كشفت نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، عن حصول حزب المصريين الأحرار على 41 مقعداً بالنظام الفردى والقائمة، كأكثر الأحزاب حصدًا للمقاعد فى البرلمان حتى الآن، يليه حزب مستقبل وطن الذى اقتنص 21 مقعدًا فردياً بالإضافة إلى مقاعده بقائمة فى حب مصر، ويحل الوفد ثالثًا بـ15 مقعدا على النظام الفردى والقائمة، ثم حزب الشعب الجمهورى بـ 11 مقعداً فردياً بحسب الإعلان الرسمى للجنة العليا للانتخابات، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل التحالفات الانتخابية تحت القبة، هل ستلجأ الأحزاب الفائزة لتشكيل تيار أكثرية داخل المجلس، وكيف سيتم التنسيق بينها لتمرير القوانين والقرارات المصيرية فى ظل عدم وجود حزب أغلبية يمتلك ثلثى المقاعد؟
غموض مصير التحالفات الحزبية
مؤشرات المرحلة الأولى تجعل مصير التحالفات الحزبية غامضًا، وتؤكد أن تشكيل تيار أغلبية يسيطر على ثلثى المجلس أمرًا مستحيلًا حيث يحتاج حزب الأغلبية لـ300 مقعد على الأقل أى ما يعادل ثلثى المقاعد ليتمكن من الإمساك بزمام الأمور وتشكيل الحكومة وفقًا للدستور الجديد.
الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، يرى أن حصول الأحزاب على هذا العدد من المقاعد تطورًا إيجابيًا فى الحياة الحزبية المصرية لأن البرلمان المثالى هو من تتنافس فيه الأحزاب على حصد المقاعد وليس المستقلين مؤكدًا أن الأحزاب الأربعة الأولى المتصدرة جميعها أحزاب تنتمى إيدولوجيا لتيار يمين الوسط وتتبنى مواقفًا متشابهة تجاه مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية فهى ليست أحزاب يمينية صرفة ولا يسارية وليس من الضرورى أن تدخل فى تحالفات أو اندماجات ولكن من الوارد أن يحدث تنسيق فيما بينهم للتصويت حول القضايا المختلفة.
تنسيق "فى حب مصر" مع مستقبل وطن
ويعتبر "كمال" أن قائمة فى حب مصر التى تضم عدد غير قليل من المستقلين الأقرب لحزب مستقبل وطن، ومن الممكن أن يشكل الثنائى قاعدة تبنى عليها تحالفات ومن الممكن أن تجتذب مستقلين لتصبح تيارا لنواب الأغلبية وقد تتبنى التنسيق مع باقى الأحزاب فى القضايا الهامة على أقل تقدير.
وأشار كمال إلى أن القاعدة التى يسعى الجميع للبناء عليها هى تشكيل تيار أكثرية داخل المجلس يجعل عمل البرلمان أكثر تنظيمًا لأن وجود هذا العدد الكبير من المستقلين لا يمكن أن يضبط دفة الأمور تحت القبة.
أما الدكتور وحيد عبد المجيد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فاستبعد تشكيل تحالفات بين الأحزاب الفائزة مؤكدًا أن حزبى الوفد والمصريين الأحرار الذين يحتلان المركز الأول والثالث فى قائمة الأحزاب الحاصلة على أكثر المقاعد دائما الخلاف والتراشق اللفظى إعلاميًا ولا يمر أسبوع واحد دون أن يتشاجرا ويتهما بعضهما البعض وبينهما خلافات سياسية.
التحالف بين المستقلين
وتوقع عبد المجيد أن يتم التنسيق بين الأحزاب فى التصويت على القوانين أو القضايا الهامة مستبعدًا لجوء تلك الأحزاب للتحالف أو الاندماج لتكوين تيار أغلبية وكذلك الحال بالنسبة للمستقلين وعلق على ذلك بقوله إذا كان من الصعب دمج الحزبيين فى تيار واحد فإن التحالف بين المستقلين أمرًا شبه مستحيلًا.
فيما لفت الدكتور جمال زهران البرلمانى السابق وأستاذ العلوم السياسية، إلى أن الأحزاب الفائزة جميعها تنتمى لتيار اليمين الرأسمالى ويشكلون جميعًا تيار واحد بأجنحته المختلفة، مؤكدًا أن البرلمان أحادى التوجه ومن ثم من الممكن أن تتفق الأحزاب الفائزة على مصالحها لأنها تعكس سيطرة قوى المال السياسى وتستطيع تشكيل برلمان يسهل السيطرة عليه.
اليوم السابع