كـــيــف تـكــونـيـن أمــا مـبـدعــــة ؟؟
هل أنتي أم مبدعة ؟
وهل من الضروري أن تمارسي الإبداع في حياتك الأسرية وفي دورك كأم ؟
وماهي سبل تحقيق الإبداع التربوي ؟
الأم المبدعة تنتج أبناء مبدعين إذا صدقت النية .. وأصلحت العمل .. وبادرت بإصلاح ذاتها أولا .. وتلك هي الأم التي نريد ..
ولتحقيق ذلك نقدم وسائل مهمة تعين الأم على تأدية دورها بإبداع في العملية التربوية :
1-حددي لنفسك اهدافا في سياق العملية التربوية ، سواء كانت أهداف طويلة المدى أم قصيرة المدى .
فكري في الهدف الذي يجعلك تكابدين مشاق التربية ومهامها التي لا تنتهي ،وارتقي بهدفك إلى آفاق عالية ، وليكن من أهم أهدافك إنشاء جيل ناجح نافع لنفسه
وأسرته ومجتمعه ودينه .
وفيما يتعلق بالأهداف قصيرة المدى اجعلي لنفسك أهداف يومية أو أسبوعية أو شهرية في سياق تربيتك لأبنائك ..
كأن تهدفي إلى إكسابه مهارات الإلقاء من أجل تشجيع مشاركته في الإذاعة المدرسية بتلاوة آيات من القرآن الكريم أو تقديم فائدة ..
او تهدفي إلى تزويد ابنتك بمهارات الحياة الأسرية الناجحة كتعليمها مهارات الطهو أو مهارات تزيين المائدة حتى تصبح ربة بيت ناجحة في المستقبل .
2- عززززززززززززي قدرتك على الاستماع والإصغاء المتقن لأبنائك ، وأوجدي حوارات دافئة داخل محيطك الأسري بعيداً عن أجواء التوتر و القلق ، ولا تجعلي حبال الحوار مقطوعة في منزلك .
فالأم المبدعة هي التي توفر بيئات خصبة مواتية للحوار المقنع ، تستمع لآراء أبنائها وتطلعاتهم فتعزززززززززززز الجيد منها ، وتتلافى السيئ منها من خلال مناقشتهم وإقناعهم بالسلوك الجيد ، وتجنبي معيقات الاستماع والحوار البناء ، وتعاملي معهم دون تسفيه او احتقار .
فالإصغاء لما يقوله الأبناء أمر ضروري تشجيعا للغة الحوار داخل الأسرة وتحقيقاً لمبدإ التشاور عملا بقوله تعالى : (( وأمرهم شورى بينهم )) .
علاوة على أن الاستماع لآراء الأبناء يعضد جسور التواصل والمحبة داخل الأسرة ، ويشجعهم على التفكير بدقة وصدق وموضوعية .
3- كوني صاحبة شخصية قيادية ، وثقي بنفسك ، وامتلكي زمام الأمور بيدك دون جور أو استبداد أو جفاء أو عدوانية .
الأم المبدعة واثقة من نفسها صاحبة قرار تمتلك السلطة العادلة ، لكن احذري ان تتحولي إلى أم مستبدة أو ظالمة فيبغضك أبناؤك وينفرون منك ..
بل امسكي العصا من النصف كما يقال .. وتحملي مسؤولية قراراتك ولا مانع ان تستشيري أبناءك في أمور الأسرة .
4- أشركي أبناءك في المشروعات الأسرية واجعليهم يساندونك في تلك المهام ، كأن تقول الأم : لدينا مأدبة عشاء الأسبوع القادم .. فما الذي يمكن أن يقدمه كل منكم ؟
وبهذه الطريقة يقدم الأبناءالكثير من الاقتراحات والرؤى والأفكار لما يمكن القيام به وتنفيذه خلال تلك الوليمة ، مع ضرورة تحويل تلك الرؤى والأفكار إلى مشاركة عملية على أرض الواقع كل حسب قدرته ومرحلته العمرية ، ففي تلك المشاركة صقل لطاقات الأبناء وتوسيع لآفاق قدراتهم .
5- احرصي على تشجيع الجوانب الإيجابية في سلوك الأبناء ، مع تلافي نقاط الضعف والجوانب السلبية في شخصياتهم ، ولا تقولي : ( ابني ليس فيه أي جانب إيجابي ) ..
فليس هناك من يخلو من خصلة خير .. المهم أن تبحثي عن مواطن الإبداع والقوة في سلوك أبنائك وتركزي على الجوانب التي يبدون فيها نبوغا وتفوقاً ..
ولا تجبريهم على الدخول في تخصصات لايجدون في أنفسهم ميلا إليها .. وشجعيهم على الابتكار والتميز واصرفي قدرا من وقتك وجهدك لتنمية مهاراتهم وميولهم ، فإن كان ابنك مثلا ماهرا في الخطابة فكري في تنمية تلك المهارة من خلال تنمية ثقته بنفسه وتشجيعه على إلقاء فقرات ضمن برنامج ثقافي أو المشاركة في برنامج توعية أو ملتقيات تثقيفية يمكن من خلالها صقل تلك المهارات وتوظيفها .
6- استخدمي أساليب متعددة في غرس القيم وتعليم المهارات ، فالنصيحة أو الوعظ وحده لايكفيان ، و الممارسة العملية تعد أسلوباً ناجح في غرس القيم وتعليم المسؤولية وتشجيع روح الإبداع .
7- كوني قوية صلبة ، ولا تضعفي أمام المواقف والصدمات والأحداث الضاغطة ، فالأم المبدعة تتمتع بصلابة وثبات في المواقف المختلفة فلا تنهار أمام المواقف المفاجئة ولا تستسلم للتوترات والضغوط ولاتنساق خلف سورة الغضب
بل تحسن التصرف في المواقف المختلفة وتتمتع بالحلم وسرعة البديهة ، لذا عليك أن تتعلمي كيف تتعاملين مع الضغوط والمواقف الطارئة بصورة لاتؤثر على حياتك وحياة أفراد أسرتك فأنت تمثلين قدوة ونموذجا يحتذى أمام أبنائك .
والأم التي تنهار أمام المواقف سيحذو أبناؤها حذوها .. أما الأم الصلبة فإنها ستمثل نموذجاً يحتذى به أمام أبنائها .
8- طوري ذاتك ولا تكتفي بخبراتك التربوية السابقة ، بل أضيفي خبرات تربوية جديدة تستمدينها من الكتب التربوية والدورات المتخصصة والمتخصصين في هذا المجال ..