هذا دعاء الصالحين، وهكذا قضوا رمضان
فلهم الحق أن يبكوا في ختامه
لما له من لذة في قلوبهم، ومع ذلك فهم وجلون من ربهم
خائفون من الرد وعدم القبول، يعلمون أن المعوَّل عليه القبول لا الاجتهاد
وأن الاعتبار بصلاح القلوب لا بعمل الأبدان
***- **
ما زال باب التوبة مفتوحاً، فإلى ربكم أنيبوا
فإن كانت الرحمة للمحسنين فالمسئ لا ييأس منها
وإن تكن المغفرة مكتوبة للمتقين
فالظالم لنفسه غير محجوب عنها
وقد قال الله سبحانه:
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ
لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
***- **
أعزي نفسي وإياك برحيل هذا الشهر الكريم .. الذي طالما تلذذ بعبادته المتلذذون .. واستنار بطاعاته الصائمون والمتهجدون .. آهٍ على رحيلك يا رمضان .. كم حصلت فيك من طاعات .. وكم بُذِل في أيامك من حسنات .. كم من نفوسٍ تابت .. وإلى الخير أقبلت وتنادت .. وعن الشر أحجمت وأنابت .. كم من أشخاصٍ لربهم خضعوا .. وعن الشر أقبلوا ورجعوا .. فلله درُّك يا رمضان .
***- **
إن كنت ممن أحسن استقبال هذا الشهر الكريم .. فأهنيك بالقرب من الرحمن .. والفوز بأعالي الجنان .. والحصول على الثواب من الملك الديان ..
أهنيك بجنة غالية .. ومنزلة عالية .. وتجارة رابحة .. أهنيك بمغفرة الذنوب .. والثناء عند علام الغيوب ..
فأبشر بالخير أيها الصائم القانت .. فإن الأعمال قد كُتِبت .. والجوائز قد وُزِّعت .. أبشر فإن ربك كريمٌ منان .. يجازي بالعمل القليل .. ويعفو عن الزلل الكثير .
***- **
لا تكن ممن تتوقف عبادته عند انتهاء رمضان .. وتنقطع علاقته بربه بعد رحيل هذا الشهر المبارك .. بل ليكن رمضان بداية الانطلاق إلى محطات الطاعات .. وجني الحسنات .. فإن كنت ممن ختم القرآن عدة مرات في رمضان .. فما المانع أن تختمه ولو مرة واحدة كل شهر بعد رحيل رمضان .
***- **
ليكن لك سهمٌ في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى .. وتعليم الناس الخير ولو بالدلالة عليه .. واحرص على أن تكون من ينال شرف مهنة الأنبياء والمرسلين .. وعليك بالرفق والحلم .. فإنهما زادك بعد الله عز وجل في طريق السير إلى الإصلاح .
***- **