الآيات 9 ، 10
(وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
ويقول سبحانه وتعالى إذا كان هناك مجموعتان من المؤمنين واعتدى بعضهما على بعض واقتتلا فيجب على مجموع المسلمين أن يصلحوا بينهما
وإذا ( بغت ) طغت إحداهما على الأخرى فيجب قتال الباغية حتى ترجع ( تفئ ) إلى أمر الله ورسوله
فإذا عادت وتراجعت فيجب الإصلاح بينهما والعدل بينهما لأن الله يحب العدل ( القسط )
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " انصر أخاك ظالما أو مظلوما " ـ ونصر الظالم هو منعه من الظلم
ويوضح سبحانه أن المؤمنون مهما حدث بينهما فهم أخوة ويجب الإصلاح بينهما
الآية 11
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
وهنا يمنعنا الله من السخرية بعضنا البعض
فربما يكون من نسخر منه أفضل منا نساء أو رجالا
ويمنعنا من أن يلمز بعضنا بعضا واللمز هو الإحتقار بالإشارة أو القول للشخص ويقال همز عن الفعل ولمز عن القول
وينهانا عن التنابز بالألقاب أى نداء الشخص باسم أو صفة يكرهها
ويقول بئس الاسم ( الصفة ) الفسوق بعد الإيمان والمقصود التنابز بالألقاب
ومعناها من السوء التنابز بالألقاب بعد أن دخلتم فى الإيمان
والظالمون هم المصرون على المعصية ولم يتوبوا
الآية 12
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ )
وينهى الله عباده عن السوء من الظن لأن بعض هذا الظن يكون خطأ والبعد عنه أفضل مخافة الإساءة للناس بسوء فهم
كما يحذر من الغيبة والتجسس وشبه من يفعل ذلك بمن يأكل من لحم أخيه ميتا والجميع بالطبع يكره ذلك
وقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم معنى الغيبة فقال " ذكرك أخاك بما يكره "
وقال يصف لنا ما رآه يوم الإسراء والمعراج فقال " لما عرج بى مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، قلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون فى أعراضهم " .
ومن تاب ورجع فالله تواب رحيم
الآية 13
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
ثم يخبر الله الناس أنه خلقهم من نفس واحدة وجعل منهم الذكر والأنثى ( آدم وحواء )
ثم جعلهم قبائل و شعوبا ولكن الفضل بينهم هو تقوى الله وطاعته وليس بالأنساب فهم يرجعون إلى أصل واحد
والله يعلم أموركم ويفضل من يشاء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "