رد: صلاح جاهين ,معلمومات كاملة عن صلاح شاهين ,ما هو صلاح شاهين ,بحث كامل عن صلاح شاهي
الزواج الثانى:
صلاح جاهين ومنى قطان
تزوج صلاح جاهين للمرة الثانية من السيدة "منى جان قطان" - الفلسطينية الأصل - ابنة الصحفية والأديبة جاكلين خورى التى هاجرت لمصر بعد حرب 1948 ولم تكن منى وقتها قد تجاوزت العامين. ورغم كونها الابنة الوحيدة إلا إنها قضت بعض طفولتها مع جدتها بعد انفصال والديها، والبعض الآخر فى مدرسة داخلية فى انجلترا اعتادت خلالها الأسلوب الأوروبى فى الحياة. ثم عادت لتقيم مع والدتها الصحفية بالأهرام آنذاك، فعرفتها على زملائها الذى كان صلاح جاهين أحدهم. ففى إحدى زيارتها للأهرام رأت صلاح جاهين يرسم مبناً أثرياً، فسألته عنه فأجابها أنه الأزهر واصطحبها فى زيارة لحى الحسين والأزهر. أما عن المرة الأولى التى قابلت فيها صلاح جاهين فكانت فى صيف 1963- وكان مسرح العرائس يعرض مسرحية "صحصح لما ينجح". فعشقت روح الطفولة الكامنة فى هذا الطفل الكبير، وهو ما افتقدته منى فى طفولتها.
وهكذا كان صلاح جاهين مرآة منى قطان للمجتمع المصرى الشعبى، فرافقته فى رحلاته لهذه الأماكن دون ضيق، فلقد أحبت هذه الأماكن من عشقه لها وتفاعله مع روادها البسطاء.
"- البنت دى فيها حاجة مختلفة. ذكية ولبقة وحساسة أنا بقى أموت فى كده.
- بتحبها؟
- حب إيه يا عم ... فيه ناس الحب خسارة فيهم ... وناس تانيين الحب بالنسبة لهم يبقى حاجة .. مش قد المقام .. أهى البنت دى واحدة منهم. مخلوق مختلف .. عيب لما الواحد يقول أنه بيحبها .. لأن الكلمة دى اتقالت ملايين المرات فى ملايين السنين عن ملايين الملايين من المخلوقات العادية .. اللى ما فيهاش حاجة ولا ميزة من مزاياها هى."
هكذا وصف صلاح جاهين زوجته منى قطان فى فترة تعارفهما الأولى فى مسلسله الاذاعى "الزير وغطاه" الذى يروى قصة حياته.
بدءا صديقين واستمرت صداقتهما لمدة ثلاث سنوات تقدم بعدها لخطبتها وكان متزوجاً فشعرت منى قطان بالذنب خوفاً أن تكون سبباً فى هدم كيان أسرة، ولكنه كان قد قرر الانفصال عن زوجته الأولى. فتمت الخطبة رسمياً فى صيف 1966، وكان من أسعد أيام صلاح جاهين، وفى هذا اليوم استوحى فكرة الأغنية الوطنية "صورة". ثم بدأت التحضيرات للزواج، وخلال تلك الفترة كان صلاح يشعر بالقلق، يشعر وكأن شئ سيحدث، وتحققت مخاوفه وحدثت نكسة 1967، فتزوجا فى عام 1967 فى حفل بسيط على غير ما كان معداً، فتم عقد القران فى الشهر العقارى؛ إذ أن منى قطان كانت تحمل الجنسية اللبنانية.
وعن طبيعة العلاقة بينهما تقول منى قطان: "الإحساس بالإلتزام هو الذى جعله يدخل كلية الحقوق ولا يكمل دراسته بها، ويدخل كلية الفنون ولا يكمل الدراسة أيضاً ... ولذا فالعلاقة بيننا لم تكن علاقة زواج والتزام، بل كانت علاقة صداقة قبل كل شئ."
وعن تعلقه بها يقول صلاح جاهين: "ماذا جعلنى أتعلق بزوجتى ؟! ربما فيها الكثير من أمى، حتى بعض العادات السيئة مثل الكلام الممزوج بلغة أخرى .. فأمى حتى الآن نصف كلماتها بالإنجليزية، وعندما قابلت منى قطان وجدت فيها هذه الخصال الأنثوية المتعبة .... والدتى أروع امرأة قابلتها وأحببت زوجتى لأنها تشبهها."
منى ... منى
منى قلبى وروحى
يا بلسم الجـروح
بوجهك الصبوح .. يا منى
منى .. منى
منى و ... يا منايا
يا أجمل الصبايـا
غنيت من هنايـا
الله ما أحلى حبنـا
بصوتك الحنون
تغـردين لى ..كبلبل الغصـون
يا طفلة العيون
ما أجمل الدنيا وانت فى عيونى
هنـا .. هنـا
ورغم الهزات العنيفة التى تعرض لها زواجهما - ومنها مشكلة عدم الانجاب لمدة 13 عاماً ومرض صلاح جاهين بالاكتئاب، وهو ما جعلهما يقررا الانفصال ثم تراجعا عنه - إلا أن هذا الزواج احتفظ "بوسامة الروح".
"على رغم فارق السن بيننا، واختلاف الديانة - لأننى كنت مسيحية - وكذلك اختلاف الثقافة والتربية، إلا أن صلاح جاهين احتوانى كامرأة واستطاع أن يخترق كل الحواجز التى كانت بيننا".
فكان صلاح جاهين - كما تقول عنه منى قطان - يقف إلى جوارها كصديق أولاً - ثم كزوج - فى أصعب المواقف ومنها على سبيل المثال وفاة والدتها، "شعرتُ رغم إرهاقى أنه لا يفعل ذلك بصفته زوجى، ولكن بصفة صديق".
ورغم إيمان صلاح جاهين بموهبة منى قطان التمثيلية، إلا أنه لم يحاول فرضها على أى من المخرجين لتقديمها كنجمة، فاكتفت بأدوار صغيرة فى بعض الأفلام مثل "أميرة حبى أنا"، "خللى بالك من زوزو" الذى كتبه صلاح جاهين خصيصاً لمنى قطان، ثم قامت ببطولته الفنانة سعاد حسنى لدواعى إنتاجية. ولم ترهقه هى - رغم حبها الشديد للفن، ورغم مساعدته العديد من الفنانين والفنانات - بطلب المساعدة لتشق طريقها فى عالم الفن شديد الوعورة؛ لذلك كانت الحياة بينهما مستقرة ومفعمة بالحب والحنان فكانت له بمثابة الأم، وكان لها بمثابة الأب الذى حرمت منه فى طفولتها. فتقول له منى قطان: "أتحت لى الفرصة أن نعيش فى مجتمع شرقى دون قيود، صديقان دون افتعال، احترمت ظروفى، احترمت آدميتى، ودأبت على حمايتى بعاطفتك ووجدانك".
صلاح الأب
كان صلاح جاهين يهتم كثيراً بأبنائه فكان دائماً بجوارهم عندما يكون لأى منهم مشكلة، فكان أولاده أصدقاؤه وكان هو صديقاً لهم. فحرص على اللهو واللعب مـعهم، فكـان
صلاح جاهين وابنته سامية
يلعب بالعرائس مع ابنته سامية - أصغر أبنائه - مقلداً أصوات جميع العرائس، وعندما أعربت ابنته الكبرى أمينة عن رغبتها فى الارتباط بأمين حداد، وقد كان وقتها صلاح جاهين فى لندن يجرى عملية القلب المفتوح، ابتسم ابتسامة سعادة وقال لها: "يا مغفلة فى حد يتجوز حد أحلى منه ... دا ينفع نجم سينمائى".
كذلك لم يبخل على أى من اولاده بالمشورة سواء فى حياتهم الخاصة أو العملية، فتنبه لموهبة بهاء المبكرة فى الشعر وسعد بها سعادة غامرة، ولكنه لم ينس دور الموجه فطالب ابنه بضرورة المحافظة على الأوزان عندما عرض عليه بهاء أول مجموعة أشعار كتبها - وقد كان فى المرحلة الإعدادية، ولما كان الطفل بهاء لا يدرك معنى الأوزان، تولى والده شرحها له بطريقة بسيطة وسهلة، فيقول بهاء جاهين: "بدأ معايا بوزن "مستفعلن" لأنه سهل، وقرأ لى قصيدة "دموع ورا البرقع" وقعد يخبط على رجله محدثاً نوعاً من النغم الموسيقى، يومها عرفت يعنى إيه وزن". واستمرت نصائح الأب لابنه حتى وفاته.
هكذا كان صلاح جاهين هادئاً حنوناً صادقاً محباً لكل من حوله، عشق فنه فعشقه الناس، فكان ريشة ترسم أرواحهم قبل صورهم. لقد كان ضميرهم ينبههم ويضحكهم على أحزانهم قبل أفراحهم، فكانت "الدنيا ربيع"، "والحياة لونها بمبى"، و"بكرة أجمل من النهاردة".
ضريح رخـام فيـه السعيـد اندفـن
وحفره فيهــا الشريد من غير كفن
مريـت عليهم قلت.....يا . للعجــب
لاتنيـــــن ريحتهــم ليها نفس العفن
عجبـــى !!!!