المستفاد من حديث عمر لصهيب : أي رجل أنت لولا خصال ثلاث فيك
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 73 :
رواه لوين في " أحاديثه " ( 25 / 2 ) : حدثنا عبيد الله بن عمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه قال
قال عمر لصهيب :
أي رجل أنت
, لولا خصال ثلاث فيك !
قال : و ما هن ?
قال : اكتنيت و ليس لك ولد ,
و انتميت إلى العرب و أنت من الروم ,
و فيك سرف في الطعام .
- قال : أما قولك :
اكتنيت و لم يولد لك , فإن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كناني أبا يحيى .
و أما قولك :
انتميت إلى العرب و لست منهم , و أنت رجل من الروم .
فإني رجل من النمر بن قاسط فسبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام عرفت نسبي
ولد صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو في الجزيرة الفراتية بالقرب من نينوى وهو من بني النمر بن قاسط إحدى قبائل ربيعة بن نزار. كان أبوه أو عمه عاملاً لكسرى على الأبلة، وقد تعرض صهيب للسبي صغيرًا عندما أغار الروم على منازل قومه، وحملوه معهم، فأقام بين الروم فترة، ثم اشتراه رجل من كلب، وباعه في مكة إلى عبد الله بن جدعان التيمي الذي أعتقه، وقيل أن صهيبًا هرب من الروم، فأتى مكة وحالف ابن جدعان. أما أمه فكانت من بني تميم، واسمها سلمى بنت قعيد بن مهيض.
أما قولك :
فيك سرف في الطعام , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خياركم من أطعم الطعام
من فوائد الحديث
الأولى : مشروعية الاكتناء , لمن لم يكن له ولد ,
بل قد صح في البخاري و غيره أن النبي صلى الله عليه وسلم:
كنى طفلة صغيرة حينما كساها ثوبا جميلا فقال لها :
"هذا سنا يا أم خالد , هذا سنا يا أم خالد " .
و قد هجر المسلمون لاسيما الأعاجم منهم هذه السنة العربية الإسلامية , فقلما تجد من يكتني منهم و لو كان له طائفة من الأولاد
, فكيف من لا ولد له ?
و أقاموا مقام هذه السنة ألقابا مبتدعة ,
مثل :
الأفندي , و البيك , و الباشا , ثم السيد , أو الأستاذ , و نحو ذلك مما يدخل بعضه أو كله في باب التزكية المنهي عنها في أحاديث كثيرة . فليتنبه لهذا .
الثانية : فضل إطعام الطعام , و هو من العادات الجميلة التي امتاز بها العرب على غيرهم من الأمم ,
_ثم جاء الإسلام و أكد ذلك أيما توكيد كما في هذا الحديث الشريف ,
_ بينما لا تعرف ذلك أوربا , و لا تستذوقه
_اللهم إلا من دان بالإسلام منها كالألبان و نحوهم ,
_و إن مما يؤسف له أن قومنا بدؤوا يتأثرون بأوربا في طريقة حياتها ,
ما وافق الإسلام منها و ما خالف ,
فأخذوا لا يهتمون بالضيافة
_و لا يلقون لها بالا , اللهم إلا ما كان منها في المناسبات الرسمية ,
و لسنا نريد هذا بل إذا جاءنا أي صديق مسلم وجب علينا أن نفتح له دورنا ,
و أن نعرض عليه ضيافتنا ,
_ فذلك حق له علينا ثلاثة أيام , كما جاء في الأحاديث الصحيحة ,
_و إن من العجائب التي يسمعها المسلم في هذا العصر الاعتزاز بالعربية ,
ممن لا يقدرها قدرها الصحيح ,
إذ لا نجد في كثير من دعاتها اللفظيين من تتمثل فيه الأخلاق العربية ,
كالكرم , و الغيرة , و العزة , و غيرها من الأخلاق الكريمة التي هي من مقومات الأمم , و رحم الله من قال :
و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا و أحسن منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إنما بعثت لأتمم مكارم ( و في رواية صالح ) الأخلاق " .
المراجع
الألباني في "السلسلة الصحيحة"