(لَن تَنالُوا البِرَّ حَتّى تُنفِقوا مِمّا تُحِبّونَ)
إن الشئ الذى تستولى محبته على قلب الإنسان فلا يضحى به فى سبيل حب الله ما هو إلا صنم...
لن تُفتح أبواب الخير أمام المرء مالم يحطمه تحطيماً
(وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا)
المراد بحبل الله دينه ؛ فما لم يكن هذا الدين هو أصل الإعتصام ، ومالم تكن له الأهمية الأولى فى أعين المسلمين ، ومالم يكن حبهم وشغفهم به وحده ..
فلن تقوم لهم قائمة على هذه الأرض
(إِن يَمسَسكُم قَرحٌ فَقَد مَسَّ القَومَ قَرحٌ مِثلُهُ)
إن الضُر الذى أصاب أعدائَكم من قبل لم يفُت فى عضدهم أو يثبط هممهم..
فكيف يوهن عزمكم ويثبط هممكم ما أصابكم من ضر مثله
(وَيَتَّخِذَ مِنكُم شُهَداءَ)
الشهادة منصبٌ جليل يشرف الله عزوجل بعض الأمة به
(سَنُلقي في قُلوبِ الَّذينَ كَفَرُوا الرُّعبَ بِما أَشرَكوا بِاللَّهِ)
هذه رسالة هامة مفادها :
أن الأعداء قد ينشغلوا عن إبادة المسلمين إبادة تامة لأسباب ليس مصدرها قوة المسلمين وبأسهم ؛
فعلى المسلمين أن يفهموا هذه الرسالة جيداً
(قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم)
يعنى هو نتيجة أخطائكم ، فلقد تعجلتم ولم تصبروا ، وطمعتم وجشعت نفوسكم وحل بينكم النزاع والخلاف ،
فلِمَ تتسائلون أنى هذا ؟ ومن أين جاءتنا هذه المصيبة ؟
(وما كانَ اللَّهُ لِيُطلِعَكُم عَلَى الغَيبِ)
فيقذف فى قلوبكم بان هذا مؤمن وذلك منافق
وإنما يظهر حال كليهما عن طريق الاختبارات والتجارب التى تميز الغث من السمين ، والتى تقع بأمره تبارك وتعالى
(وَإِنَّما تُوَفَّونَ أُجورَكُم يَومَ القِيامَةِ)
إذا حكمت حكماً نهائياً على ما يظهر لك فى هذه الدنيا فإنما أنت مخدوعٌ خدعةً كبرى فلا تظنن أن سقوط المصائب على رأس أحد يعنى أنه على باطل مطرود من حضرة الله ، فكثيراً ما تكون نتائج هذه الحياة الدنيا عكس ما يكون فى الآخرة والعبرة بنتائج الآخرة ولها القيمة الحقيقية
(وَيُحِبّونَ أَن يُحمَدوا بِما لَم يَفعَلوا)
فيحبون مثلاً أن يقال فضيلة العالم الجليل فلان أو الزاهد التقى الورع أو القائد المحنك أو الزعيم الملهم ...
وحقيقة الأمر على عكس ذلك كله
(وَصابِروا)
هذا اللفظ له معنيان :
الأول : أظهروا للكفار ثباتاً وجلداً يفوق ثباتهم فى تمسكهم بكفرهم وخوضهم المشاق فى سبيل سيادته
وآخرهما : تباروا وتسابقوا فيما بينكم فى الصمود والثبات أمامهم
(فَانكِحوا ما طابَ لَكُم مِنَ النِّساءِ)
فإن من الواجب على العاقل زيادة التحرى وتدقيق الاختيار لمن ستكون شريكة حياته
﴿إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء (بجهالة)﴾
إقدامك على فعل المعصية ليس بجهل جُرمها وإنما بجهلك بعظمة من عصيت!