رد: الحياة الزوجية بين ( الفتور ) و ( النفور )
أيها الزوجان حتى ترفعا من رصيد الحب بينكما ...
~*حقق أمنيتها / وحققي أمنيته !! *~
- يرخي كتفيه صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها لتلتصق به وتنظر إلى لعب الحبشة ! !
وكأني به صلى الله عليه وسلم يرخي كتفيه لها وهو يرنو لأبعد من أن تنظر للإحباش في لعبهم . .. كأني به - بأبي هو وأمي - يرخي لها كتفيه ليشعر ببردها وتشعر ببرده في منظر زوجي بديع لطيف .
- كان إذا هوت شيئاً تابعها عليه !
عَنْ جَابِرِ بْنُ عَبْدِ اللّهِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا، فِي حَجَّةِ النَّبِيِّ ، أَهَلَّتْ بِعُمْرَةٍ. فحاضت فلم تستطع أن تعتمر ، فلما قضت قالت يارسول الله يرجع الناس بحج وعمرة وأرجع بحج ؟؟
قَالَ جابر : وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ رَجُلاً سَهْلاً. إِذَا هَوِيَتِ الشَّيْءِ تَابَعَهَا عَلَيْهِ. فَأَرْسَلَهَا مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَـنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَأَهَلَّتْ بِعُمْرِةٍ، مِنَ التَّنْعِيمِ.
وأذكر مرة أنّي كنت في مركز للتموين وكان أمامي عند المحاسب رجل وزوجته - فيما يبدو - ولمّأ انتهى من حساب أغراضه مدّت إليه زوجته بقطعة ( شيكولاته ) تريدها ... فرأيته ينظر إليها نظر المستزري لاختيارها فأخذها من يدها بقوة ووضعها في كيس الأغراض بشكل انفعالي مما أحرج زوجته أمام الناس !!
ترى يا كرام في تلك اللحظة كم تكسّر من معاني الحب في نفسها !!
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمنا كيف نتابع زوجاتنا على ما يهوون - طالما أنه بالإمكان - بطريقة تشعرهم بالحب لهم .
إنه بناء الحب ورسول الحب ورسالة الحب !!
~* اترك لزوجتك فرصة للترفيه !!*~
عن عائشةَ رضيَ الله عنها قالت: «كنتُ ألعَبُ بالبنات عندَ النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لي صَواحبُ يَلعبنَ معي، فكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يَتَقَمَّعْنَ منه، فيُسَرِّبهنَّ إليَّ فيلعَبْنَ معي».
وفي رواية : " يأتي بصواحبي يلعبن معي "
ما بال بعض الأزواج اليوم يحرم زوجته هذه الروح التي جبلت عليها من حب الترفّه والمتعة بالمباح ؟؟!
ألم ينظر كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عطّل مسير جيش بأكمله مع فقدهم الماء لأجل الحبيبة عائشة رضي الله عنها ؟!
عن عائشة رضي الله عنها زوج النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: «خرجنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفارهِ، حتى إذا كنا بالبَيداءِ أو بذاتِ الجيش انقطعَ عقدٌ لي، فأقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على التماسِهِ. وأقام الناسُ معه، وليسوا على ماءٍ وليس معَهم ماء. فأتى الناسُ إلى أبي بكرٍ الصدِّيق فقالوا: ألا تَرى ما صنَعَت عائشة؟ أقامتْ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبالناس، وليسوا على ماءٍ وليس معهم ماء. فجاء أبو بكرٍ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم واضعٌ رأسَهُ على فخذي قد نام، فقال: حَبستِ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم والناسَ وليسوا على ماءٍ وليس معهم ماءٍ. قالت عائشةُ: فعاتبني أبوبكر وقالَ ما شاءَ اللَّه أن يقولَ، وجعلَ يَطْعُنُني بيدهِ في خاصِرَتي، فلا يَمنعُني من التحرُّكِ إِلاّ مكانُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على فخِذي، فقامَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حينَ أصبحَ على غيرِ ماءٍ، فأَنزَلَ اللَّهُ آيةَ التيمُّم، فتيمَّموا. فقال أُسَيْدُ بنُ الحُضَيرِ: ما هيَ بأَوَّلِ برَكَتِكمْ يا آلَ أبي بكرٍ. قالت: فَبَعَثْنا البَعيرَ الذي كنتُ عليهِ، فأَصَبْنا العِقْدَ تحتَه.
~* فعّل جانب التشويق *~
( تأخر قليلاً عن البيت . .- سفر ، زيارة ، . . - )
كان صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى غزوة أقرع بين زوجاته فأيّهم طلع سهمها أخذها معه .
إنه باستطاعته صلى الله عليه وسلم أن يصحبهن كلهنّ معه في سفره ، لكنه يعلمنا هنا أموراً منها : كيف نفعّل روح التشويق عند الزوجة .
إن تأخر الزوج عن زوجته أو غيابه عنها - باقتصاد - أمرٌ ينمّي روح التشويق والشوق سيما وإن تخلل ذلك رسالة شوق عبر جوال أو غير ذلك على أن هذا الأمر ينبغي أن يُعمل بحذر من غير إفراط ولا تفريط ، إنما حدّه أن يكون جانب تشويق لا تفريق وتفريط !!
جدد . . غيّر !
في التعبير عن حبك . . .
في جذب زوجتك إليك . . .
التجديد والتغيير ..
ينفض الرتابة ..
ويجدد العواطف . .
ويُذكي المشاعر . .
- غيّر عطرك . . . نوع ثوبك . . نوع ( شماغك ) !!
- سجل مقطوعة بصوتك على شريط تسجيل واهده لزوجتك أو فاجئها به أثناء سفركم على طريق طويل بالاستماع إليه في مسجل السيارة !!
- أخرج مع زوجك في نزهة .. في سفر ..
- غيّر في أثاث بيتك . . غرفتك . . من غير إسراف ولا مخيلة واجعل لزوجتك حظاً في اختيار المناسب للبيت .!
~* تعلّم كيف تصنع الباقات من الأزمات *~
ليست هناك حياة زوجية تخلو من أزمة . . أو مشكلة . . .
وهذه المشاكل والأزمات ربما أنها بسوء التصرف تهدم بنيان عمر طويل !!
إن بعض الأزواج ربما يفرض سلطانه على زوجته من خلال ( كبريائه وسلطانه ) !!
فلربما قبلت منه زوجته ذلك .. لا حباً فيه ..
إنما خوفاً من مستقبل ( كئيب ) لها ولأبنائها ..
ولذلك من كان هذا حاله فله نصيب من وصف الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقوله :
" إن من شرار الناس من ودعه الناس اتقاء فحشه "
ولذلك فإن الحصيف اللبيب من يجيّر هذه المشاكل والأزمات ليصنع منها . . .
باقات من الحب العاطر . . .
وصناعة الباقات من الأزمات مهارة في حدّ ذاتها لها فنونها ووسائلها وطرقها ربما يطول الحديث بذكرها ..
لكن من أهم ما يحافظ على الحب أثناء الأزمات هو :
1 - المقايسة والموازنة بين الثابت والمتحرك .
بين القليل والكثير . . .
بين آثار الحب وآثار البغض . . .
يقول صلى الله عليه وسلم " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر " !!
2 - السعي الجاد للحل ، وليس السعي للإقتناص والتربص .
من الأزواج أو الزوجات من يتربص بخطأ الآخر ليسجّلها سابقة له تحفظ عليه في الأرشيفحتى إذا حانت لحظة اتقاد النار أفرزت الملفات وأبديت العورات .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف أن المشكلة أمر طبعي يقع بين الزوجين ، لكن الأدب في ذلك هو أن يسعى الزوج والزوجة إلى إيجاد الحل لا السعي إلى تعميق المشكلة .
مرة يختلف صلى الله عليه وسلم مع زوجته عائشة رضي الله عنها فيطلب منها أن يحتكما إلى عمر رضي الله عنه فتأبى ، فيقترح عليها أن يحتكما إلى أبي بكر رضي الله عنه فتوافق ، فلمّا وقف أبو بكر رضي الله عنه موقف الحكم بينهمـا ، قال لها صلى الله عليه وسلم : أأتكلم أم تتكلمين ؟
فتقول بل تكلّم أنت !!
فما هي إلا أن تتامت لها هذه الكلمات حتى لطمها أبوها ...
فوقف صلى الله عليه وسلم بينه وبين حبيبته الراضية المرضية وهو يقول ما دعوناك لهذا !!!
3 - غض الطرف ..
فما كل خطأ يتحمل العتاب ....
فبعض الأخطاء إنما حلها بإغضاء الطرف عنها . . .
أنس بن مالك رضي الله عنه يخدم الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنين ويقول : ما قال لي لشيء فعلته لِمَ فعلت هذا ، ولا لشيء لم أفعله لِمَ لم تفعل هذا !!
هذا وهو غلام صغير مظنة الخطأ والتقصير وعاش معه عشر سنوات فقط . . .
فما بالكم بزوجاته صلى الله عليه وسلم الذين عاش معهم حتى توفي عنهن رضي الله عنهن ، لكن ما نقلت لنا كتب السنة أو السيرة زخماً من المشكلات في بيت النبوة إلا حوادث يسيرة .
الأمر الذي يدلنا على أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يعاتب على كل خطأ ( زوجي ) . .
بل كان يغض الطرف عن ذلك .. ضماناً لهذا الحب الذي زرعه في قلوب زوجاته رضي الله عنهن .
تلك .. .
إشارات في همسات . .
في سبيل تعميق الحب بين الزوجين ، وطرد حالة الفتور التي قد تصيب الحياة الزوجية في ظل الرتابة التي نفرضها على أنفسنا من غير مبرر منطقي معقول .
يُتبع إن أذن الرحمن.