اولى الأمور التي لفتت أنتباهي في بعض البلاد هي اسوار البيوت المنخفضة،
فهي أن دلت على شيء،
فتدل على الأمان والإنفتاح
وتطلعوا إلى اسوار بيوتنا في بلداننا العربية ستجدونها شاهقة الإرتفاع،
لإنها علامة على إنغلاقنا وتحويطًا لذاتنا وتعبيرًا عن مخاوفنا واحكامنا المسبقة ....
إنهم يزيلون الأسوار منفتحين على الآخر ممتدين في الحياة ونحن نزيد من ارتفاع
الاسوار وقلاع ذاتنا وبيواتنا وعلاقاتنا...
الحيوانات في بعض البلدان تجدها تمتاز بالالفة والشفافية،
لإنها أيضًا انعكاس لتربية وشفافية أطباع اصحابها...
.فلا عجب أن رأينا في هذه البلدان علاقات وطيدة واليفة بين الإنسان والحيوان
(الكلب ، القطة....)،
وهناك من البشر في اوطاننا من لا يعرفون ألا لغة العنف،
فتضيع فرص التعايش والسلام فيما بينهم كبشر....
ويستمر مسلسل الفرص الضائعة،
والسبب يتجلى في غياب المحبة أو الحبّ ،
لأن من يُحب لا يُسيء فحيثما يكون الحُبّ هنالك يكون الله وتكون المحبة.
اتعلمون قد نكون نحن اكثر الشعوب التي تتلفظ بالعبارات
(حبيبي، عزيزي، اخي، اختي، قلبي، عمري، روحي.... )
ولكن معاني هذه المُفردات مُغيبة وغائبة عن سلوكنا.
نحن اكثر الشعوب التي تنادي بالمحبة وتطغي علينا العاطفية،
ولكننا اكثر من يُسيئ استخدامها.
وقد نكون نحن أيضًا أكثر الشعوب ذكرًا لله،
واكثر المجتمعات تدينًا لكننا قد نكون اكثر الناس إساءة إلى بعضنا البعض باسم الله
والدين والقومية.
قد يكون لدينا تدين وليس إيمانا،
لكننا غير مؤمنين باخينا الإنسان.
الحبّ،
حوار وإنفتاح
وتكوين وبناء وتكامل ورسالة عطاء،
ففي الحوار الصحيح بل في الحبّ الحقيقي البناء يصير الإثنان بل المئة واحدًا....
وما احوج ذاتنا،
إنساننا،
مجتمعاتنا،
اوطاننا،
عوائلنا،
بيوتنا،
جوامعنا ... كنائسنا،
بشريتنا....
إلى الوحدة والمحبة.