إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أيها الأفاضل الكرام لكم مني أطيب التحيات
من منا لا يحب والديه حبا فطريا منذ الولادة وحتى الممات
إلا أن إنجاب الأولاد في زمن معاصر خلف آثارا وسلبيات شوهت هذه المحبة العذرية
فتراه يشتكي من أبويه كونهما دقة قديمة من طراز عبد الحليم
لازالا يلبسان لباسا تقليديا لا يمت للقرن الواحد والعشرين بصلة
مازالت العمامة والشنب حاضران ومازالت فيهما ثقافة نزع الحذاء عند دخول أي بيت
ومازالت تلك الرزم المكدسة والسلع المكورة والحزمات القماشية ترافقهما في كل سفر بعيد
من معلبات وحلوى من صنع اليد وهدايا للأهل والأحباب
ومازال فيهما ذاك الحياء البريء من الجرأة والتطاول بكلمة على الأهل
ومازال موجود ذاك الإختباء الذي تمارسه الأم من والدها بعد تزوجها وإنجابها للأولاد
مع وجود أمهات يعلبن ويصبرن ويخزن كل شيء في زمن كل شيء فيه بزر
مازالت الأكلات التقليدية جدا التي فيها تعب كبير أكثر من أكلها تحضر لحد الآن ياليد دون الإستعانة بالآلات الكهرومنزلية
مازال الأب يحتفظ بلكنته اللغوية الغريبة في عصرنا
ومازالت الأم تغطي وجهها عند رؤية الغريب وتسكت خوفا ودون تعليق
ومازال الوالدين يحتفظان بأشياء قديمة جدا بالأبيض والأسود لا يريدان التفريط فيها
إطلاقا
مما جعل بعض الأولاد يخجلون بأوليائهم أمام الناس
فهم بعيدون كل البعد عن البروتوكولات والبريستيجات والتكنولوجيات وحتى أفكارهم بالية
وفوق هذا إصرارهم على البقاء في الزمن القديم دون أدنى جهد لمواكبة الحداثة
فيقول لك أبي وأمي دقة قديمة لست أفهمهما ولا يفهماني
لهما عالم ولي عالمي
والداي تقليديان جدا
مساحة حرة لأقلامكم وأرائكم
شعاع الروح