من عظّم الله في قلبه سَخَر الله جل وعلا له خلقه
فالمخلوقات كلها جندٌ لله
إما أن تكون لك مُعينة أو أن تكون عليك ضدا !
وهي مأمورةٌ بأمر الله لها
قال أهل الأثار: إن قافلة إخوة يوسف لما خرجت من أرض مصر ذاهبة إلى الشام،،
قال الله: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ}
فَصَلَتِ الْعِيرُ يعني خرجت من أرض مصر إلى أرض الشام،، تجاوزت الحيطان في أرض مصر..
{ وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ }
جاء في الأثار: أن ريح الصَبَا استأذنت ربها أن تُبلغ يعقوب ريح يوسف قبل أن يصله البشير !
فأضحت جنداً لولي من أولياء الله
هو يعقوب عليه السلام
فالغاية كلها
الأمر كله مرده إلى حسن الصلة برب العالمين جل جلاله
قال الله جل وعلا هنا: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ}
تَزَاوَرُ = تميل
قال عنترة: فازور من وقع القنا بلبانه
يعني مال بصدره عن الرماح (يتحدث عن فرسه)
{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ}
قطعاً
القرض = القطع
ويقال للمقص مِقراض لأنه يقطع
{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ}
ما الذي جعل الشمس على علو كعبها ونظر الناس إليها تستحي أن تؤذيهم؟؟
ما في قلبهم من إجلال الله
وما الشمس إلا مأمورة !
يقول يوشع بن نون لما أراد أن يفتح قَريحة نظر إليها وقد همت بالغياب،،
قال: "أنتِ مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها عليّ"
فبقيت، تأخر غروبها حتى أكمل حربه !!
هنا يقول رب العالمين
{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ}
قال بعدها أصدق القائلين
ذلك ليس شيئاً مألوفاً يقع لهم ولغيرهم !
قال: {ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ}
فجعل الله جل وعلا ازورار الشمس عنهم حال طلوعها وحال مغيبها ءايةً من آياته الدالة على رحمته جل وعلا بعبادة وأنه جل وعلا يرحم عبادة أيّ رحمة
قال ربنا:
{ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ}
ثم بين أن الأمر كله بيديه
قال: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} [الكهف]
فإذا تحقق لديك أن الهداية بيديه جل ذكره