- تقترب العطلة الشتوية، وتزداد حيرةُ الأهل في كيفية قضائهم لهذه العطلة، خصوصا وأن الأحوال الجوية الباردة تحول دون خروجهم من المنزل.
تواجه الثلاثينية ميساء أكرم، وهي أمّ لأربعة أطفال، حيرة كبيرة في كيفية قضاء أولادها لعطلةٍ بين فصلين، لافتة إلى أن الأحوال الجوية الباردة السائدة ستجعلهم مُقيّدين، ولا سبيل للحركة أو النشاط إلا في البيت فقط.
وتقول: "في الشتاء لا يسعهم إلا أن يشاهدوا التلفاز"، لكنّ بقاءهم لفترات طويلة، من دون وجود شيء يفعلونه، يجعلهم يتوترون فيتشاجرون ، وهو أمرٌ مزعج للغاية.
وتضيف:" أخشى حتى من مجرد التفكير في اقتراب العطلة الشتوية".
وفي هذا السياق تشير العشرينية ليلى الجالودي إلى أن قضاء الأطفال لأيام العطلة داخل البيت، من دون وجود شيء يفعلونه، أمرٌ مُربك للغاية، خصوصا وأنها تضطر للخروج من المنزل لقضاء بعض حوائجها، فينشغل بالها بهم، لأن وجودهم في البيت من دون شخص يرعاهم أمر مُربك لها.
وتقول الطفلة لجين علي، (9 أعوام)، إنها لا تحب العطلة الشتوية بسبب الملل، "لا يمكننا الخروج في هذه العطلة، كما أننا لا نستمتع بالوقت"، مبينة أنه حتى برامج التلفاز لم تعد ممتعة كما كانت في السابق.
الاختصاصي الأسري أحمد عبدالله، يرى أن طبيعة الجو الذي يتسم بالبرودة في العطلة الشتوية تفرض خططا مختلفة لقضاء العطلة، قد تكون غير متاحة، خصوصا أن الأهالي لا يتمكنون من اصطحاب أبنائهم إلى خارج المنزل.
ويرى عبدالله أن هذا الجو هو فرصة للأهل لإعادة تقوية الروابط العائلية والأسرية، وذلك من خلال زيارة الأقارب مع أفراد العائلة، إحياءً للأواصر الأسرية التي تكون قد أُجلت كثيرا.
ويرى عبدالله في فصل الشتاء فرصة لجلوس الآباء إلى أبنائهم، وممارسة الطقوس الحميمية التي لا يمكن أن تتوفر إلا في أجواء فصل الشتاء، مثل شيّ الكستناء والبطاطا الحلوة، وممارسة بعض الألعاب، وتجاذب أطراف الأحاديث العائلية.
وتوضّح اختصاصية العلاج السلوكي، هالة حماد، أن الطفل في عطلة الشتاء كثيرا ما يلجأ إلى السلوك العُدواني، الشرس والمزعج، إذ يشعر بالملل أو التعب، وربما يصاب بوعكة نفسية نتيجة لبقائه لفترات طويلة داخل البيت. لذا على الأم التقاط الإشارات التي يُرسلها الأطفال، لتفادي سلوكياتهم المزعجة، ومحاولة تصحيحها بما يتفق ما حاجات الأطفال، لأن آثارها تنعكس على الأطفال أنفسهم وقد تؤثر على نفسيّة الآباء أيضا.
وتنصح حماد، الآباء، بأن لا يلهو أطفالهم بمشاهدة التلفزيون وحسب، لأن في رأيها "هنالك مخاطر صحية ونفسية كثيرة تنتج عن كثرة مشاهدة التلفزيون". فكل شيء يجب أن يكون باعتدال، مبينة أن هنالك أنشطة مسلية يمكن للأمهات أو الآباء أن يشغلوا بها أطفالهم.
وفي هذا السياق تبيّن التربوية الدكتورة أمل العلمي بورشيك، أن العطلة بين الفصلين الدراسيين، تمثل من الناحية التربوية، فترة تمكّن الطفل من تثبيت المعلومات التي تلقاها، وترسيخها في ذهنه، استعدادا لتلقي المرحلة الثانية.
وتلفت بورشيك إلى أن الحياة الحديثة، والإعمار الحديث، وميل الناس للعيش في العمارات، كل ذلك جاء على حساب راحة الأطفال، خصوصا وأن هذه البنايات لا تتوفر على مساحات كافية تسمح للأطفال بممارسة أنشطتهم، وقضاء أوقات فراغهم في أنشطة مسلية ومفيدة.
وتكمن المشكلة، حسب أمل العلمي، في وجود الأهل في عملهم أثناء عطلة الأبناء، ناهيك عن أن الدخل الاقتصادي المتدني للكثير من العائلات يحول دون إرسال أبنائهم إلى النوادي والمراكز التي يمكن أن يجدوا فيها أسباب الراحة والترفيه، بسبب ارتفاع أسعار هذه النوادي والمراكز.
وتضيف بورشيك أن عدم اقتناع بعض الأهالي بضرورة الاهتمام بالجانب الثقافي لدى الأطفال يخلق لديهم الكثير من العادات السلبية، كالسهر أمام التلفاز، وإثارة المشاكل فيما بينهم، إلى جانب بقاء جزء كبير منهم في الشارع.
وتلفت العلمي إلى ضرورة استغلال أوقات الأطفال بطريقة إيجابية، كالرسم، والموسيقى، وقراءة القصص، إلى جانب القيام بالزيارات العائلية وغيرها، وتشجيع الأطفال على المساهمة في العمل التطوعي وغيرها من البرامج المفيدة.
وفي هذا الشأن تقترح حماد بعض الأنشطة التي تجلب السعادة إلى قلوب الأطفال في مثل هذه العطلة الشتوية:
اختبار حاسة التذوق عند الأطفال:
يمكن للأم في هذا النشاط الممتع أن تضع عصبة على أعين الأطفال، وتدعوهم لتذوق مختلف الأطعمة الموضوعة في الأواني أمامهم، ومن ثم التعرف عليها. ويجب أن تكون الأطعمة غريبة عليهم، مثل القرنبيط والفاصوليا، والحبوب، والأفوكادو. ويجب أن يتناولوها بأيديهم، من دون استخدام الملاعق، حتى يحزروها. وتمنح الأم نقاطا لمن يُحزر الإجابة الصحيحة، ونقاطا لمن لا يلفظ الطعام، ونقاطا لمن يحزر شيئا مبتكرا. وفي النهاية تُقدم للفائز – أو الفائزين - هدية رمزية.
صناعة دمية ورقية ضخمة
في هذا النشاط يجب جلب لوحات كرتونية، أو أوراق بأحجام كبيرة، يستطيع أحد الأطفال التمدّد عليها. ثم يقوم أحد الإخوة بتحديد شكله عليها، باستخدام القلم، فيرسم الرأس والجسد واليدين والقدمين، ثم يقوم بقص الشكل، وبعد ذلك يرسم تفاصيل الوجه، ثم يلوّن الدمية الورقية الضخمة. ثم يقوم الأطفال باللعب "مع" هذه الدمى، فيجسدونها، ويعطونها اسمَا، ويقرؤون القصص عليها.
ترديد أغنيات المدارس
يمكن اعتبار هذه اللعبة جزءا من مراجعة دروس المدرسة، فتقوم الأم، مثلا، بتسجيل أغان وألحان مدرسية بصوت الأطفال، أو تشجعهم على تأليف أغنيات جديدة تتوافق مع تلك الألحان، حتى تبعث في نفوسهم أجواء من الغبطة والمرح. ويمكن تسجيل تلك الأغاني والألحان والاحتفاظ بها للذكرى.
الطلاء بكوز الصنوبر
هذه المرة اصنعي الطلاء بالأصابع أو الفراشي، واختاري نوعا جديدا مُسليا من الفنون، وابحثي عن أكواز الصنوبر، أو الإسفنج، أو الفلين، واصنعي أشكالا جميلة منها.
تنظيف حوض الاستحمام
لا شك أن الأطفال يحبون اللعب بمواد التنظيف (كالبخاخات، مثلا)، فهم يستمتعون بها كثيرا. ولذلك يمكن للأم أن تستعمل هذه الوسيلة الممتعة، فتشجع الأطفال على تنظيف حوض الاستحمام باستعمال تلك المواد، ولكن مع مراقبة هذه اللعبة عن كثب، تفاديا لوقوع الحوادث.
مسابقة تجميع الأشياء