لتفادى تكرار احداث امبابة
دعا الشيخ محمد الزغبي أحد أئمة السلفية في مصر والقمص عبد المسيح بسيط أستاذ الدفاع اللاهوتي بالكنيسة الأرثوذكسية كاهن كنيسة مسطرد كلا من المسلمين والمسيحيين إلى تحكيم العقل في التعامل مع القضايا الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في مصر.
وقال الشيخ الزغبي للأهرام تعليقا على أحداث إمبابة بالأمس: ينبغي أن نضع حلولا دائمة لمسلسل المشكلات التي تنشأ بين المسلمين والمسيحيين وألا نترك الأمور لتزداد سوءا، حتى تعيش البلاد في أمان وتنجز الثورة ما قامت من أجله، وعرض الزغبي عبر منبر الأهرام أن يذهب إلى البابا شنودة بابا الأرثوذكس شخصيا في مكانه أينما كان للاتفاق على حلول جذرية لهذه القضايا التي تهدد الوطن وتزيد الاحتقان بين الطرفين، مشيرا إلى أنه لخص النقاط التي يمكن أن تزكي نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في ثمان مسائل منها انتشار كتب تسيء إلى الطرفين ، واستخدام الإعلام بطريقة خاطئة، وقضايا الأسلمة أو التنصير، مؤكدا أن لديه تصورا كاملا لحل هذه القضايا إذا ما رغب البابا في الحل والجلوس على المائدة المصرية ليسود الوئام بين طرفي الأمة الواحدة، مصرحا للأهرام بأننا كلنا مصريون – على حد تعبيره - أولا وأخيرا، ومعربا عن اقتناعه بأن البابا متى ما وصلته الدعوة فلن يتوانى عن التعاون لحل تلك القضايا لما يعلمه من حب البابا للوطن مثل أي مصري يحب وطنه، وانتقد الزغبي: مشهد تعانق شيخ الأزهر والبابا شنودة في المواسم دون تقديم حلول تنقذ مصر من الوقوع في براثن الفتنة، وأضاف الزغبي: من يرفض حل القضية من الطرفين بعد الجلوس إلى مائدة الحوار فعليه أن يتنحى من مكان الصدارة حفاظا على أمن الوطن. واتفق معه القمص عبد المسيح بسيطأستاذ الدفاع اللاهوتي بالكنيسة الأرثوذكسية كاهن كنيسة مسطرد على تشكيل لجنة من حكماء المسيحيين والمسلمين وتضم عناصر من الحكومة والجيش لحل القضايا الشائكة بين الطرفين التي تثير اللغط من حين لآخر، وقال عبد المسيح للأهرام: حل تلك القضايا يأتي عن طريق تشكيل لجنة يمثل فيها كل التيارات الدينية من المسلمين سلفيين وإخوان وصوفيين وأزهريين والمسيحيين بكل طوائفهم أرثوذكس وأنجليكان وأساقفة لسرعة حل تلك القضايا مع تطبيق القانون على المخطئ أيا كان بعقاب رادع حتى لا تتكرر هذه الأحداث مرة أخرى،
وأشار عبد المسيح إلى أن زيادة الاحتقان تدفع شباب المسيحيين إلى الخروج من سلطان الكنيسة الذي يدعو إلى حل تلك القضايا عن طريق الصلاة لكن مع ازدياد الأمور بدأ الشباب في شراء الأسلحة لشعورهم بالتحفز من جراء تلك الأحداث، ودعا بسيط الجيش والشرطة إلى أخذ موقف حازم تجاه المخطئ وأن يطبق القانون على المحرضين على إشاعة روح الكراهية من الطرفين.
يأتي ذلك على خلفية تجمهر عدد كبير من المسلمين أمام كنيسة ماري مينا بمنطقة إمبابة ، إثر شائعة احتجاز شابة مسيحية تدعى عبير طلعت خيري 25 سنة من ساحة سليم قرية الشيخ شحاتة أسيوط على خلفية أنها أسلمت وأشهرت إسلامها في الأزهر وغيرت اسمها إلى أسماء محمد إبراهيم، وعقب التجمهر الذي أثار الذعر لدى المسيحيين المجاورين للكنيسة وداخلها واعتبروا ذلك تهديدا للكنيسة فبدأ التجمهر من المسيحيين ظنا منهم أن المسلمين سيقتحمون الكنيسة وبدأت الاحتكاكات بين الطرفين وتبادل الطرفان إطلاق النار وزجاجات الملوتوف مما أسفر عن سقوط قتلى وإصابات من الطرفين، واشتعال بعض المنازل المجاورة للكنيسة مما استدعى تدخل الجيش والشرطة للسيطرة على الأمن.