في فضل العلم والتعليم والتعلم وشواهده
بسم الله الرحمن الرحيم.
من قرأ القرآن وجد مادة "ع ل م " تشيع في سوره المكية والمدنية على سواء بكل مشتقاتها إسماً وفعلاً ومصدراً مئات المرات
ففعل " تعلمون " في خطاب الجمع تكرر 56 مرة بالإضافة إلي 3 مرات بصيغة " فستعلمون " ، و9 مرات بصيغة " تعلموا " و85 مرة بصيغة " يعلمون " و7 مرات " يعلَموا " ونحو 47 مرة تكرر فعل " علم " وما يشتق منه وما يتعلق به كما تكررت صفة " عليم " معرفة ومنكرة (140) مرة وكلمة ، علم " معرفة ونكرة (80) مرة .
وهناك صيغ أخرى تكررت كثيراً أيضاً وكل هذا التكرار لهذه المادة ومشتقاتها دليل مؤكد على أهمية العلم في القرآن الكريم .
ولا يعرف دين مثل الإسلام ولا كتاب غير القرآن أشاد بالعلم وحث عليه ورغب في طلبه ونوه بمكانة أهله وأعلى من قدرهم وبين فضل العلم وأثره في الدنيا والآخرة وحض على التعلم والتعليم ووضع لذلك كله القواعد الحاكمة والأحكام الضابطة وذلك في مصادر الإسلام الأساسية : القرآن الكريم والسنة النبوية
حسبنا أن أول آيات نزلت من الوحي الإلهي على قلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم أشارت إلي فضل العلم حيث أمرت بالقراءة وهي مفتاح العلم ، ونوهت بـ " القلم " وهو أداة نقل العلم ، وذلك قوله تعالي : (إقرأ بإسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * إقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم *علم الإنسان ما لم يعلم).
ومما نبه عليه القرآن ، ولم يذكر في كتاب ديني غيره : أن الله تعالى فضل آدم أبا البشر ، وجعله في الأرض خليفة ، وقدمه على الملائكة المتفرغين لعبادة الله تعالى ، وذلك بما خصه به من العلم ، الذي تفوق به على الملائكة في الاختبار الذي عقده الله تعالى بينه وبينهم يقول ابن القيم في بيان الوجه التاسع والعشرين : " أنه سبحانه لما أخبر ملائكته بأنه يريد أن يجعل في الأرض خليفة قالوا له : (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون * وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ) إلي آخر قصة آدم وأمر الملائكة بالسجود لآدم فأبي إبليس فلعنه وأخرجه من السماء
وبه أظهر الله تعالى فضل آدم عليه السلام على الملائكة وأمرهم بالسجود له وإنما شرف العلم لكونه وسيلة إلي البر والتقوي الذي به يستحق الكرامة عند الله تعالى والسعادة الأبدية
شواهدها من القرآن :
﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط﴾ (آل عمران 3: 18) فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة وثلث بأهل العلم وناهيك بهذا شرفا وفضلا وجلاء ونبلا
وقال الله تعالى: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾ (المجادلة: 11) قال ابن عباس رضي الله عنهما: للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام.
وقال عز وجل: ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾ وقال تعالى: ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ وقال تعالى: ﴿قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب﴾ وقال تعالى: ﴿قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به﴾ تنبيها على أنه اقتدر بقوة العلم.
وقال عز وجل: ﴿وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا﴾ بين أن عظم قدر الآخرة يعلم بالعلم. وقال تعالى: ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾
وقال تعالى: ﴿ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم﴾ رد حكمه في الوقائع إلى استنباطهم وألحق رتبتهم برتبة الأنبياء في كشف حكم الله.
وقيل في قوله تعالى: ﴿ يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم﴾ يعني العلم ﴿وريشا﴾ يعني اليقين ﴿ولباس التقوى﴾ يعني الحياء. وقال عز وجل: ﴿ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم﴾
وقال تعالى: ﴿فلنقصن عليهم بعلم﴾ وقال عز وجل: ﴿بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم﴾ وقال تعالى: ﴿خلق الإنسان¤ علمه البيان﴾ وإنما ذكر ذلك في معرض الامتنان.
شواهدها من السنة المطهرة:
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ويلهمه رشده) متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء) أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه
ومعلوم أنه لا رتبة فوق النبوة ولا شرف فوق شرف الوراثة لتلك الرتبة.
وقال صلى الله عليه وسلم: (يستغفر للعالم ما في السموات والأرض) أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وأي منصب يزيد على منصب من تشتغل ملائكة السموات والأرض بالاستغفار له.
وقال صلى الله عليه وسلم: (خصلتان لا يكونان في منافق حسن سمت وفقه في الدين) أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة
وقال صلى الله عليه وسلم: (أقرب الناس من درجة النبوة أهل العلم والجهاد أما أهل العلم فدلوا الناس على ما جاءت به الرسل وأما أهل الجهاد فجاهدوا بأسيافهم على ما جاءت به الرسل) وقال صلى الله عليه وسلم: (لموت قبيلة أيسر من موت عالم)ابو نعيم
وقال عليه الصلاة والسلام: (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) متفق عليه
وقال صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أمتي إذا صلحوا صلح الناس وإذا فسدوا فسد الناس الأمراء والفقهاء)ابن عبدالبروأبو نعيم
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما يقربني إلى الله عز وجل فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم) الطبراني
وقال صلى الله عليه وسلم: في تفضيل العلم على العبادة والشهادة(فضل العالم على العابد كفضلي على أدنى رجل من أصحابي)أخرجه الترمذي من حديث أبي أمامة وقال حسن صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم: (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب)أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان
وقال صلى الله عليه وسلم: (يشفع يوم القيامة ثلاثة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء)رواه ابن ماجه
فأعظم بمرتبة هي تلو النبوة وفوق الشهادة مع ما ورد في فضل الشهادة
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما عبد الله تعالى بشيء أفضل من فقه في الدين ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ولكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه) رواه الطبراني في الأوسط
وأما الآثار:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل:
يا كميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالإنفاق، وقال علي أيضا رضي الله عنه: العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه، وقال رضي لله عنه نظماً:
وقال أبو الأسود:
ليس شيء أعز من العلم، الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك،
وقال ابن عباس رضي الله عنهما:
خُيِّر سليمان بن داود عليهما السلام بين العلم والمال والملك فاختار العلم فأعطي المال والملك معه.
وسئل ابن المبارك:
من الناس؟ فقال: العلماء قيل: فمن الملوك؟ قال: الزهاد. قيل: فمن السفلة؟ قال: الذين يأكلون الدنيا بالدين ولم يجعل غير العالم من الناس لأن الخاصية التي يتميز بها الناس عن سائر البهائم هو العلم؛ فالإنسان إنسان بما هو شريف لأجله، وليس ذلك بقوة شخصه، فإن الجمل أقوى منه، ولا بعظمه فإن الفيل أعظم منه، ولا بشجاعته فإن السبع أشجع منه، ولا بأكله فإن الثور أوسع بطنا منه، ولا ليجامع فإن أخس العصافير أقوى على السفاد[29] منه، بل لم يخلق إلا للعلم. وقال بعض العلماء: ليت شعري أي شيء أدرك من فاته العلم، وأي شيء فاته من أدرك العلم. ].
وقال فتح الموصلي رحمه الله:
أليس المريض إذا منع الطعام والشراب والدواء يموت؟ قالوا: بلى، قال: كذلك القلب إذا منع عنه الحكمة والعلم ثلاثة أيام يموت. ولقد صدق فإن غذاء القلب العلم والحكمة وبهما حياته، كما أن غذاء الجسد الطعام، ومن فقد العلم فقلبه مريض وموته لازم ولكنه لا يشعر به؛ إذ حب الدنيا وشغله بها أبطل إحساسه؛ كما أن غلبة الخوف قد تبطل ألم الجراح في الحال وإن كان واقعا[31]؛ فإذا حط الموت عنه أعباء الدنيا أحسَّ بهلاكه وتحسر تحسرا عظيما ثم لا ينفعه وذلك كإحساس الآمن خوفه والمفيق من سكره بما أصابه من الجراحات في حالة السكر أو الخوف، فنعوذ بالله من يوم كشف الغطاء فإن الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا[32].
وقال ابن مسعود رضي الله عنه:
عليكم بالعلم قبل أن يرفع ورفعه موت رواته، فوالذي نفسي بيده ليودن رجال قتلوا في سبيل الله شهداء أن يبعثهم الله علماء لما يرون من كرامتهم، فإن أحدا لم يولد عالما وإنما العلم بالتعلم.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما:
تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها. وكذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه وأحمد بن حنبل رحمه الله.
وقال عمر رضي الله عنه
يا أيها الناس عليكم بالعلم فإن لله سبحانه رداء يحبه فمن طلب بابا من العلم رداه الله عز وجل بردائه فإن أذنب ذنبا استعتبه ثلاث مرات لئلا يسلبه رداءه ذلك وإن تطاول به ذلك الذنب حتى يموت
وقال الزبير بن أبي بكر:
كتب إلي أبي بالعراق عليك بالعلم فإنك إن افتقرت كان لك مالا وإن استغنيت كان لك جمالا
وحكى ذلك في وصايا لقمان لابنه:
قال يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله سبحانه يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء. وقال بعض الحكماء إذا مات العالم بكاه الحوت في الماء والطير في الهواء ويفقد وجهه ولا ينسى ذكره.
أما الآيات :
﴿فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين﴾ (سورة التوبة: الآية 122) وقوله عز وجل ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾ (سورة النحل: الآية 43، وسورة الأنبياء: الآية 7)
وأما الأخبار
فقوله صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة) وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما يصنع)
وقال صلى الله عليه وسلم: (لأن تغدو فتتعلم بابا من العلم خير من أن تصلي مائة ركعة)وقال صلى الله عليه وسلم: (باب من العلم يتعلمه الرجل خير له من الدنيا وما فيها)
وقال صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم) وقال صلى الله عليه وسلم: (العلم خزائن مفاتيحها السؤال ألا فاسألوا فإنه يؤجر فيه أربعة السائل والعالم والمستمع والمحب لهم) رواه أبو نعيم من حديث علي مرفوعا
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي للجاهل أن يسكت على جهله ولا للعالم أن يسكت على علمه)أخرجه الطبراني في الأوسط
وقال عليه الصلاة والسلام: (من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الإسلام فبينه وبين الأنبياء في الجنة درجة واحدة)أخرجه الدارمي(354) وابن السني في رياضة المتعلمين من حديث الحسن
وأما الآثار
فقال ابن عباس رضي الله عنهما:
ذللت طالبا فعززززززززززززت مطلوبا. وكذلك قال ابن أبي مليكة رحمه الله: ما رأيت مثل ابن عباس، إذا رأيته رأيت أحسن الناس وجها، وإذا تكلم فأعرب الناس لساناً، وإذا أفتى فأكثر الناس علماً. وقال ابن المبارك رحمه الله: عجبت لمن لم يطلب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة؟ وقال بعض الحكماء: إني لا أرحم رجالا كرحمتي لأحد رجلين: رجل يطلب العلم ولا يفهم، ورجل يفهم العلم ولا يطلبه.
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه:
لأن أتعلم مسألة أحب إلي من قيام ليلة. وقال أيضاً: كن عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تكن الرابع فتهلك.
وقال عطاء:
مجلس علم يكفر سبعين مجلسا من مجالس اللهو.
وقال عمر رضي الله عنه:
موت ألف عابد قائم الليل صائم النهار أهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه.
وقال الشافعي رضي الله عنه:
طلب العلم أفضل من النافلة.
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه:
من رأى أن الغدو إلى طلب العلم ليس بجهاد فقد نقص في رأيه وعقله.
أما الآيات:
قوله تعالى: ﴿ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون﴾ ( سورة التوبة: الآية 122) والمراد هو التعليم والإرشاد
وقوله تعالى: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه﴾ ( سورة آل عمران: الآية 187) وهو إيجاب للتعليم
وقوله تعالى: ﴿وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون﴾ ( سورة البقرة: الآية 146) وهو تحريم للكتمان كما قال تعالى في الشهادة: ﴿ومن يكتمها فإنه آثم قلبه﴾ ( سورة البقرة: الآية 283) وقال صلى الله عليه وسلم: (ما آتى الله عالما علما إلا وأخذ عليه من الميثاق ما أخذ على النبيين أن يبينوه للناس ولا يكتموه )
وقال تعالى: ﴿ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا﴾ ( سورة فصلت: الآية 33)
وقال تعالى: ﴿ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة﴾ ( سورة النحل: الآية 125)
وقال تعالى: ﴿ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾( سورة البقرة: الآية 129و الآية:151، وسورة آل عمران، الآية:164 وسورة الجمعة، الآية:2.).
وأما الأخبار:
فقوله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا وما فيها) البخارى و مسلم و احمد
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم القيامة يقول الله سبحانه للعابدين والمجاهدين ادخلوا الجنة فيقول العلماء بفضل علمنا تعبدوا وجاهدوا فيقول الله عز وجل أنتم عندي كبعض ملائكتي اشفعوا تشفعوا فيشفعون ثم يدخلون الجنة) أخرجه أبو العباس الذهبي في العلم وهذا إنما يكون بالعلم المتعدي بالتعليم لا العلم اللازم الذي لا يتعدى.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل لا ينتزع العلم انتزاعا من الناس بعد أن يؤتيهم إياه ولكن يذهب بذهاب العلماء فكلما ذهب عالم ذهب بما معه من العلم حتى إذا لم يبق إلا رؤساء جهالا إن سئلوا أفتوا بغير علم فيضلون ويضلون)متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو.
وقال صلى الله عليه وسلم: (من علم علما فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار)رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه من حديث أبي هريرة قال الترمذي: حديث حسن.
وقال صلى الله عليه وسلم: (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر وما والاه أو معلما أو متعلما)أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة قال الترمذي: حسن.
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله سبحانه وملائكته وأهل سماواته وأرضه حتى النملة في جحرها حتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير)اخرجه الترمذى و قال حسن صحيح
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فرأى مجلسين أحدهما يدعون الله عز وجل ويرغبون إليه والثاني يعلمون الناس فقال: (أما هؤلاء فيسألون الله تعالى فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم وأما هؤلاء فيعلمون الناس وإنما بعثت معلما ثم عدل إليهم وجلس معهم)ابن ماجه .
وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث علم ينتفع به) مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم: (الدال على الخير كفاعله)أخرجه الترمذي من حديث أنس ورواه مسلم وأبو داود والترمذي وصححه عن أبي مسعود البدري بلفظ (من دل على خير فله مثل أجر فاعله).
وقال صلى الله عليه وسلم: (على خلفائي رحمة الله قيل ومن خلفاؤك قال الذين يحيون سنتي ويعلمونها عباد الله)رواه ابن عبد البر في العلم، والهروي في ذم الكلام من حديث الحسن، فقيل هو ابن علي وقيل ابن يسار البصري فيكون مرسلاً، ولابن السني وأبي نعيم في رياضة المتعلمين من حديث علي نحوه.
وأما الآثار:
فقد قال عمر رضي الله عنه:
من حدث حديثا فعمل به فله مثل أجر من عمل ذلك العمل.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما:
معلم الناس الخير يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر.
وقال بعض العلماء العالم يدخل فيما بين الله وبين خلقه فلينظر كيف يدخل.
وروى أن سفيان الثوري رحمه الله:
قدم عسقلان فمكث لا يسأله إنسان فقال اكروا لي لأخرج من هذا البلد هذا بلد يموت فيه العلم وإنما قال ذلك حرصا على فضيلة التعليم واستبقاء العلم به.
وقال عطاء رضي الله عنه:
دخلت على سعيد بن المسيب وهو يبكي فقلت ما يبكيك قال ليس أحد يسألني عن شيء وقال بعضهم العلماء سرج الأزمنة كل واحد مصباح زمانه يستضيء به أهل عصره.
وقال الحسن رحمه الله :
لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم أي أنهم بالتعليم يخرجون الناس من حد البهيمية إلى حد الإنسانية.
وقال يحيى بن معاذ:
العلماء أرحم بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من آبائهم وأمهاتهم قيل وكيف ذلك قال لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا وهم يحفظونهم من نار الآخرة وقيل أول العلم الصمت ثم الاستماع ثم الحفظ ثم العمل ثم نشره
وقال معاذ بن جبل في التعليم والتعلم ورأيته أيضا مرفوعا :
(تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة وهو الأنيس في الوحدة والصاحب في الخلوة والدليل على الدين والمصبر على السراء والضراء والوزير عند الأخلاء والقريب عند الغرباء ومنار سبيل الجنة يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة سادة هداة يقتدى بهم أدلة في الخير تقتص آثارهم وترمق أفعالهم وترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم وكل رطب ويابس لهم يستغفر حتى حيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه والسماء ونجومها.
عقد ابن القيم رحمه الله تعالى مقارنة بين العلم والمال يحسن إيرادها في هذا المقام فقد فضل العلم على المال من عدة وجوه أهمها
أن العلم ميراث الأنبياء والمال ميراث الملوك والأغنياء
أن العلم يحرس صاحبه وصاحب المال يحرس ماله
أن العلم يزداد بالبذل والعطاء والمال تذهبه النفقات - عدا الصدقة
أن العلم يرافق صاحبه حتى في قبره والمال يفارقه بعد موته إلا ما كان من صدقة جارية
أن العلم يحكم على المال فالعلم حاكم والمال محكوم عليه
أن المال يحصل للبر والفاجر والمسلم والكافر أما العلم النافع فلا يحصل إلا للمؤمن
أن العالم يحتاج إليه الملوك ومن دونهم وصاحب المال يحتاج إليه أهل العدم والفاقة والحاجة
أن صاحب المال قد يصبح معدماً فقيراً بين عشية أو ضحاها والعلم لا يخشى عليه الفناء إلا بتفريط صاحبه .
• أن المال يدعوالإنسان للدنيا والعلم يدعوه لعبادة ربه .
أن المال قد يكون سبباً في هلاك صاحبه فكم أختطف من الأغنياء بسبب مالهم !! أما العلم ففيه حياةٌ لصاحبه حتى بعد موته .
سعادة العلم دائمة وسعادة المال زائلة .
أن العالم قدره وقيمته في ذاته أما الغني فقيمته في ماله .
أن الغني يدعو الناس بماله إلي الدنيا والعالم يدعو الناس بعلمه إلي الآخرة
ملاحظات لابد منها
1-على الخطيب ان يربط ذلك كله بالواقع التعليمى الذى تعيشه الامة وواجبنا نحو النهوض بهذا الجانب و انه هو البوابة بعد الايمان بالله للنهوض الحضارى للامة
2- على الخطيب ان يذكر كل من اطراف العملية التعليمية بواجبه و دورة " الطالب ـ المعلم ـ المدرسة"
3- على الخطيب ان يذكر الطالب بالنية الصالحة " لماذا تتعلم؟ " و هى احياء الاسلام و التى تحول الموسم الدراسة الى موسم من مواسم الجهاد
4- على الخطيب ان يذكر المدرس بواجبة تجاه طلابه وتحذيرة من مغبة التقصير فى هذا الواجب لاجبار الطالب على اللجوء الى الدروس الخصوصية و التنبيه على ان هذا اللون من الضغط انما هولون من الوان الاحتكار فالمحتكر بائس ملعون كما اخبر بذلك النبى صلى الله عليه وسلم