أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تفسير سورة القصص

تفسير سورة القصص
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
الآيات 1 ـ 6

( طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ )






طسم : الحروف فى بدايات السور

هذه آيات القرآن الواضحة

نقص عليك يا محمد من أخبار فرعون وموسى لتنذر الناس ليعتبروا بها

إن فرعون استكبر وطغى وتجبر فى الأرض ، وقسم أهلها وجعل منهم طائفة الشرفاء وطائفة العبيد المهانين من بنى إسرائيل الذين كانوا من أفضل أهل الأرض من ذرية إبراهيم ويعقوب ، لأنه علم أن منهم يولد ولدا يسبب هلاك فرعون ودولته ، ولذلك سخرهم فى الأعمال المهينة وعذبهم وقتل أبناءهم وترك البنات وأفسد فى الأرض .

ولذلك أراد الله أن ينعم على هؤلاء الضعفاء بأن يجعلهم الوارثين للأرض ويهلك عدوهم ، ويوضح لفرعون ووزيره هامان وجنودهما الذى كانوا يخافونه ويفعله بهم .

الآيات 7 ـ 9
( وَأَوْحَيْنَاإِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ * وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ )

شكا القبط ( وهم أهل مصر ) إلى فرعون أن قتل ألذكور من بنو إسرائيل سيسبب أن تفنى الكبار وتقتل الصغار فمن سيقوم بأعمالهم بعد ذلك إلا القبط ... فأمر فرعون بأن تقتل الذكور عاما وتترك عاما
وولد هارون فى سنة المسامحة
ثم حملت أمه وستلد فى سنة القتل
ووضعت ولدا أسمته موسى وخافت عليه
فأوحى لها الله فكرة النجاة وهى بأن تضعه فى صندوق وتربطه بخيط وتضعه فى النيل وكانت دارها مجاورة للنيل تراقبه طوال النهار هى وابنتها مريم وترضعه ثم تضعه ثانيا فى البحر وتمسك طرف الحبل عندها فإذا بعد الجند أخذته
هذه أمه حائرة ويتمزق قلبها مخافة أن يطلع الجند على ولادة موسى

وتأت القدرة الإلهية لتربط على قلبها وتطمئنها
أرضعيه وإن خفت عليه ألقيه فى البحر فهو فى رعاية الله ... سبحان الله

ويبشرها ( إنا رادوه إليك ) ... ( وجاعلوه من المرسلين )

ولكن وجده الجنود وأخذوه
أخذوه ليصبح لهم عدو
خافت أمه من آل فرعون ولكنهم أخذوه وهذا فرعون وهامان اللذان كانا يقتلان كل مولود أخذوه بلا بحث ولا عناء ويلقى الله محبته فى قلوبهم وقلب زوجة فرعون التى كانت لا تنجب فتتمناه لها ولدا وقالت ( قرت عين لى ولك )

وهذا ما حدث فكان لها قرة عين فى الدنيا وسكن لها فى الآخرة فى الجنة
أما لفرعون فلا فقد انتهى ملكه وظلمه على يديه وغرق فى البحر بسببه وهو فى الآخرة من أصحاب الجحيم


الآيات 10 ـ 13

( وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )


أى طار عقلها من الجزع والخوف وكادت تكشف عن أمرها بأنه وليدها لولا أن الله ثبت قلبها وأنعم عليها بالصبر فاطمأن قلبها




( وقالت لأخته قصيه ) قالت لأخته مريم تتبعيه واتبعى أخباره
وكانت تراه عن بعد والجند لا يشعرون بمتابعتها له .
وأخذه آل فرعون ليكون لهم ولدا وأغشى الله أبصارهم
ولكن عرضوا عليه المراضع لإرضاعه بدون فائدة لأن الله حرم عليه المراضع ليرجعه لأمه
قالت لهم أخته أتريدون أن أدلكم على مرضعة له ترضعه فقالوا نعم فأدخلته على أمه وهم لا يعرفون أنها أمه فرضع منها وبذلك كانوا يدخلون عليه فى كل وقت يحتاج فيه الرضاع وأعطوها أيضا أجرة إرضاعه وكسوتها وطعامها ونفقتها

ونشأ موسى وتربى فى قصر فرعون أفضل تربية
وفى رعاية أمه التى أعاده الله إليها لتهدأ وتسعد نفسها بجواره .وتعلم أن وعد الله لها حق ، ولكن كثير من الناس لا تعلم فضل الله عليهم .

الآيات 14 ـ 17

( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ * قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * قالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ )

بعد أن كبر وبلغ سن الأربعين وهو سن التكليف واحتكام الخلق وأتاه الله العلم والحكم
قال تعالى : ( ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين )
قال تعالى يشرح لنا قصة لموسى بعد أن بلغ أشده

( ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين )

فى ذات يوم كان اليوم انتصف وأغلقت الأسواق والناس فى غفلة القيلولة من الحر الشديد ، وكان موسى يمشى نحو المدينة وجد رجلين يتصارعان ويقتتلان ، أحدهما من القبط والآخر من بنو إسرائيل ، فاستغاث به الذى من بنو إسرائيل يستنجد به على عدوهما القبطى
وهذا يدل على أن موسى كان قد ترك قصر فرعون وأصبح ناقم على الملك وحاشيته وأن بنو إسرائيل علموا ذلك
فوكز موسى بيده القبطى ليبعده عن الإسرائيلى وكان موسى قوى وانفعل وكان فى ضيق من فرعون ومن معه فقضت الوكزة عليه ومات القبطى
عندما وجد ذلك ندم على انفعاله وغضبه وقال هذا من فعل الشيطان لأنه لم يكن ينوى قتله وإنما وكزه ليبعده عن الرجل فقط
ثم استغفر وطلب العفو من الله فقال ( قال رب إنى ظلمت نفسى فاغفر لى )
واستجاب له الله فغفر له ( فغفر له إنه هو الغفور الرحيم )

قال موسى كما ذكرالله لنا ( قال رب بما أنعمت علىّ فلن أكون ظهيرا للمجرمين ) عندما تاب موسى ورجع لربه وزلزلت نفسه بشعوره أن الله استجاب له وغفر له خطأه قال لن أعود ثانيا مساندا للمجرمين .




#2

افتراضي رد: تفسير سورة القصص

الآيات 18 ـ 19

( فأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ * فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ )

و( فأصبح فى المدينة خائفا يترقب ) يلتفت حوله من أن يدركه الأذى بسبب جريمته الغير مقصودة ( فإذا الذى استنصره بالأمس يستصرخه قال موسى إنك لغوى مبين ) وهذا الذى كانت الجريمة بسبب تشاجره بالأمس يتشاجر ويتصارع اليوم مع آخر ويستنجد بموسى ثانية بعد الذى حدث
فقال موسى يتضح الآن إن المخطئ والمذنب هو أنت

أراد أيضاأن ينقذ الإسرائيلى من القبطى ولكن صورة القتيل التى تراوده بالأمس تتخيل له فيقاوم شدته ويصرخ القبطى ويقول ( أتريد أن تقتلنى كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين )
وقيل فى ذلك أن ما قال ذلك هو الإسرائيلى لما رأى من تعنيف موسى له لما رأى أنه هو الذى يتشاجر مع الأقباط


الآية 20
( وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ )
وذهب القبطى إلى قصر فرعون وأخبر بالخبر واشتد غضب فرعون وأرسل فى طلب موسى لقتله والتخلص منه فهو الطفل الذى كان قد قدر له أن يقتل موسى ورباه فى قصره بدون أن يعلم فهو فى نظرهم يثور لنصرة بنى إسرائيل إذن فهو المخلص المنتظر
وجاء من بعيد رجل من آل فرعون كان مؤمنا يكتم إيمانه وقال له إنهم يأتمرون بك ويريدون قتلك فاهرب واخرج من المدينة
وخرج موسى من مصر خائفا على نفسه وهو يدعو الله أن ينجيه من قوم فرعون والأقباط المصريين الظالمين

الآيات 21 ـ 24

( فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ* وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )

وخرج موسى خائفا وجنود فرعون يبحثون عنه وهو حائرا أين يذهب وسلك الطريق المؤدى إلى مدين ( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى أن يهدينى سواء السبيل )
وكان بين مصر ومدين مسيرة 8 أيام
ولنا أن نتصور المشقة فى السفر بلا طعام يأكل ورق الشجر الذى تأنف الدواب أن تأكلها كما ذكر ابن مسعود وحافيا وجلس فى الظل جائعا
وكان قريبا من الشجرة التى يستظل بها بئر عظيمة يستقى الناس منها ويسقون دوابهم ، ووجد فى مكان أسفل منهم امرأتان تمنعان غنمهما أن تختلطان بغنم القوم وتمنعا أغنامهما عن الماء
ثم بدأت المرأتان تسقيان غنمهما بعد أن سار القوم وكان ذلك بسبب ضعفهما وكراهة مخالطة الرجال

وهنا لنا وقفة فى سلوك المرأة إذا احتاجت للخروج للعمل
لا تختلط بالرجال
وتلتزم الحياء
عندما رأى موسى هذا الحال من حياة أهل مدين نسى جوعه وتعبه وتملكته نخوة الرجال وشعر أن تلك الفتاتان تحتاجان المساعدة فقام وسألهما : ما خبركما ؟
قالتا : لانستطيع أن نزاحم الرجال فنتأخر حتى تسير الرعاة ثم نسقى لأن أبونا شيخ كبير فنرعى بدلا منه
فتقدم وسقى لهما وكانت على فم البئر صخرة لا يقدر على إزاحتها إلا مجموعة من الرجال فرفعها وحده وسقى لهما ثم أعادها
سارت الفتاتان وعاد موسى يجلس تحت الشجرة ويحدث ربه يشكو جوعه وضعفه وتعبه وفقره لعون الله ووحدته .

#3

افتراضي رد: تفسير سورة القصص

الآيات 25 ـ 28

( فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين * قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ )
واستمع الله لنجواه
فما لبثت أن عادت إليه إحدى الفتاتان تسير فى حياء لا تبرج ولا ابتذال كما نرى اليوم
وقالت له : ( إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا )

وتلك الفتاة يجب أن تكون عنوانا لبناتنا ( الحياء ـ الوضوح ـ عدم التبرج ـ لا تبجح ـ لا إغواء ـ لا تعثر ولا ربكة ـ طهارة ـ استقامة )

ما فعله موسى كان مساعدة لوجه الله بدون مقابل ولهذا جزاه الله خير الجزاء
عندما عادت الفتاتان لأبيهما قصصن عليه ما حدث

تبع موسى الفتاه ذاهبا لأبيها استجابة للدعوة
وهنا يتجلى الحياء من الله فقد سار أمامها حتى لا ينظر إليها
وسارت خلفه بعيدا عنه
وعندما قابل أبيها قص عليه قصته وسره
فقال الشيخ : إطمئن نجوت من القوم الظالمين فبلاد مدين ليست تحت سلطان فرعون وإنما هى تابعة لملك الكنعانيين وهم أهل قوة ونجدة وبأس شديد ( العراق )

واختلفت الأقوال فى تحديد من هذا الشيخ هل الخضر أم شعيب ولا دليل على صحة كلاهما ولا يهمنا فى شئ الآن
دارت مودة بين الرجلين وظهرت الرحمة والطهارة والقوة على موسى والكرم من الشيخ وتولدت محبة ومودة بينهما

وهنا عرضت إحدى الفتاتان الرأى لأبيها ( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين )
فعرض الشيخ على موسى أن يزوجه إحدى ابنتيه ويكون مهرها أن يخدمه لمدة عشرة سنوات فى رعى الأغنام
وسعد موسى بذلك
وكان أمينا فى الوفاء بشروط العقد بينهما فالله شهيد عليهما


الآيات 29 ـ 32

( فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ * اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ )
انتهت الفترة المحددة وبدأ يحن موسى لوطنه مصر... أمه وأخته وأخيه هارون
وكانت الزوجة مطيعة وأطاعت رغبة زوجها

وبدأ رحيل موسى مع زوجته الحامل وولديه منها وأعطاه الشيخ كل شاة ولدت على غير لونها وقد قدر الله رزقه فولدت كل الشياه على غير لونها فى هذا العام وساقها
وسارت العائلة ... ونسى موسى مخاوفه وساقه الله ليؤدى المهمة التى أعدها له
وتحت تأثير الميل للوطن عائد موسى مع أهله وزوجته إلى الوطن مصر ولا يعبأ بالخطر الذى كان قد هرب منه

وأثناء الطريق دخل عليه الليل والظلمة فى ليلة شاتية، فاحتاج النار للتدفئة والإضاءة والطبخ وقد ضلوا عن الطريق
وعندما نظر رأى نارا من بعيد ولم يراها غيره فقال لأهله إنى آنست نارا ـ امكثوا هنا لأذهب آتيكم بجذوة منها
وكل هذا تشرحه الآيات فى سورة النمل ـ 7
( إذ قال موسى لأهله إنى آنست نارا سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون )
وهنا يكلمه ربه
انطلق موسى فى الوادى نحو ما يرى من نور يظنه ناراوهو يتوكأ على عصاه
اقترب موسى وإذا به يسمع صوت رب العزة يناديه ويقول ( أن بورك من فى النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين )
ارتعد موسى ولاذ محاولا الهرب ولكن الصوت يحيطه من كل مكان ويقول : ( يا موسى * إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى )
ثم قال : ( وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى * إننى أنا الله لا أله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى * إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى * فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى )
ثم قال له الله : ( وما تلك بيمينك يا موسى ) أى انظر هذه العصاة التى تمسك بها دائما
( قال هى عصاى أتوكأ عليها وأهش بها على غنمى ولى فيها مآرب أخرى )
( قال ألقها ياموسى * فألقاها فإذا هى حية تسعى )
وهذا بالطبع شئ رهيب خارق للطبيعة والعادة وهذا من قدرة الله الذى يقول للشئ كن فيكون
وخاف موسى ( ولى مدبرا ) ورجع هاربا ولم يلتفت
ولكن الله ناداه ( يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين )
ولما رجع قال له ( قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى )
ولما مسك بها تحولت ثانيا إلى عصاه
وسبحان القدير العظيم

ثم أمره أن يدخل يده فى جيبه ثم يخرجها فيجدها بيضاء بغير بهق ولا برص
وهذه علامات من الله على أنك مرسل من عند الله إلى الناس لتدعوهم لعبادة الله الواحد
وعاد موسى إلى زوجته ينقل لها خبر نبوته ، ثم نزل معها إلى مصر

#4

افتراضي رد: تفسير سورة القصص

الآيات 33 ـ 35

( قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ )

قال موسى لربه : إنى قتلت منهم نفسا وأخشى أن يقتلوننى ،
و أخى هارون هو أفصح كلاما ولسانا وأبلغ فى البيان ، فاجعله نبيا يساعدنى فيما أقول لأنى أخشى أن يكذبنى القوم فيكون هارون مصدقا على رسالتى .
وقد لبى الله له طلبه ، بعد أن طمأنه و حصنه الله منهم حتى لا يقتلوهما وأن له ومن اتبعه الغلبة
الآيات 36 ـ 42

( فَلَمَّا جَاءهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ * وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاء بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
* وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ )


ولما عرض موسى ما أعطاه الله من دلائل على نبوته قال فرعون ومن معه والناس إن هذا من السحر المدعى وأنهم لم يسمعوا بمثل ذلك فى آبائهم القدامى .

قال موسى أن الله يعلم بصدقه وأعلم بمن اهتدى ومن ظلم وعليه ظلمه فى الآخرة حيث لا يفلح الظالمون .

قال فرعون للناس جميعا أنه ليس لهم إله غيره
وطلب من هامان وزيره أن يبنى له مبنى مرتفع ليطلع عليه وينظر ليرى رب السماء ومع ذلك العتو والكفر فإنه يؤكد قبل طلوعه الجاهل بأن موسى كاذبا

وهكذا استكبر فرعون وجنده فى الأرض وأفسدوا ظلما وعتوا ظنا بأنهم لن يرجعوا فى قبضة القوى العزيز .

فأهلكهم الله وأغرقهم جميعا وأغرقهم فى البحر
وهذه هى عاقبة الظلم والظالمين .
ويوم القيامة يكونون أئمة يتحركون إلى النار وتتبعهم أولياؤهم ويسقطون فى الجحيم .
وتظل أخبارهم فى الدنيا ملعونين خارجين من رحمة الله على ألسنة المؤمنين وكل من قرأ القرآن ، وفى الآخرة خارجين من رحمة الله ومصيرهم النار .

الآية 43

( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )
وبعد هلاك فرعون أنزلنا على موسى التوراة تبصرة للناس وهداية لهم ورحمة من غى أنفسهم ، وبعد إنزالها لم نعذب أمة كاملة ، بل أمر الله المؤمنين بقتال الكافرين أعداء الله
ولعل الناس يتذكرون ويهتدون .

الآيات 44 ـ 47

( وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ * وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )

إنك يا محمد لم تكن ترى موسى ونحن ننزل عليه التوراة فى الجانب الغربى من جبل الطور ....... وهذا برهان على نبوتك فلم ترى بنفسك ولكن الله أوحى إليك خبره .

ولكن خلقنا قرونا بعد ذلك طويلة ، وطالت أعمارهم فنسوا ذكر الله
ولم تكن مقيما فى أهل مدين تتلوا عليهم أخبار شعيبا ولكنا أوحينا إليك أخباره .
ولم تكن مقيما بجانب جبل الطور لتسمع وترى عندما نادينا على موسى وكلمناه
ولكن كل ذلك رحمة من ربك بك وبالعباد أن أرسلك إليهم لتنذرهم
فهم لم ينذروا من قبل ، فربما يهتدون بما جئتهم به من الله .
وأرسلناك لتكون منذرا وحجة لهم حتى لا يقول الظالمون لو أن أرسلت إلينا يا رب رسولا نتبعه ونعمل صالحا .

#5

افتراضي رد: تفسير سورة القصص

الآيات 48 ـ 51


( فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ * قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )

ولما أرسلنا لهم القرآن وهو الحق من عند الله قالوا : ليته أتى لنا بمثل التوراة التى أنزلت على موسى

..... عجبا ألم يكفروا بالتوراة من قبل ذلك وقالوا عن موسى وأخاه إنهما ساحران يريدان أن يظهرا فى الأرض علينا ، وأعلنوا أنهم كافرون بهما .

قل لهم هاتوا كتاب من عند الله غير القرآن الذى تكفرون به ليكون أهدى من التوراة والقرآن يهديكم للحق ويبعدكم عن الباطل وأنا أتبعه معكم لو كنتم صادقين فى طلبكم .

فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنهم على ضلال ويتبعون أهواءهم الضالة
ولا أظلم من من اتبع هواه فأضله بعيدا عن طاعة الله .
ولا يهدى الله من كان ظالما مصر على ظلمه .

ولقد أوضحنا لهم القول لعلهم يتذكرون كيف كانت عاقبة الذين ضلوا من قبلهم .

الآيات 52 ـ 55

( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ * أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ )

إن الذين آتاهم الكتاب من قبل القرآن ( الزبور والتوراة والإنجيل ) ، يؤمنون بكتبهم ويؤمنون بالقرآن كذلك حيث أنه نبئ به فى كتبهم فآمنوا به
وعندما قرئ عليهم القرآن قالوا آمنا به فهو من عند ربنا ونحن من قبله مسلمون مؤمنون بالله موحدين بالله مطيعين له
وقد نزلت فى نصارى نجران عندما أتوا الرسول صلى الله عليه وسلم وآمنوا به .

فهؤلاء يجزون حقهم مرتين ، مرة لإيمانهم بكتبهم الأولى ومرة أخرى لإيمانهم بالقرآن وصبرهم على الطاعة والأذى وهم يدفعون الأذى عن أنفسهم بالحسنى ويعفون ويصفحون وينفقون من أموالهم كما علمهم الله

وهم إذا سمعوا اللغو بالحديث أعرضوا عنه ولم يشاركوا فيه
وابتغوا ما يرضى الله من القول وقالوا لكم عملكم ولنا أعمالنا وابتعدوا عن الجاهلين ولم يسايروا لهم حديث وقالوا الحسنى .

الآيات 56 ـ 57

( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )
لا تحزن يا محمد على عدم إيمانهم فأنت لا تهدى من تحب وما عليك غير الإبلاغ ، ولكن الله هو الذى يهدى من يشاء إذا وجد فيه خير وهو الذى يعلم من منهم يستحق الهداية .

وبعض الكفار اعتذروا عن اتباع طريق الهداية واتباع محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا إننا نخشى لو اتبعنا ما جئت به من الهدى أن يحاربنا المشركين من العرب ويؤذوننا .

إنهم كاذبون لأن الله جعلهم فى بلد آمن وحرم معظم وفيه من كل الثمرات والخير رزقا من عند الله ، فكيف يكون آمنا فى حال كفرهم
وغير آمن فى حال لإيمانهم
إنهم لا يعلمون فضل الله عليهم فقالوا ما قالوا .


الآيات 58 ـ 59

( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ )
وكثير من القرى أهلكناها عندما طغت وكفرت بنعم الله عليها من أرزاق ، وهذه مساكنهم خربت ولم يسكنها أحد من بعدهم ، وورثها الله خالفها من بعدهم .
ولا يهلك الله قرى إلا بعد أن يرسل لهم الرسل تقرأ عليهم آيات الله وعند عتوهم وإصرارهم على الكفر والإفساد يهلكها الله .
وهذا من تمام عدله عز وجل .


الآيات 60 ـ 61

( وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ * أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ )

وكل مافى الدنيا إنما هو متاع زائل قصير الزمن ولكن ما أعد الله للمؤمنين المتقين فى الآخرة هو أعظم وباق لا ينتهى ، وهذا ليميز من كان له عقل يفكر .
لا يتساوى الذى وعده الله بالجزاء الحسن فى الآخرة مع الذى متعه الله متاعا زائلا اختبارا له فى الدنيا فأفسد وله العذاب فى الآخرة .

#6

افتراضي رد: تفسير سورة القصص

الآيات 62 ـ 67

( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ * قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاء الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ * وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ * وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ * فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاء يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءلُونَ * فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ )

ويوم القيامة ينادى الله المشركين ليوبخهم فيقول أين الذين زعمتم أنهم آلهة وعبدتوهم من دونى ، وزعمتم أنهم شركائى ليخلصوكم من عذابى الشديد الذى حذرتكم ؟

قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ : قال الشياطين ودعاة الكفر يارب هؤلاء الذين أغويناهم كما غوينا وجعلناهم يكفرون كما كفرنا والآن نتبرأ منهم فهم لم يكونوا يتبعونا إنما هم مجرمون

ويقال للمشركين ادعوا شركاءكم ليخلصوكم ، فلما دعوهم لم يستجيبوا لهم وتركوهم فى العذاب المهين
فليتهم كانوا اهتدوا من قبل .
ويقال لهم عندما أرسلت إليكم الرسل فما كانت إجابتكم لهم ؟
فعميت عليهم الحجججججججججججج عندئذ ولا يتساءلون بينهم وبين بعض

ولكن من كان أشرك ثم تاب فإن الله يغفر له برحمة منه وفضل .

الآيات 68 ـ 70

( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )

جميع الأمور بيد الله وحده لا منازع له فيها ، فهو يخلق مايشاء وما يريد .
وليس لأحد غيره اختيار فى ذلك فله الأمر وحده .
فتنزه الله وتقدست أسماؤه عن أى شرك أو ند مما جعلوا من أصنام أو أشياء عبدوها لا تخلق ولا تختار .

والله يعلم ما تنطوى عليه النفوس وما يجهرون به من قول وفعل .
إن الله منفرد بالألوهية ومحمود بأفعاله وأقواله جميعها بحكمته ورحمته
ولا معقب لحكمه يحكم بين عباده يوم ترجع إليه الخلائق فى الآخرة .

الآيات 71 ـ 73

( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

فانظروا نعم الله عليكم فى تسخير الليل والنهار والشمس والقمر :
لوجعل الليل دائما إلى يوم القيامة فمن غيرالله يأتيكم بالنهار لتأنسوا فيه

ولو جعل النهار دائما إلى يوم القيامة فمن غير الله يأتيكم بليل ترتاحوا فيه وتسكنوا
ألا تسمعون أو تبصروا لتعتبروا .
فالليل للسكن والراحة والنهار للسعى والأنس فيه من رحمة الله بعباده ، وفضل منه ، فاشكروه بطاعته .

الآيات 74 ـ 75

( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ * وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )
ويوم القيامة ينادى الله المشركين فيقول : أين ما زعمتم أنهم آلهة وشركاء لى فى ملكى لينقذوكم من عذابى ؟
وأخرجنا من كل أمة رسولها شاهدا عليها ، ويقول ما دليلكم على ما زعمتم ، فلا يجدوا دليلا يتعللون به وأيقنوا أن الله هو الحق ، وذهب عنهم شركاءهم الذين ادعوا فلم ينقذوهم .

#7

افتراضي رد: تفسير سورة القصص

الآيات 76 ـ 77

( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )

وهذا قارون ابن عم فرعون وكان من قوم موسى ، بغى وظلم فى قومه
أعطاه الله من الأموال والكنوز ما أن تثقل مفاتيح خزائنه على الرجال الأقوياء لحملها من كثرتها ، وظلم بها واستكبر
فقال له الصالحون من قومه : لا تفرح بما أوتيت ولا تبطر وتظلم بسبب ما أنت فيه من مال ، فالله لا يحب الأشرين الذين لا يشكرون نعمته عليهم .
استعمل ما أعطاك الله فى طاعته حذر الآخرة وخذ منها فى الدنيا ما أباح لك من مطعم ومأكل حلالا طيبا واعط كل ذى حق حقه .
ولا تجعلها سببا فى الإفساد فى الأرض فالله لا يحب المفسدين .

الآية 78

( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ )

قال قارون لقومه حين نصحوه :
إن الله أعطانى لعلمه بأننى أستحق العطاء ويحبنى .

ألا يعلم قارون أنه فى القرون السابقه له من كانوا أكثر أموالا وأشد قوة ، ولا يستطيع أحد السؤال عنهم لكثرة ذنوبهم ولم يفضلهم الله بكثرة الأموال كما ظن قارون .
فكثرة الأموال ليست دليل على حب الله ورضاه.

الآيات 79 ـ 80

( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ )

وانظر ما حدث له :
خرج قارون على قومه ذات يوم فى زينة عظيمة وتجمل من ملبس ومراكب وخدم وحشم ، فلما رآه من يحبون الدنيا وزينتها ليت لنا مثل ما أوتى قارون ، إن حظه عظيم
أما أهل العلم الذين علموا أن الآخرة خير وأبقى قالوا : إن ثواب الآخرة أعظم من كل هذه الزخارف الزائلة لمن أصلح عمله واتقى الله وخشيه
ويقول الله عز وجل : ولا يحظى بالجنة إلا الصابرون على الطاعة .

الآيات 81 ـ 82

( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ )

فخسف الله به وبداره وأمواله وزينته الأرض ، ولم ينقذه ماله ولا خدمه ولا زينته من العذاب ولم تنقذه نفسه .
وهكذا أصبح الذين تمنوا أن يكونوا مثله وهو فى زينته يقولون : ليس المال دليل على رضا الرب عن صاحب المال ، والله يعطى أو يمسك ويرفع ويخفض إختبارا للعبد ليرى أيكفر ويظلم أم يتقى ويحسن .
واعلم أنه لا يفلح الكافرون بنعمة الله .

الآيات 83 ـ 84

( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

وثواب الآخرة والجزاء الحسن جعلها الله للمؤمنين الذين تواضعت نفوسهم ولم يريدوا العلو والفساد فى الأرض ، وحسن العواقب لمن اتقى .
فمن فعل الحسنات فإن الله يضاعف الثواب لهم ، ومن فعل السيئة فإن عقابه على قدر ما فعل .

الآيات 85 ـ 88

( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكَافِرِينَ * وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )

يا محمد : بلغ الناس بالقرآن وسوف ترد يوم القيامة إلى الله ليرى ما فعلت فى أعباء النبوة .
المعاد : قيل فيه إلى القيامة لتسأل عن أعباء التبليغ للدعوة ، وقيل إلى مكة لينصرك الله ، وقيل إلى الجنة لتنال جزاء ما عانيت فى سبيل دعوتك

فالله يعلم المصلح من المفسد ومن صدقك ومن كذبك


فما كنت تظن أن يأتيك الوحى قبل أن يأتيك ، ولكنها رحمة من الله لك وللناس فلا تعين الكافرين بتأثرك لمخالفتهم وصدهم الناس عنك

وادع إلى توحيد الله فى العبادة لا شريك له
فكل شئ هالك إلا الله وما أريد به وجه الله
فهو المالك المتصرف فيما خلق وإليه ترجعون جميعا وتجزون بأعمالكم خيرا أو شرا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمد الله تعالى .


#8

افتراضي رد: تفسير سورة القصص

الف شكر بارك الله فيكي
إظهار التوقيع
توقيع : أم زهير
#9

افتراضي رد: تفسير سورة القصص

جزاك الله خيراااا
إظهار التوقيع
توقيع : " أحلى فراشة "


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
القران الكريم كاملاً بصوت السديس .mp3 - استماع وتحميل Admin القرآن الكريم
القران الكريم كاملاً بصوت الحصري 2025 .mp3 - استماع وتحميل Admin القرآن الكريم
مصحف الشيخ ماهر المعيقلي كاملاً بجودة عالية mp3 عاشقة الفردوس القرآن الكريم
تحميل القرآن الكريم كاملا بصوت العجمى mp3 حبيبة أبوها القرآن الكريم
تحميل المصحف المجود للقارئ محمد صديق المنشاوى رحمه الله mp3 حبيبة أبوها القرآن الكريم


الساعة الآن 09:37 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل