ترى هذا على رهف وشعرت بدبيب الأمل داخلها ولكنها لم تلمح لشيء البتة واكتفت بمراقبة رهف في صمت
في الوقت نفسه أخذ هاني يتساءل عن رهف من الوقت للآخر ويحاول ان يتدرج علاء للحديث عنها أما علاء فلاحظ هذا جيدا ولم يبدي تعليقا
من جانبه با اكتفى بالاجابة على استساراته ومسايرته في الحديث
ليلى وعلاء عندما التقيا على العشاء هذا اليوم اتفقا على انها بداية مشجعة وخططا للخطوة التالية
في اليوم التالي طلبت ليلى من رهف ان تخرج هذا اليوم للعشاء في مكان هاديء يطل على أحد المشاهد الطبيعية
اعتذرت رهف بحجة انشغالها بالكورس ولكن ليلى الحت عليها
ليلى:رهف كم نقضي من عمرنا دون ان نعطي أجسادنا ما تستحق من الراحة
ان لبدنك عليك حق اعطي لنفسك راحة يوما واحدا
رهف : ولكني سأكون عزولا بينك انت وزوجك فانتما زوجان عاشقان لا أحب ان يكرهني علاء فهل يعقل ان يراني في الصباح والمساء
ربما لو ذهب المنزل لوجدني هناك أيضا
ليلى: لا تشغلي بالك فأنا أخرج معه وحدنا كثيرا فسنسمح بالخروج معنا هذه المرة فقط ههههههههه
وافقت رهف بعد الحاح ليلى عليها
استعدت رهف للخروج وارتدت فستانا انيقا ووضعت بعض المساحيق البسيطة التي زادت من اشراقة وجهها في بساطة بلا تكلف
وأخذاها في مطعم عائم حيث الجو جميل والمشهد رائع
واثناء جلوسهم كانت المفاجأة
انه هو ذلك الشاب الوسيم ذو العينين الأخاذتين يبدو من بعيد تعلقت رهف بعينها نحوه كأنها تريد أن تتأكد من ملامحه مرة أخرى فاذا به يقترب منهم وصافح علاء وجلس الى جواره
أما علاء بدوره فقد عرفه برهف
علاء:هذه رهف زميلتنا بالمكتب وصديقة ليلى وأختي
هاني : سبق لي شرف رؤيتها ولكني كنت كالدبة فقد صدمتها
ابتسمت رهفوقالت له : لا عليك ليس خطأك كنت أنا المسرعة ولم انتبه لك واجب عي انا حق الاعتذار
علاء : مافي اعتذار بين الأخيار وربما هي خير صدفة هههههه
ابتسم الجميع وتبادلوا جميعا الأحاديث في جو من المرح
تعللت ليلى بأنها سوف تذهب لدورة المياه وبعدها بقليل علاء استأذن بحجة انه سوف يقوم بعمل مكالمة خاصة وتركا هاني ورهف ليفسحا لهما مجالا للحديث أطول وقتا ممكنا
فعلا تجاذب الأثنان الحيث في ارتياح وكأن في هذه الدقائق يعرفان بعضهما من زمن
أما ليلى وعلاء فهما يراقبانهما في سعادة
الوقت مر ولم يشعر به الاثنان وكأنهما ارتاحا لعدم وجود ليلى وعلاء أو نسيا وجودهما
حتى صارت الساعة العاشرة مساء انتبهت رهف لأنها يجب ان تنصرف لأنها تنام مبكرا حتى تستطيع الاستيقاظ مبكرا
انصرفوا جميعا ولكن رهف لم تنم هذه الليلة فهي رغم تفاحئها بوجود هاني معهن لكنها تشعر بداخلها بدبيب سعادة ولكنها تخشى ان تصاب بالوهم مرة أخرى فقلبها اعتاد طعمها
تحيرت رهف من أمرها لماذا أنا لا لا أعطي حقي من السعادة قدره بينما أعطي نفسي من المرارة أكثر من حقها
رمت رهف أوهامها خلف ظهرها فهي تريد ان تنعم باحساس السعادة ولو ليوم واحد
يتبع