9- تذكير المؤمن بنعمة الصِّحَّة
من فوائد المرض أيضًا أنَّ المرء يعرف ثمن نعمة الصِّحَّة فيكون دائمًا حامدًا لله شاكرًا له.
يقول الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه فكأنَّما حيزت له الدُّنيا»
[رواه التِّرمذي 2346 وابن ماجه 3357 وحسَّنه الألباني].
10- تجديد التَّوبة والاستيقاظ من الغفلة:
من فوائد المرض أنَّه يتيح للمريض فترة سكونٍ طويلةٍ يخلو بها بنفسه ويراجع ماضيه وينظر إلى
مستقبله ويحاسب نفسه قبل أن يحاسب يوم القيامة، فيستغفر ذنوبه ويتوب فعندما يخرج من باب
المرض يكون سطر صحائفه أنَّه من التَّوابين.
11- الحضُّ على الصَّدقة والبذل
فعندما يشاهد ا لمريض نفسه وهو على السَّرير الأبيض يتذكر إخوانه المرضى الَّذي لا يملكون ثمن
الدَّواء أو ثمن العلاج فيكون هذا دافع إلى البذل والصَّدقة والعطاء فالمريض آيةٌ وعظةٌ ومثالٌ وبرهانٌ للضُّعفاء.
12- علامة حبِّ الله -تعالى- للعبد:
المرض ابتلاء للعبد علامة حبِّ من الله -سبحانه وتعالى- له فالمرض كالدَّواء فإنَّه وإن كان مرًّا،
إلا إنَّك تقدمه على مرارته لمن تحبّ وإن الله -تعالى- إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم.
13- زيادة الإيمان:
من ثمرات المرض وفوائده للمؤمن، زيادة الإيمان بالله والتَّوكل عليه وحسنُّ الظَّنِّ به -سبحانه- وأن النَّفع والضُّرَّ بيده.
14- زيادة المودة والرَّحمة بين المسلمين:
فكم من خصام ومشاحنات بين المسلمين آذابها المرض فكم من قريبٍ انقطع عن قريبه وبمجرد أن يمرض أحدهما يسرع الآخر ليسأل عنه.
15- يكتب للمريض ما كان يعمل من أعمالٍ صالحةٍ فى حال الصِّحَّة:
كثير من المرضى كانوا يعملون أعمالًا صالحةً قبل المرض فيبتلى بالمرض فلا يستطيع العمل ما كان عليه من الخير والطَّاعات والنَّوافل وهنا يحضرنا قول الحبيب -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاءٍ في جسده، قال الله -عزَّ وجلَّ-: اكتب له صالح عمله، فإن شفاه غسله وطهره، وإن قبضه غفر له و رحمه» [حسَّنه الألباني 258 في صحيح الجامع].
16- استجابة الدُّعاء حال المرض:
ومن فوائد المرض استجابة الدُّعاء حال المرض قال -تعالى-: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ} [النَّمل: 62].
17- المرض نعمةٌ ومنحةٌ:
من خلال ما تقدم ذكره من فوائد المرض وثمراته يتضح لك جليًّا أن ما أنت فيه من مرض وما تعانيه من آلام وما يقلقك من متاعب نعمةٍ ومنحةٍ من الهف؛ ليحصد العبد الثَّمرات ولقد قال بعض السَّلف: "أن من قبلكم كان إذا أصاب أحدهم بلاءٌ عدَّه رخاءٌ وإذا أصاب رخاء عدَّه بلاء".
وقال ابن القيِّم -رحمه الله-: "لو علم العبد أن نعمة الله عليه فى البلاء ليست بدون نعمةٍ في العافية لشغل قلبه ولسانه بشكره".
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبة وسلَّم
مع تحيات أسرة مكتبة الإمام الذَّهبي
وتمنياتنا بالشِّفاء العاجل لكلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ ...آمين
إعداد\ القسم العلمي بمكتبة الإمام الذَّهبي
المصدر: [/color]