أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي رُبَّ حَرفٍ قـادَ نَصْـرًا

رُبَّ حَرفٍ قـادَ نَصْـرًا

رُبَّ حَرفٍ قـادَ نَصْـرًا

ضجَّتْ الأسئلةُ مِن حوله، وعلا استنكارها!
أتخوض الكلمة حربًا؟!
أتبارز الأقلام في المعارك؟!
أيحوز الحرف الهزيلُ نصرًا؟!

أغمِدْ قلمك.. لا وقتَ للشِّعرِ، لا وقتَ للنَّثرِ..
وحدها الدِّماء مَن تتحدَّث اليوم!


بثباتٍ مضَى.. اعتلَى الجَبلَ.. ركبَ الغيمةَ المسافرةَ،
وهناك قربَ الشَّمسِ، مِن مَعينِ النُّورِ ملأ محبرته!


قلمٌ مؤمنٌ..
لا يسجدُ إلا للهِ، يؤدي مهمَّتَه بأمانةٍ وحبٍّ،
لا تأخذه في الحقِّ لومَةَ لائِمٍ،

يسيل حِبرُهُ حروفًا صادقةً.. كلماتٍ خالصةً..
فيشعُّ النَّـصُّ المجـاهدِ، ويسري ضوءُه قناديلَ هدايَةٍ، ومنائرَ فرقانٍ
قلمٌ حـرٌّ.. يعرفُ قَدْرَ نفسِهِ، ويُدرك قيمةَ الكلمة

أليس مفتاح الجـنَّـةِ كلمة؟
وما أعظمها مِن كلمةٍ: أشهدُ أنْ لا إله إلا الله،
وأشهد أنَّ محمَّدًا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم


للكلماتِ أسْـرارٌ، عصيَّة على الاكتشاف أحيانًا!
فكَمْ مِن كلمةٍ جلَّتْ للأفهامِ السَّليمةِ الحقائق،
وأماطَت عنها لثامَ الزَّيفِ والخديعَةِ!

وكَمْ مِن كلمةٍ أثارَتْ مكامِنَ التَّفكيرِ لدينا،
فتركتنا في فضاء التَّأمل نبحثُ وندقِّقُ!

وكَمْ مِن كلمةٍ نثرَتْ في قلوبِنا بذرةَ خـيرٍ،لم نَعبأ بها لصغرها،
امتدَّتْ جذورها بين حَنايانا، نمَتْ.. أثمرَتْ..
أضحَتْ شجرةً وارفةً، نلوذُ بظلِّها كلما لَفَحَنَا هجيرُ الشَّـرِّ

وكَمْ مِن كلمةِ نصحٍ، هدَتْ قلوبنا، وثبَّـتتْ أقدامنا،




حينما تهادَتْ إلى مسامِعِنا في رفقٍ ولينٍ!

وكَمْ مِن كلمةِ إيمانٍ صَدَحْنا بها في عِـزَّةٍ ويَقـينٍ،
فجاءَ النَّصرُ والتَّمكينُ مِن ربِّ العالمين!

وتاريخنا حافلٌ بالمواقف والعِبَر..

فيوم أحُد، لما انقضت الحرب،
أشرف "أبو سفيان" على الجبل، فنادى: أفيكم محمَّد؟

فلم يجيبوه
فقال: أفيكم ابن أبـي قحافة؟
فلم يجيبوه.
فقال: أفيكم عمر بن الخطاب؟
فلم يجيبوه

ولم يسأل إلا عن هؤلاء الثلاثة
لعلمه وعلم قومه أن قوام الإسلام بهم

فقال: أما هؤلاء ، فقد كفيتموهم

فلم يملك "عمر" رضي الله عنه نفسه وقال:
يا عدو الله إن الذين ذكرتهم أحياءٌ،
وقد أبقى الله لك ما يسوءُك

فقال: قد كان في القوم مثلةٌ لم آمر بها
ولم تَسُؤْني، ثم قال: اعْلُ هُبَل

فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم: « ألا تجيبونه! »
فقالوا: ما نقول؟
قال: « قولوا: الله أعلى وأجلّ »
ثم قال: لنا العُزَّى، ولا عزى لكم
قال: « ألا تجيبونه ! »
قالوا: ما نقول؟
قال: « قولوا: الله مولانا، ولا مولى لكم

هل كانت مجرد كلمات؛ بلا روح.. بلا مَعنى.. بلا تأثير؟
أمْ إنها قذائف مُدوية أُلقيَتْ على أهلِ الكُفرِ فدَمَغَتْهُمْ دَمْغًا،
وثبَّـتَتْ قلوبَ قومٍ مؤمنين

وهناك.. على رمال الصحراء المُلتهبة
كان "أمية بن خلف"
يُخرِج "بلال بن رباح" إذا حميتْ الظَّهيرة،
ثم يأمر بالصَّخرةِ العظيمةِ فتوضعَ على صدرِهِ،
ثم يقول له: لا والله لا تزال هكذا حتى تموت،
أو تكفر بمحمَّدٍ، وتعبد اللاّت والعزى!
فيقول ـ وهو فـي ذلك البلاء : أَحَـدٌ .. أحَـدٌ

هل كانت ـ هي الأخرى ـ مجرد كلمة؛ بلا روح.. بلا مَعنى.. بلا تأثير؟
أم إنها كلمة نَبَعَتْ مِن القلبِ
فسَرَتْ مع الدِّماء غِذاءً و دواءً،
فاسْتُعذِبَ الألم برغمِ مَرارتِـه


رُبَّ حَرفٍ قـادَ نَصْـرًا
رُبَّ حَرفٍ قـادَ نَصْـرًا

م/ن



إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الاسلام 1
#2

افتراضي رد: رُبَّ حَرفٍ قـادَ نَصْـرًا

بارك الله في قلمك..
إظهار التوقيع
توقيع : الـمـتـألـقـة
#3

افتراضي رد: رُبَّ حَرفٍ قـادَ نَصْـرًا


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الـــمـــتـــألـــقـــة
بارك الله في قلمك..
رد: رُبَّ حَرفٍ قـادَ نَصْـرًا
الف شكر على المرور

إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الاسلام 1
#4

افتراضي رد: رُبَّ حَرفٍ قـادَ نَصْـرًا

راااائع حبيبتى جزاكى الله كل خير
إظهار التوقيع
توقيع : Nothing To Lose
#5

افتراضي رد: رُبَّ حَرفٍ قـادَ نَصْـرًا

جميل يا قمر
إظهار التوقيع
توقيع : هبه شلبي


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
رُبَّ امرئ حَتْفُهُ فيما تمناه وغارت الحوراء فتيات تحت العشرين


الساعة الآن 01:45 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل