أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

14 أبليس .. النار

أبليس .. النار

روا مسلم بسنده عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِنَّ عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ فَيَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً))
لقد استقرأت الآيات التي تتحدث عن عداوة الشيطان للإنسان :


(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ)[الأعراف: 22].





- (إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)[يوسف: 5].

- (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)[فاطر: 6].

- (وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)[الزخرف: 62].

- (إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا)[الإسراء: 53].

منذ أن خلق الله الخلق ـ أعني آدم، وإبليس يتربص به كل التربص، وأدار إبليس المعركة بصورة قتالية بكل مقاييس الحرب، من جنود لهم حزب وللحزب قائد، وللقائد كل الولاء، ولهم خطة، وبالخطة هجوم وتسلل واغتيال وأسر وشراك ومصائد، وهذه هي الصورة، بشيء من التفصيل بأدلتها الثابتة بالكتاب والسنة:

1- القائد والجنود: القائد هو إبليس والشياطين هم جنوده سواء كانوا من الجن أو من الإنس، قال - تعالى -: (فَكُبْكِبُوا فِيهَا

هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ)[الشعراء: 94 - 95].

2- الولاء للقائد: وهو العلاقة بين إبليس وجنوده وهي علاقة ولاء وطاعة، وهما أول الضرورات التنظيمية، قال - تعالى -:

(فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ) [النساء: 76].

3 - الحزب: وعندما يكون الولاء من جنود لقائد يتكون الحزب، كما قال - تعالى -: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ)[المجادلة: 19].

4- السرايا: وحين تتجمع الجنود، ويتم الولاء، ويتكون الحزب، يقوم بإرسال السرايا والهجوم على الضحايا، وفي الحديث الذي رواه مسلم بسنده عَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: ((إِنَّ عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ فَيَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً)).
5- تجهيز أدوات الحرب، ومنها:

أ الخيل، كما في قوله - تعالى -: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ)[الإسراء: 64].
ب - السهام: كما أورد الجلال السيوطي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم- : ((إِنَّ النَّظْرَةَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومٌ، مَنْ تَرَكَهَا مَخَافَتِي أَبْدَلْتُهُ إيماناً يَجِدُ حَلاَوَتَهُ فِي قَلْبِهِ))

ج - رفع الرايـة: وهي من تقاليد الحروب فلكل فئة راية تقاتل تحتها، أورد الجلال السيوطي في جامعه أن َ النَّبِيُّ - صلى الله


عليه وسلم- قال: ((مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ إِلاَّ بِبَابِهِ رَايَتَانِ: رَايَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ، وَرَايَةٌ بِيَدِ شَيْطَانٍ، فَإِنْ خَرَجَ فِيمَا يُحِبُّ اللَّهُ - عز وجل -


تَبِعَهُ الْمَلَكُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَكِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ، وَإِنْ خَرَجَ فِيمَا يُسْخِطُ اللَّهُ تَبِعَهُ الشَّيْطَانُ بِرَايَتِهِ فَلَمْ يَزَلْ

تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ))، وروى ابن ماجه بسنده عَنْ سَلْمَانَ - رضي الله عنه -، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ

يَقُولُ: ((مَنْ غَدَا إِلَى صَلاَةِ الصُّبْحِ، غَدَا بِرَايَةِ الإِيمَانِ. وَمَنْ غَدَا إِلَى السُّوقِ، غَدَا بِرَايَةِ إِبْلِيسَ)).

6 - اختيار موقع الاحتلال: وفي الحديث الذي أورده الهيثمي عَنْ سَلْمَانَ - رضي الله عنه -، قَالَ رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-: ((لا تَكُنْ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ، وَلا آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْها، فَفِيها بَاضَ الشَّيْطَانُ وَفَرَّخَ))، فدل ذلك على أن السوق موضع احـتلال للشيطان للهجوم على الإنسان.
7- العنف والشدة في هذه الحرب: قال - تعالى -: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا)[مريم: 83]، والأزّ الحركة العنيفة للماء عند الغليان.

8- الحصار حول الفريسة: قال - تعالى -: (ثُمَّ لآَتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)[الأعراف: 16- 17]، والمحاصر هنا هو الإنسان بالوساوس والحث على الفسوق والعصيان.

9- نصب الشراك لاصطياد الإنسان: وهـي الحيـل والشباك التي يوقع فيها بني آدم، ومـن أدعية الرسول -صلى الله عليه وسلم -: ((أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشَرْكِهِ)).

10- الحصون: وفي هذه الحرب حصون يلجأ إليها الجنود من كلا الطرفين حماية لأنفسهم، وفي الحديث الذي رواه الترمذي بسنده عن الحارث الأشعري عن النبي – صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ الله أَمَرَ يَحْيى بنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ))...وفيها: ((وآمَرَكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا الله فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ العَدُوُّ في أَثَرِهِ سِرَاعاً حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ كَذَلِكَ العَبْدُ لاَ يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلاَّ بِذِكْرِ الله)).
11- الأحلاف: وهو ما يعني الحماية وجمع قوى الشر لمواجهة الإنسان، كما قال - تعالى -: ((وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ))[الأنفال: 48].

12- الأسر:
وقد روى البخاري بسنده أن النبي – صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة - رضي الله عنه - عندما أتاه الشيطان وهو يحرس بيت المال: ((يا أبا هريرةَ ما فعلَ أسيرُكَ البارحةَ؟ )).... إلى أن قال – صلى الله عليه وسلم-: ((أما إنّه قد صدَقَكَ وهوَ كَذوب. تَعلمُ مَن تُخاطِبُ مُذ ثلاثِ ليالٍ يا أبا هريرة؟ قال: لا. قال: ذاكَ شيطان))، ومن ذلك أسرهم في شهر رمضان من قِبل الله - سبحانه -، وفي الحديث الذي رواه البخاري بسنده عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا دخَلَ رمضانُ فتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ وغُلِّقَتْ أبوابُ جهنمَ وسُلسِلَتِ الشياطين)).

نتيجة المعركة: بعد تحديد الصورة القتالية للحرب بيننا وبين الشيطان يحسن أن نرى النتيجة النهائية لتلك الحـرب، لنرى خسائر البشر فيها مـن كـل ألـف ينجو واحد ويهلك تسعمائة وتسعة وتسعون، (أي بنسبة 1: 999)؛ يدل على ذلك ما جاء في الحديث الذي رواه البخاري بسنده عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ – صلى الله عليه وسلم- : ((يَقولُ اللَّهُ - عز وجل - يومَ القيامة: يا آدم، فيقول: لَبّيك ربَّنا وَسَعدَيك. فيُنادَى بصوتٍ: إنَّ اللَّهَ يأمُرُك أن تُخرِجَ من ذرِّيتكَ بَعثاً إلى النار. قال: يا ربِّ وما بَعثُ النار؟ قال: من كلِّ ألفٍ ـ أُراهُ قال ـ تِسعَمِائةٍ وتسعةً وتِسعين))


أبليس .. النار



إظهار التوقيع
توقيع : وغارت الحوراء
#2

افتراضي رد: أبليس .. النار

جزاكِ الله خيراً

موضوع ممتاز

إظهار التوقيع
توقيع : ضــي القمــر


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
موسوعه الارز بجميع الطرق والانواع روووووووعه وزه اكلات واطباق رئيسية
لماذا بكي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) امووول احاديث ضعيفة او خاطئة
في الحلم رؤيا النار وأدواتها وما اتصل بذلك زاهرة الياياسمين منتدى تفسير الاحلام
جحيم النار الإغريقية ... وإختراع النار الإسلامية اماني 2011 شخصيات وأحداث تاريخية
أتحداك ان لم تتغير حياتك للأحسن بعد قرائتها ام سيف قصص الانبياء والرسل والصحابه


الساعة الآن 07:07 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل