أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

الباحث عن الحقيقة

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين




ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ، ﺃﻭ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﺃﻭ
ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻛﺎﻥ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺇﺫﺍ ﺳﺌﻞ ﻣَﻦْ
ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ، ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﻜﺜﺮﺓ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﻛﺜﺮﺓ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻪ ﻟﻠﻨﺒﻲ ) ، ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺎﺭﻗﻪ ﺇﻻ ﻟﺤﺎﺟﺔ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ) ﻳﺤﺒﻪ ﺣﺒًّﺎ ﺷﺪﻳﺪًﺍ، ﻭﺳﻤﺎﻩ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺻﺎﺣﺐ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﻦ ) ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ( ، ﻭﺳﻤَّﺎﻩ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ
ﻃﺎﻟﺐ ﻟﻘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ، ﻭﻗﺪ ﺁﺧﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ) ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﺑﻲ
ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ.
ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻠﻤﺎﻥ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ : )ﻛﻨﺖ ﺭﺟﻼً ﻣﻦ
ﺃﻫﻞ ﺃﺻﺒﻬﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺟﻲّ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻲ ﺩُﻫْﻘﺎﻧﻬﺎ
)ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ( ، ﻭﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻗﺪ ﺍﺟﺘﻬﺪﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﻮﺳﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻛﻨﺖ ﻗﺎﻃﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ) ﻣﻼﺯﻣﻬﺎ( ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻗﺪﻫﺎ ﻻ
ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﺗﺨﺒﻮ ﺳﺎﻋﺔ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻷﺑﻲ ﺿَﻴْﻌَﺔ ) ﺃﺭﺽ( ، ﺃﺭﺳﻠﻨﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣًﺎ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻓﻤﺮﺭﺕ
ﺑﻜﻨﻴﺴﺔ ﻟﻠﻨﺼﺎﺭﻯ، ﻓﺴﻤﻌﺘﻬﻢ ﻳﺼﻠُّﻮﻥ، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻧﻈﺮ
ﻣﺎ ﻳﺼﻨﻌﻮﻥ، ﻓﺄﻋﺠﺒﻨﻲ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻬﻢ، ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻨﻔﺴﻲ :
ﻫﺬﺍ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻤﺎ ﺑﺮﺣﺘﻬﻢ ) ﺗﺮﻛﺘﻬﻢ (
ﺣﺘﻰ ﻏﺎﺑﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﻻ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺿﻴﻌﺔ ﺃﺑﻲ، ﻭﻻ ﺭﺟﻌﺖ
ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺚ ﻓﻲ ﺃﺛﺮﻱ ﻣﻦ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻲ، ﻭﺳﺄﻟﺖ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ
ﺣﻴﻦ ﺃﻋﺠﺒﻨﻲ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻭﺻﻼﺗﻬﻢ ﻋﻦ ﺃﺻﻞ ﺩﻳﻨﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﻗﻠﺖ ﻷﺑﻲ ﺣﻴﻦ ﻋُﺪﺕ ﺇﻟﻴﻪ : ﺇﻧﻲ ﻣﺮﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ
ﻳُﺼﻠّﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﺄﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﺻﻼﺗﻬﻢ، ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺩﻳﻨﻬﻢ
ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺩﻳﻨﻨﺎ، ﻓﺤﺎﻭﺭﻧﻲ ﻭﺣﺎﻭﺭﺗﻪ، ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻲ ﺣﺪﻳﺪًﺍ
ﻭﺣﺒﺴﻨﻲ.
ﻭﺃﺭﺳﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺃﻧﻲ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﻢ،
ﻭﺳﺄﻟﺘﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﻛﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺨﺒﺮﻭﻧﻲ ﻗﺒﻞ
ﻋﻮﺩﺗﻬﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ؛ ﻷﺭﺣﻞ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﻗﺪ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﻓﺤﻄﻤﺖ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ،
ﻭﺧﺮﺟﺖ، ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻦ
ﻋﺎﻟﻤﻬﻢ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻲ : ﻫﻮ ﺍﻷﺳﻘﻒ )ﺭﺋﻴﺲ ﻣﻦ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ (
ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ، ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺧﺒﺮﻱ، ﻓﺄﻗﻤﺖ ﻣﻌﻪ ﺃﺧﺪﻡ
ﻭﺃﺻﻠﻲ ﻭﺃﺗﻌﻠﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻘﻒ ﺭﺟﻞ ﺳﻮﺀ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻪ، ﺇﺫ
ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﻮﺯﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ، ﻭﻟﻜﻨﻪ
ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺘﻨـﺰﻫﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ.
ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﺂﺧﺮ ﻓﺠﻌﻠﻮﻩ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻓﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺭﺟﻼً ﻋﻠﻰ
ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺧﻴﺮًﺍ ﻣﻨﻪ، ﻭﻻ ﺃﻋﻈﻢ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﺯﻫﺪًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ،
ﻭﺩﺃﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻓﺄﺣﺒﺒﺘﻪ ﺣﺒًّﺎ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﺣﺪًﺍ
ﻣﺜﻠﻪ ﻗﺒﻠﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮﻩ ﻗﺪﺭﻩ ) ﺍﻟﻤﻮﺕ( ، ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﺇﻧﻪ ﻗﺪ
ﺣﻀﺮﻙ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺗﺮﻯ، ﻓﺒﻢ ﺗﺄﻣﺮﻧﻲ؟ ﻭﺇﻟﻰ ﻣَﻦْ ﺗﻮﺻﻰ
ﺑﻲ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻱ ﺑﻨﻲ، ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﺃﻧﺎ
ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺭﺟﻼً ﺑﺎﻟﻤﻮﺻﻞ.
ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﺃﺗﻴﺖ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ، ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺍﻟﺨﺒﺮ، ﻭﺃﻗﻤﺖ
ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺃﻗﻴﻢ، ﺛﻢ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﻓﺪﻟﻨﻲ
ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺑﺪ ﻓﻲ ﻧﺼﻴﺒﻴﻦ، ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺧﺒﺮﻱ، ﺛﻢ ﺃﻗﻤﺖ ﻣﻌﻪ
ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺃﻗﻴﻢ، ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮﺗﻪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺳﺄﻟﺘﻪ، ﻓﺄﻣﺮﻧﻲ ﺃﻥ
ﺃﻟﺤﻖ ﺑﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺮﻭﻡ، ﻓﺮﺣﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻗﻤﺖ
ﻣﻌﻪ، ﻭﺍﺻﻄﻨﻌﺖ ﻟﻤﻌﺎﺷﻲ ﺑﻘﺮﺍﺕ ﻭﻏﻨﻴﻤﺎﺕ، ﺛﻢ ﺣﻀﺮﺗﻪ
ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﻮﺻﻲ ﺑﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ : ﻳﺎ ﺑﻨﻲ
ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﺣﺪًﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﺁﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻴﻪ، ﻭﻟﻜﻨﻪ
ﻗﺪ ﺃﻇﻠﻚ ) ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻴﻚ( ﺯﻣﺎﻥ ﻧﺒﻲ ﻳﺒﻌﺚ ﺑﺪﻳﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺣﻨﻴﻔًﺎ،
ﻳﻬﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ ﺫﺍﺕ ﻧﺨﻞ ﺑﻴﻦ ﺣﺮﺗﻴﻦ، ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ
ﺗﺨﻠﺺ ) ﺗﺬﻫﺐ( ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺎﻓﻌﻞ، ﻭﺇﻥ ﻟﻪ ﺁﻳﺎﺕ ﻻ ﺗﺨﻔﻰ، ﻓﻬﻮ ﻻ
ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻭﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻬﺪﻳﺔ، ﻭﺇﻥ ﺑﻴﻦ ﻛﺘﻔﻴﻪ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﺇﺫﺍ
ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻋﺮﻓﺘﻪ.
ﻭﻣﺮَّ ﺑﻲ ﺭﻛﺐ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻧﻬﻢ
ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﻢ : ﺃﻋﻄﻴﻜﻢ ﺑﻘﺮﺍﺗﻲ ﻫﺬﻩ ﻭﻏﻨﻤﻲ
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺤﻤﻠﻮﻧﻲ ﻣﻌﻜﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺿﻜﻢ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻧﻌﻢ.
ﻭﺍﺻﻄﺤﺒﻮﻧﻲ ﻣﻌﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺑﻲ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻘﺮﻯ، ﻭﻫﻨﺎﻙ
ﻇﻠﻤﻮﻧﻲ ﻭﺑﺎﻋﻮﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻳﻬﻮﺩ، ﻭﺃﻗﻤﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﻗﺪﻡ
ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻳﻬﻮﺩ ﺑﻨﻲ ﻗﺮﻳﻈﺔ، ﻓﺎﺑﺘﺎﻋﻨﻲ ﻣﻨﻪ، ﺛﻢ ﺧﺮﺝ
ﺑﻲ ﺣﺘﻰ ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ
ﺃﻳﻘﻨﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻭُﺻِﻔَﺖْ ﻟﻲ.
ﻭﺃﻗﻤﺖ ﻣﻌﻪ ﺃﻋﻤﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻧﺨﻠﻪ، ﻭﺇﻧﻲ ﻟﻔﻲ ﺭﺃﺱ ﻧﺨﻠﺔ ﻳﻮﻣًﺎ،
ﻭﺻﺎﺣﺒﻲ ﺟﺎﻟﺲ ﺗﺤﺘﻬﺎ، ﺇﺫ ﺃﻗﺒﻞ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻋﻤﻪ ﻓﻘﺎﻝ
ﻳﺨﺎﻃﺒﻪ : ﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻨﻲ ﻗﻴﻠﺔ ) ﺍﻷﻭﺱ ﻭﺍﻟﺨﺰﺭﺝ ( ، ﺇﻧﻬﻢ
ﻟﻴﻘﺎﺻﻔﻮﻥ ) ﻳﺠﺘﻤﻌﻮﻥ( ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﺑﻘﺒﺎﺀ ﻗﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ
ﺃﻧﻪ ﻧﺒﻲ، ﻓﻮﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺬﺗﻨﻲ ﺍﻟﻌُﺮَﻭَﺍﺀُ
) ﺭﻳﺢ ﺑﺎﺭﺩﺓ( ، ﻓﺮﺟﻔﺖ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﻛﺪﺕ ﺃﺳﻘﻂ ﻓﻮﻕ
ﺻﺎﺣﺒﻲ، ﺛﻢ ﻧﺰﻟﺖ ﺳﺮﻳﻌًﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺒﺮ؟ ﻓﺮﻓﻊ ﺳﻴﺪﻱ
ﻳﺪﻩ ﻭﻟﻜﺰﻧﻲ ﻟﻜﺰﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻟﻬﺬﺍ؟ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻰ
ﻋﻤﻠﻚ، ﻓﺄﻗﺒﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻲ.
ﻭﻟﻤﺎ ﺃﻣﺴﻴﺖ ﺟﻤﻌﺖ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖ ﺣﺘﻰ ﺟﺌﺖ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ) ﺑﻘُﺒﺎﺀ، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻣﻌﻪ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ،
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﺇﻧﻜﻢ ﺃﻫﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻭﻏﺮﺑﺔ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﻃﻌﺎﻡ ﻧﺬﺭﺗﻪ
ﻟﻠﺼﺪﻗﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺫُﻛﺮ ﻟﻲ ﻣﻜﺎﻧﻜﻢ ﺭﺃﻳﺘﻜﻢ ﺃﺣﻖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ ﻓﺠﺌﺘﻜﻢ
ﺑﻪ، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ) ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ : ﻛﻠﻮﺍ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻭﺃﻣﺴﻚ ﻫﻮ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﺴﻂ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺪًﺍ، ﻓﻘﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ : ﻫﺬﻩ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ.
ﺛﻢ ﺭﺟﻌﺖ، ﻭﻋﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ) ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪﺍﺓ ﺃﺣﻤﻞ ﻃﻌﺎﻣًﺎ،
ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : ﺇﻧﻲ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﻻ ﺗﺄﻛﻞ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ
ﻋﻨﺪﻱ ﺷﻲﺀ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﺮﻣﻚ ﺑﻪ ﻫﺪﻳﺔ، ﻭﻭﺿﻌﺘﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻩ، ﻓﻘﺎﻝ
ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ : ﻛﻠﻮﺍ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻛﻞ ﻣﻌﻬﻢ، ﻗﻠﺖ ﻟﻨﻔﺴﻲ : ﻫﺬﻩ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺇﻧﻪ ﻳﺄﻛﻞ ﺍﻟﻬﺪﻳﺔ، ﺛﻢ ﺭﺟﻌﺖ ﻓﻤﻜﺜﺖ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ
ﺍﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻘﻴﻊ ﻗﺪ ﺗﺒﻊ ﺟﻨﺎﺯﺓ، ﻭﺣﻮﻟﻪ
ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺷﻤﻠﺘﺎﻥ )ﺍﻟﺸﻤﻠﺔ : ﻛﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻑ ( ﻣﺆﺗﺰﺭًﺍ
ﺑﻮﺍﺣﺪﺓ، ﻭﻣﺮﺗﺪﻳًﺎ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻓﺴﻠّﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ، ﺛﻢ ﻋﺪﻟﺖ ﻷﻧﻈﺮ
ﺃﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ، ﻓﻌﺮﻑ ﺃﻧﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺫﻟﻚ، ﻓﺄﻟﻘﻰ ﺑﺮﺩﺗﻪ ﻋﻦ ﻛﺎﻫﻠﻪ،
ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﻛﺘﻔﻴﻪ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﻟﻲ ﺻﺎﺣﺒﻲ،
ﻓﺄﻛﺒﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻗﺒﻠﻪ ﻭﺃﺑﻜﻲ.
ﺛﻢ ﺩﻋﺎﻧﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﺠﻠﺴﺖ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ، ﻭﺣﺪﺛﺘﻪ
ﻛﻤﺎ ﺃﺣﺪﺛﻜﻢ ﺍﻵﻥ، ﺛﻢ ﺃﺳﻠﻤﺖ، ﻭﺣﺎﻝ ﺍﻟﺮﻕُّ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺷﻬﻮﺩ
)ﺣﻀﻮﺭ ( ﺑﺪﺭ ﻭﺃﺣﺪ، ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ) ﻛﺎﺗﺐ
ﺳﻴﺪﻙ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺘﻘﻚ ( ، ﻓﻜﺎﺗﺒﺘﻪ، ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ) ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﻲ
ﻳﻌﺎﻭﻧﻮﻧﻲ ﻭﺣﺮﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﻗﺒﺘﻲ، ﻭﻋﺸﺖ ﺣُﺮًّﺍ ﻣﺴﻠﻤًﺎ، ﻭﺷﻬﺪﺕ
ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ) ﻏﺰﻭﺓ ﺍﻟﺨﻨﺪﻕ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻛﻠﻬﺎ . ]ﺃﺣﻤﺪ
ﻭﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ .[
ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﺤﻔﺮ ﺍﻟﺨﻨﺪﻕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﺨﻨﺪﻕ، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎﻥ : ﻫﺬﻩ ﻣﻜﻴﺪﺓ ﻣﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺗﻜﻴﺪﻫﺎ. ﻭﻭﻗﻒ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺳﻠﻤﺎﻥ
ﻣﻨﺎ، ﻭﻭﻗﻒ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻭﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﺑﻞ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻣﻨﺎ، ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﻧﺎﺩﺍﻫﻢ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ) ﻗﺎﺋﻼً : )ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻣﻨﺎ ﺁﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ( ] ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ .[
ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺤﻜﻰ ﻋﻦ ﺯﻫﺪﻩ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﻴﺮًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺋﻦ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ
ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﻋﻤﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻄﺎﺅﻩ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺧﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ،
ﻻ ﻳﻨﺎﻝ ﻣﻨﻪ ﺩﺭﻫﻤًﺎ ﻭﺍﺣﺪًﺍ، ﻭﻳﺘﺼﺪﻕ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ، ﻭﻳﻘﻮﻝ : )ﺃﺷﺘﺮﻱ ﺧﻮﺻًﺎ ﺑﺪﺭﻫﻢ ﻓﺄﻋﻤﻠﻪ، ﺛﻢ ﺃﺑﻴﻌﻪ
ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺩﺭﺍﻫﻢ، ﻓﺄﻋﻴﺪ ﺩﺭﻫﻤًﺎ ﻓﻴﻪ، ﻭﺃﻧﻔﻖ ﺩﺭﻫﻤًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺎﻟﻲ،
ﻭﺃﺗﺼﺪﻕ ﺑﺎﻟﺜﺎﻟﺚ، ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻧﻬﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ
ﺍﻧﺘﻬﻴﺖُ ( ]ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ .[
ﻭﻳﺮﻭﻯ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﻴﺮًﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺔ، ﻓﻤﺮَّ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺘﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ
ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻛﺐ ﺣﻤﺎﺭًﺍ، ﻭﺭﺟﻼﻩ ﺗﺘﺪﻟﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺛﻴﺎﺏ
ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﻬﻠﻬﻠﺔ، ﻓﺴﺨﺮﻭﺍ ﻣﻨﻪ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﺨﺮﻳﺔ
ﻭﺍﺯﺩﺭﺍﺀ : ﻫﺬﺍ ﺃﻣﻴﺮﻛﻢ؟ ﻓﻘﻴﻞ ﻟﺴﻠﻤﺎﻥ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻻ ﺗﺮﻯ
ﻫﺆﻻﺀ ﻭﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻠﻤﺎﻥ : ﺩﻋﻬﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻓﻴﻤﺎ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ.
] ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ .[
ﻭﻣﻤﺎ ﺭُﻭﻱ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺿﻌﻪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺋﺮًﺍ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ، ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ ﺭﺟﻞ
ﻗﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻟﻴﺤﻤﻞ ﻋﻦ ﻣﺘﺎﻋﻪ، ﻓﺤﻤﻞ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺮﺟﻞ،





ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻗﺎﺑﻞ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﺄﺟﺎﺑﻮﺍ
ﻭﺍﻗﻔﻴﻦ : ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺃﺳﺮﻉ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻧﺤﻮﻩ ﻟﻴﺤﻤﻞ ﻋﻨﻪ
ﻗﺎﺋﻼ : ﻋﻨﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻷﻣﻴﺮ، ﻓﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺎﻣﻲ ﺃﻧﻪ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ
ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﺍﺋﻦ، ﻓﺄَﺳْﻘَﻂَ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻪ، ﻭﺍﻗﺘﺮﺏ ﻳﻨﺘﺰﻉ
ﺍﻟﺤﻤﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻫﺰَّ ﺭﺃﺳﻪ ﺭﺍﻓﻀًﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : ﻻ، ﺣﺘﻰ
ﺃﺑﻠﻐﻚ ﻣﻨﺰﻟﻚ. ] ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ .[
ﻭﺩﺧﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﻟﻪ ﺑﻴﺘﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﻳﻌﺠﻦ ﻓﺴﺄﻟﻪ : ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺨﺎﺩﻡ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻠﻤﺎﻥ : ﻟﻘﺪ ﺑﻌﺜﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ، ﻓﻜﺮﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻋﻤﻠﻴﻦ.
ﻭﺣﻴﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﺑﻨﺎﺀ ﺑﻴﺖ ﻟﻪ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺒﻨَّﺎﺀ : ﻛﻴﻒ ﺳﺘﺒﻨﻴﻪ؟
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻨَّﺎﺀ ﺫﻛﻴًّﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺯﻫﺪ ﺳﻠﻤﺎﻥ ﻭﻭﺭﻋﻪ، ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﻗﺎﺋﻼً : ﻻ
ﺗﺨﻒ، ﺇﻧﻬﺎ ﺑﻨﺎﻳﺔ ﺗﺴﺘﻈﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮ، ﻭﺗﺴﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﺒﺮﺩ، ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻔﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺭﺃﺳﻚ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺿﻄﺠﻌﺖ
)ﻧﻤﺖ( ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺭﺟﻠﻚ. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺳﻠﻤﺎﻥ : ﻧﻌﻢ، ﻫﻜﺬﺍ
ﻓﺎﺻﻨﻊ. ﻭﺗﻮﻓﻲ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻔﺎﻥ
ﺳﻨﺔ 35)ﻫـ .(



#2

افتراضي رد: الباحث عن الحقيقة

بارك الله فيكى
إظهار التوقيع
توقيع : قصرالاحلام
#3

افتراضي رد: الباحث عن الحقيقة


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصرالاحلام
بارك الله فيكى
واياكي يا حبيبتي
نورتي

#4

افتراضي رد: الباحث عن الحقيقة

رد: الباحث عن الحقيقة
إظهار التوقيع
توقيع : الملكة نفرتيتي
#5

افتراضي رد: الباحث عن الحقيقة


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♥الملكة نفرتيتي♥
رد: الباحث عن الحقيقة
واياكي يا حبيبتي
نورتي



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
الإعجاز العددي و العلمي المدهل في سورة الفاتحة عاشقة جواد الاعجاز العلمي
احذر من تناول السمك البلطي المجمد ! الحقيقة وراء تلك الأسماك المنتشرة بالأسواق حياه الروح 5 استشارات ونصائح مطبخية
مجموعة الاكاذيب المنتشرة فى المنتديات -حقيقة قبر الرسول واسلام مايكل جاكسون ونور بسكوته بالشوكولا الحملات الدعوية
علاج تجميلى لبشرتك اصنعيه بيديك المهاجرة العناية بالبشرة
الطفل يكذب لأنه لا يعرف الفرق بين الحقيقة والخيال لافالانتينا العناية بالطفل


الساعة الآن 12:05 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل