أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي ثلاث تعظم بهن الصغائر

ثلاث تعظم بهن الصغائر




كثيرا ما نستهين بصغائر الذنوب , وننسى أنها قد تجتمع على الرجل فتهلكه , وقد انتشر بين الناس كثيرا أن الذنب مادام صغيرا فلا خوف ولا حمل لهمه فإنه ولاشك ذاهب وهو مكفر بالطاعة .

ولاشك أن الذنوب نوعان صغير وكبير , يقول ابن القيم رحمه الله : " الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر بنص القرآن والسنة وإجماع السلف وبالاعتبار " "مدارج السالكين"

والذنوب الصغيرة بالفعل تكفر بالطاعات وباجتناب الكبائر مع التقوى , قال سبحانه : قال الله تعالى : ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم :" رمضان إلى رمضان والجمعة إلى الجمعة والصلاة إلى الصلاة مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " ..ومثاله من الأحاديث

لكن هناك أمورا ذكرها العلماء تعظم بها الصغائر وتكبر ويثقل اثرها على قلب المرء ونفسه حتى تهلكه وحتى تكبه على وجهه , فقد روى أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ ) .

وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا : ( كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلَاةٍ فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا فَأَجَّجُوا نَارًا وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا ) . صححه الألباني في "صحيح الترغيب"

فأولها ظن المرء أن ذنبه لا يغفر , وبالتالي فهو ييأس من المغفرة , وهو حينئذ يبحث لنفسه عن قناعة ذاتية بالاستمرار على الذنب , بل وفي بعض الاحيان يستحبه , وربما وصل به إلى استحلاله .

ومما لاشك فيه أنه لا ذنب يستعظم على رحمة الله ومغفرته , فهو سبحانه يقول " ورحمتي وسعت كل شىء " , ويقول سبحانه :" قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " .

لكن الشيطان يسعى دوما لتيئيس العاصي من التوبة والمغفرة , ويقنطه من رحمة الله سبحانه , وكثيرا ما رأينا ذلك من الناس الذين يتركون أنفسهم نهبا للشيطان , ويدعون قلوبهم في غفلة عن ذكر الله وعن الصلاة

والثاني احتقار الذنب واستصغاره , فإذا به يرى ذنبه صغيرا حقيرا لا أثر له , فعندئذ يتجرأ على الاكثار منه , بل قد يتجرأ على المجاهرة به , وربما تجرأ على الثبات عليه كذلك .

والمؤمن في ذلك يجب ألا ينظر إلى ذنبه كم هو صغير , بل عليه أن ينظر إلى عظمة ربه العظيم الذي أمره فقصّر , ونهاه فغفل ووعظه فأهمل , لذا يقول بلال بن سعد " لاتنظر إلى صغر معصيتك , ولكن انظر إلى عظمة من عصيت " , وفي صحيح البخاري قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :" إنكم لتعملون أعمالا هي في أعينكم مثل الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات "

وأما الثالث فهو الإصرار على الصغيرة , وما للإصرار سبب إلا الغفلة والجهل وقلة الحياء منه سبحانه , فالغفلة تنسيه كونه مقيم على المعصية , والجهل يقلل في عينيه قدر الذنب , فهو يراه شيئا لايستحق المعاناة في الترك , ولا المجاهدة في الإقلاع عنه , ولا السعي للندم عليه .





فما يزال في حلقه حلاوته , ولايزال في قلبه الرغبة في تكراره , وقلة الحياء منه سبحانه تجعله يكرره ولايبالي , فهو يصر عليه بصورة شبه رتيبة , فالبعض له ذنب يأتيه يوميا والبعض يكرره في اليوم مرات وهكذا

قالَ الْقَرَافِيُّ : الصَّغِيرَةُ لَا تَقْدَحُ فِي الْعَدَالَةِ وَلَا تُوجِبُ فُسُوقًا , إلَّا أَنْ يُصِرَّ عَلَيْهَا فَتَكُونُ كَبِيرَةً . . . فَإِنَّهُ لَا صَغِيرَةَ مَعَ إصْرَارٍ , وَلَا كَبِيرَةَ مَعَ اسْتِغْفَارٍ كَمَا قَالَ السَّلَفُ . . . وَيَعْنُونَ بِالِاسْتِغْفَارِ التَّوْبَةَ بِشُرُوطِهَا , لَا طَلَبَ الْمَغْفِرَةِ مَعَ بَقَاءِ الْعَزْمِ " "الموسوعة الفقهية"

وقال ابن القيم رحمه الله : " الإصرار على الصغيرة قد يساوي إثمه إثم الكبيرة أو يربى عليها " "إغاثة اللهفان"
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " " إذا أصر الإنسان على الصغيرة وصار هذا ديدنه صارت كبيرة بالإصرار لا بالفعل " لقاء الباب المفتوح

موقع المسلم




ثلاث تعظم بهن الصغائر







#2

افتراضي رد: ثلاث تعظم بهن الصغائر



بارك الله فيكِ

إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#3

افتراضي رد: ثلاث تعظم بهن الصغائر

سلمت يداك
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#4

افتراضي رد: ثلاث تعظم بهن الصغائر

جزاكِ الله خير

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#5

افتراضي رد: ثلاث تعظم بهن الصغائر

شكرا لكم ولطرحكم القيم واللمميز
طرح فاح الابداع لنا من بين اسطره الرائعة
لكم اقدم الشكر الوافر لمقامكم ولقلمكم
وننتظر لكم جديد كما تعودنا منكم
دمتم بروووعة

رد: ثلاث تعظم بهن الصغائر



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع من أصاب من الصغائر,كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل مع من يقترف الصغائر أمامه العدولة هدير السنة النبوية الشريفة
خداعالقصة الثانية : الفتيات والتغرير بهن فكان يخدعهن بكلامة المعسول زاهرة الياياسمين الارشيف والمواضيع المكررة
الكبائر والفرق بينها وبين الصغائر ام عشتار المنتدي الاسلامي العام
وتبقين يا مصر فوق الصغائر للشاعر فاروق جويده ام طاطو المنتدي الادبي
وتبقين يا مصر فوق الصغائر للشاعر فاروق جويده ام طاطو المنتدي الادبي


الساعة الآن 01:05 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل