ظهور المعاصي في الأمة نذير شؤم وعذاب وسيهلك الجميع
عن أُمِّ الْمُؤْمِنين أُمِّ الْحكَم زَيْنبَ بِنْتِ جحْشٍ رَضِي اللَّه عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم دَخَلَ عَلَيْهَا فَزعاً يقُولُ:
"لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه،ويْلٌ لِلْعربِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتربَ، فُتحَ الْيَوْمَ مِن ردْمِ يَأْجُوجَ وَمأْجوجَ مِثْلُ هذِهِ"وَحَلَّقَ بأُصْبُعه الإِبْهَامِ والَّتِي تَلِيهَا.
فَقُلْتُ: يَا رَسُول اللَّه أَنَهْلِكُ وفِينَا الصَّالحُونَ؟ قَالَ:"نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ"
متفقٌ عليه.
____________________________________________________________________________________________________________________
شرح الحديث
____________
( عن أم المؤمنين) جلالة واحتراماً
( أم الحكم) كنية
( زينب بنت جحش رضي الله عنها) أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة النبيّ، أسلمت زينب قديماً وهاجرت مع رسول الله ﷺوتزوجها في سنة خمس، قاله قتادة والواقدي وآخرون.
_روى ابن سعد أنه تزوجها لهلال ذي القعدة سنة خمس من الهجرة وهي بنت خمس وثلاثين سنة، وقيل: سنة ثلاث،
_ وكانت قبله تحت زيدبن حارثة مولى رسول الله ﷺ ثم طلقها فاعتدت، ثم زوجها الله من رسوله وأنزل فيها
{ فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} ( الأحزاب: 37)
_ وكانت تفتخر على نساء رسول الله ﷺ وتقول: زوّجني الله من السماء، ومناقبها كثيرة ذكر المصنف جملة منها في «التهذيب» ، وفيه أنها توفيت سنة عشرين، وقيل: توفيت سنة إحدى وعشرين.
_وأجمع أهل السير أنها أول نساء رسول الله ﷺ موتاً بعده ودفنت بالبقيع وصلى عليها عمربن الخطاب، وهي أول امرأة جعل عليها النعش أشارت به أسماء.
_روي لها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحد عشر حديثاً، خرّج منها في «الصحيحين» حديثان اتفقا عليهما
__________________________________________________________________________________________________________________________
( أن النبي ﷺ دخل عليها فزعاً) الفزع الذعر والفرق
_( يقول لا إله إلا ) أتى بها للتعجب من الأمر الواقع بعدها وتعظيم شأنه كالإتيان بسبحان في قوله تعالى: { سبحان الذي أسرى بعبده} ( الإسراء: 1)
_( ويل) كلمة مثل ويح إلا أنها كلمة عذاب . وهي كلمة تقال عند الحزن
_( للعرب) هم خلاف العجم الأعراب سكان البوادي خلاف الحاضرة وخصص بهم لأن معظم مفسدتهم راجع إليهم.
_ ( من شرّ قد اقترب) زمنه
_( فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج) أي: سدهما
_( مثل هذه وحلق بأصبعيه )أي: جعل السبابة في أصل الإبهام وضمهما حتى لم يبق بينهما إلا خلل يسير،
_( فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون) أي: وبهم يدفع البلاء ويزال العناء
( قال نعم) أي: تهلكون والحال ما ذكر ( إذا كثر الخبث) الفسوق والفجورو المعاصي مطلقاً.
____________________________________________
ومعنى الحديث أن الخبث إذا كثر فقد يحصل الهلاك العام وإن كثر الصالحون، ففيه بيان شؤم المعصية
والتحريض على إنكارها
المراجع:
دليل الفالحين بتلخيصي