رد: قصة حقيقية مؤثرة جدااااا عن الصداقة
الفصـــــــــــــــــل الخامــــــــــــــــــــس
ذاك اليوم اشتقت له ورجعت بي الذكريات لايام الابتدائي ويا كثر المواقف اللي حصلت لنا لان اللي يصادق واحد مثل خالد تتحول حياته لمغامرة , مرة في الصف السادس اذا ما خاب ظني كان الاستاذ مسوي مسابقة اللي يفوز بيصير "العريف" اللي ينظم الفصل اذا ما كان الاستاذ موجود ..!! والله ايام وحشتني , المهم انا كنت ميت عشان اصير هالعريف اجي بدري , واشارك , وصاير مؤدب " ثقيل دم على قولة خالد " كان مايحب الاشخاص اللي مثلي يهتمون بالدراسة ويحبون المدرسين او يتمصلحون عندهم على قولته بس سبحان اللي جمعنا مع بعض كان يقول ....... ليش تبي تصير عريف ؟!! ترى العيال بيكرهونك .. ما اهتميت لكلامه ورديت .. ابي اصير كيفي !! بعدين ياغبي بخليك تطلع وتدخل على كيفك .. لا مو لازم انا اسوي اللي ابي حتى لو ما كنت انت العريف ... المهم قبل لا يختار الاستاذ بيومين شريت بلونات وجبتها للمدرسة , خالد كان مريض وغايب بس انا والشلة رحنا ومليناها مويه واول ما انتهى الدوام رميناها من فوق وانحشنا , يمكن بتقولون وين الولد المؤدب لكن انا بعد خالد صارت تجيني طلعات , توقعت الموضوع محد بيدري عنه لكن من بكره اول ماجيت الصبح قالولي العيال ان الاستاذ يسأل عن اللي جاب البالونات وسوى الحركه اللي امس , هنا انا قلت على العريف السلام , هالاستاذ ما يصدق , رحت لخالد اللي متجمعين عليه كل العيال بما انه كان غايب امس , علمته باللي صاير وهو يدري انا وش سويت امس لاني قلت له السالفة واحنا جايين للمدرسة , قال خلاص ولا يهمك انا اتفاهم مع الاستاذ كنت اعتمد عليه كثير , لما بدت الحصة دخل الاستاذ وبنبره كانت تخلينا ننتفض .. اللي رمى البالونات امس يوقف .. محد رد فالبداية كان ماسك مسطرة وش كبرها الله يسامحه .. شوفوا لو ما تكلمتوا بعاقب الفصل كله .. ناظرت خالد وانا بموت من الروعه ابتسم وغمز لي بعدين وقف .. انا يا أستاذ .. قالها كنه محرر القدس !! قرب الاستاذ من عنده وسحب اذنه .. والله اني عارف انه ما في غيرك يا خالد يسوي هالحركات , انت متى بتعقل ليش ما تصير مثل اخوانك او مثل صديقك بندر جننتني معك يا ولد ...!!
الصراحة ما توقعت ان خالد بيتحمل اللي صار بدالي ؟؟! فعلا كنت مستغرب والدليل اني قاعد اتفرج وهو يتعاقب وانا ساكت !! طبعا الاستاذ كسر المسطرة على يدينه يا حرام وانا احس ان عقلي بيطير من المنظر بعدين وداه للمدير .. في نفس الحصة اختارني الاستاذ عريف وطبعا ماتهنيت فالخبر لاني مادري وش صاير مع خالد ذاك الوقت .. لما انتهت الحصة كان واقف قدام غرفة المشرف وحوله بعض الاولاد , يوم شافني ركض ولمني .... احلى ىىىىى اخيرا وصلت اللي تبي مع وجهك .. انا ما كنت اقدر اتكلم اشوف يدينه حمر من الطق ويفركها على جسمه ووجهه الاسمر تخالطه حمرة بسبب المرض وهو يضحك .. قلت وانا متنرفز يمكن من الاحراج .. خالد ليش سويت كذا انا ما قلت لك – قاطعني .. يابن الناس يعني اول مرة انطق خلاص مشها يالله لازم نحفل اليوم .. من بعد اللي صار عمرنا ما تكلمنا عن هالسالفة شكله نساها او ما اعتبرها شئ بس عمري ما نسيت صحيح اننا كنا صغار لكن فزعته هاذي لا يمكن انساها ..
هالذكريات شوقتني له ورحت اتفرج على صورنا وعلى اشرطة الفيديو , عجبني كيف كنا مرة قريبين من بعض ولا في مكان يطلع فيه واحد الا الثاني جنبه , اغلب الاشرطة ما قد شفتها من قبل كانوا حوالي العشرين شريط شي لسفراتنا وشي لطلعات البر وكلها شفتها في يوم واحد ورى بعض , اكتشفت اني طول الوقت اطالع فيه هو حتى فالصور عيني عليه بس , وطوال وقت عرض الاشرطة وانا اضحك عليه كان بطبعه خفيف دم محد فهالدنيا يخليني ابتسم او اضحك او حتى يجنني مثل ما يسوي , واحد من الاشرطة كان فيه مقطع أثّر فيني كثير كنا مخيمين فالصمان واحد من الشباب يصور ومعه خالد , مروا على اغلب الشباب , اللي ينصبون الخيام واللي ينزلون الاغراض وخالد كان ماخذ دور المقدم عشان يتهرب من الشغل كالعادة هو واللي معه وقعد يسوي مقابلات معاهم ويستهبل عليهم وانا اضحك طول الوقت على طريقة كلامه وتعليقاته لما جا دوري كنت قاعد اشب الفحم و معطيه ظهري قرب مني ... عاد جينا الحين لاغلى انسان ... كنت مشغول باللي معي .. هلا هلا خلود , مسوي فيها مذيع يعني ؟!! ماودك تساعدني بدال هالخرابيط ازعجت العالم يا عمي .. كان يوجه كلامه للكاميرا وحاط يده على ظهري وانا مو معطيه وجه .. هالولد اللي تشوفونه عرفته من يوم احنا صغار عزيز وغالي علي ولا ابدله بكنوز الارض ... قاله اللي يصور : ما اقدر انا على هالكلام !! يابعدي هاللي انت كاشخ فيه وتمدحه من الصبح حتى ما عطاك وجه وانت تتكلم .. طالعني بنظرات ما انتبهت لها ذاك الوقت كانت تحمل معاني حلوه .. كمل كلامه .. والله لو ايش يصير ما يتغير شي من غلاه .. تجمعت الدموع وانا اسمع كلامه مع اني ذاك الوقت واضح اني ما انتبهت لاي كلمه جتني مشاعر متضاربة كنت اقول في نفسي " كلام رائع لكن ما طبقته يا خالد باللي سويته فيني " , سكرت الفيديو ورحت انام او بالاصح احاول انام .
يوم الثلاثاء رجعت للبيت متأخر ولما وصلت عند الباب شفت سيارته , كان يستنى داخلها والله وحده اللي يدري من متى , وعلى ما يبدو لي من طريقة قعدته وتكتيفة يدينه انه نايم لأن راسه مايل على جنب بس شكله متغير مرة !! اول شي لحيته بدت تطلع , شعره تركه يطول بدون ما يرتبه وهاذي مو عادته ابد , واضح ان جسمه ضعف يعني كأنه واحد توه طالع من السجن ...
وقفت سيارتي لكنه ما حس ما ادري وش اللي خلاني اصفق باب سيارتي بقوه عشان ينتبه ... يمكن ما كنت ابغى انتظاره يطول , فز من نومته ونزل بسرعه , ناداني وصوته تخالطه بحه واضحه , وخالد من النوع اللي صوته يروح بسرعه اذا صارخ او اذا صار مريض حسيت بتعبه , لكني ما التفت له وسويت روحي ما اسمع ودخلت البيت , الرجال قعد يطق الباب زي المجنون لدرجة اني خفت يصحي الجيران ويفضحنا قدام العالم وانا واقف عنده من داخل منزل راسي واسمعه .. افتح يا بندر خلني اكلمك الله يعافيك لا تسوي فيني كذا يا بندر .. كان كل مره ينادي فيها باسمي بصوته اللي مره تسمع الكلمة ومره ما تسمعها اتألم بس من جد ما ادري وش قوة القلب اللي جت لي فجأة وخلتني اتماسك ولا اطلع له كل ما مر الوقت زاد عنادي , بعد فترة سمعت صوت جسمه ينسحب على بابنا كنه يقعد فالارض , رحت اركض بافتح الباب خفت انه صار له شي , لكن سمعت صوته يكلم نفسه لانه متوقع اني دخلت داخل خلاص .... سامحني يا بندر انا آسف والله اسف ... وانا اسمعه كنت كني اسمع اعتذار من طفل متأكد ان اللي قدامه ماراح يسامحه , جلست على الارض وحطيت راسي بين يديني وسندت ظهري للباب من داخل , وانا افكر في نفسي " معقولة اللي قاعد يصير معنا يارب ؟!! " والله دنيا غريبة , وجلسنا ساكتين , بعد فترة سمعته يتحرك ويركب سيارته .
بعد يومين جاني واحد من ربع الثانوية اسمه نواف كانت علاقته قويه مع خالد والى الحين وهم ربع بس هو مو من شلة الاستراحة ابتسمت اول ما شفته تذكرت على طول هباله هو وخالد ايام كانوا يرقصون سامري فالصف كانوا أجرأ اثنين وكيف جتهم تهزيئة من المدير خلتهم ينسون الرقص كله وسبحان الله وشلون تغير هالنواف وصار شي ثاني رغم ان خالد لازال على جنونه ..
ما قال شي عن الموضوع لكن جيته صدقوني كان لها اثر في نفسي ذكرتني باشياء كثير واظن ان هذا مقصده من الزيارة ..