بسم الله الرحمن الرحيم
إن حضارة وادي ميزاب و الميزابيين , تتجلى في تمسكهم بدينهم , في تمسكهم بأصالتهم و تقاليدهم , في هندستهم المعمارية الأصيلة , لقد بنوا مدنا كاملة فوق جبال وعرة بطريقة رائعة , رغم أنهم لم يكونوا من أصحاب المعدات الضخمة أو الشعوب المتقدمة في ذلك العصر ( حوالي 1000 م ) , لقد استعملوا الأخشاب و السعف و الجريد , ليبنوا قصورا رائعة جميلة لها سحر خاص .
إن كل ميزابي يعيش في مدن التل (الشمال الجزائري ) , يتمنى اللحظة التي يذهب فيها إلى ميزاب .
لقد وصف مؤلف كتاب : أضواء ميزاب ( les lumieres du mzab ) و هو مستشرق فرنسي , ميزاب بأن له أضواءا و سحرا خاصا , حيث قال : لقد ذهبت إلى ميزاب في مطلع هذا العام ( إحدى سنوات السبعينات ) , ثم رجعت إليه في الربيع , ثم ذهبت إليه في الصيف مرتين , إن لميزاب سحرا خاصا يجذبني إليه من أعماق باريس و قال : ..... و إنني أنا كمصور لم أر في بلاد الغرب كلها أجمل من ميزاب . ( قال هذا في إحدى صفحات كتاب أضواء ميزاب )
لقد حضر في سنوات السبعينات عشرات المصورين التلفزيونيين و المستشرقين من جميع أنحاء العالم ليتعرفوا على أسرار هذا المجتمع و يتعرفوا على سر بقاءه متحدا مترابطا كأسرة واحدة , و ليستوحوا فنونا أكثر من هندسة ميزاب الأصيلة التي أقيمت بعفوية .
و من جملة ما علق الشيخ بيوض ابراهيم للميزابيين حول هؤلاء المصورين : ماهو السر في مجيئهم ؟ لماذا اختاروا وادي ميزاب , اعلموا جيدا أنهم لم يختاروا المكان عبثا , اعلموا أنكم متميزون , إنهم يتسائلون : ماهو السرفي بقاء المجتمع الميزابي متراصا متوادا متراحما ؟ , ماهو السر في هذا , لقد رأو الميزابي يركب سيارة المرسيدس و يدير مصنعا أو مؤسسة انتاجية , و قد يكون مهندسا أو ربما طبيبا , و يدير متجرا كبيرا بنجاح , لكنه مع كل هذا متمسك بدينه و لا يضيعه أبدا ..... فاحتاروا , لأنهم لم يجدوا مجتمعا اسلاميا آخر بهذه الصفات .....
إن حضارة بني ميزاب تتجلى في :
تاريخهم الحافل بالبطولات , و أنظمتهم و تقاليدهم المستمدة من جذور الإسلام , و هندستهم المعمارية الفريدة , و ثقافتهم الأمازيغية الأصيلة .
في امان الله