أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها









التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها


التقــــــــــوى
إن التقــــوى كلمــــة جامعـــة تجمـــع الخيـــــر كله




وحقيقتـــها أداء ما أوجــــب الله , واجتنــــاب ما حرمـــه الله
على وجه الإخــــلاص له والمحبـــة والرغبـــة في ثوابــــه
والحذر من عقابه

عبدالعزيز بن باز رحمه الله


التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها
التقــــــــــوى
حقيقتهـــا وأهميتهــــا وثمراتهـــا

إنَّ التَّقــــــوى رأس كلِّ شيءٍ وجماع كلِّ خيرٍ, وهي غاية الدِّين ووصيَّة الله تعالى للنَّاس أجمعين؛ الأوَّلين منهم والآخرين,
قال الله تعالى: " وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ" [النساء: 131].

وهي أعظم وصيَّةٍ للعباد وخير زاد ليوم المعاد, وهي وصيَّة النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأمَّته, قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
«أُوصِيكُمْ بتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ...»[1]، فقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - كثيرًا ما يوصي بها في خطبه ومواعظه.

وكان إذا بعث أميرًا على سريَّة أوصاه في خاصَّة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا[2].

ولم يزل السَّلف الصَّالح يتواصون بها كالخلفاء الرَّاشدين والأمراء والصَّالحين, فكان تمسُّكهم بها متينًا، وتواصيهم بها مبينًا, واستصحابهم إيَّاها معينًا, وكانوا يجعلونها نصب أعينهم, وميزان أقوالهم وأفعالهم في كلِّ مجالسهم ومواقفهم.

«كتب رجلٌ من السَّلف إلى أخٍ له: أوصيك بتقوى الله؛ فإنَّها أكرم ما أسررت، وأزين ما أظهرت، وأفضل ما ادَّخرت, أعاننا الله وإيَّاك عليها, وأوجب لنا ولك ثوابها»[3].

لذلك كانت وصيَّته - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه - بتقوى الله وجعلها مستغرقةً لكلِّ أحواله ومستحضرة في كلِّ شؤونه فقال له - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «اِتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ» أي: اتَّقه في خلوتك وجلوتك, في منشطك ومكرهك, وحلِّك وترحالك, وفي رضاك وغضبك, وشدَّتك ورخائك, فهي دليل الحذر من الشَّرِّ, وسبيل الظَّفر بالخير.

ذكر الحافظ ابن رجب - رحمه الله - نقولاً كثيرة في كتابه «جامع العلوم والحكم» تُظهر عنايةَ السَّلف بالتَّقوى ورعايتَهم لها وروايتَهم فيها ودرايتَهم بها.

التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

حقيقتـــــــــها:
وممَّا روي وذكر عنهم في تعريف حقيقة التَّقوى وخواصِّها وبيان أصلها وحدِّها - وهي كثيرة -[4]:
قول عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: «ليس تقوى الله بصيام النَّهار ولا بقيام الليل والتَّخليط فيما بين ذلك, ولكن تقوى الله تركُ ما حرَّم الله، وأداء ما افترض الله».

وعلى هذا تكون تقوى الله أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقايةً تقيه منه, ولا يتأتَّى له ذلك إلاَّ بفعل الأوامر واجتناب النَّواهي, وحقيقة ذلك كلِّه في العمل بطاعة الله إيمانًا واحتسابًا, أمرًا ونهيًا, فيفعل ما أمر الله به إيمانًا بأمره وتصديقًا بوعده, ويترك ما نهى الله عنه إيمانًا بالنَّهي وخوفًا من وعيده»[5].

وقال ابن القيِّم كذلك: «فإنَّ كلَّ عملٍ لابدَّ له من مبدأ وغاية فلا يكون العمل طاعةً وقربةً حتَّى يكون مصدره عن الإيمان, فيكون الباعث عليه هو الإيمان المحض لا العادة ولا الهوى، ولا طلب المحمدة والجاه وغير ذلك, بل لابدَّ أن يكون مبدؤه محضَ الإيمان وغايتُه ثوابَ الله وابتغاء مرضاته وهو الاحتساب»

ومن خلال هذا التَّعريف والبيان لحقيقة التَّقوى تظهر عظمة شأنها في حياة الإنسان وعلوُّ منزلتها عند الواحد الدَّيَّان، وأنَّها الميزان لتفاضل النَّاس كما نصَّ القرآن, ولذلك كان مقرُّها في الإنسان القلب, الَّذي هو أعظم عضوٍ في الإنسان, والَّذي عليه مدار صلاح سائر الأعضاء والأركان حيث بصلاحه يصلح الجسد كلُّه, وبفساده يفسد الجسد كلُّه كما جاء من قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «أَلاَ وَإِنَّ فيِ الجَسَدِ مُضغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِيَ القَلبُ»

وأشار - صلَّى الله عليه وسلَّم - لَمَّا تحدَّث عن التَّقوى إلى صدره ثلاث مرَّات[12],
ويؤيِّد ذلك ويؤكِّده قوله تعالى: " وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)_ [الحج].

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «إِنَّ الله لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنظُرُ إِلَى قُلُوبكُمْ وَأَعمَالِكُمْ»[13].

وإذا كان محلُّ التَّقوى القلب فإنَّه لا يطَّلع على حقيقتها إلاَّ الله تعالى الَّذي هو علاَّم الغيوب,
قال الله تعالى: " هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32) "_ [النجم].

وإنَّ التَّقوى من أعظم المطالب وأكرم المكاسب, وصاحبها في أعلى المراتب, وهي ذات أهمِّيَّة عظمى في حياة العبد المؤمن.

التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها
___ يتبـــــــــــــــع ___




إظهار التوقيع
توقيع : ام عشتار
#2

افتراضي رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

أهميتــــــــــها:
وإنَّ ممَّا يدلُّ على أهمِّيتها ويؤيِّد القول بعظم قدرها وعموم أثرها ما يلي:
1- كونها - التَّقوى - وُسمت بكلمة التَّوحيد والإخلاص وسمِّيت بها؛
قال تعالى:" إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (26)_ [الفتح] ,

2- وهي كذلك ميزان التَّفاضل بين النَّاس وعنوان أهل الإكرام والإعزاز,
قال تعالى: " يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)" [الحجرات] ,

3- هي ميزان الأعمال وميزة حسنها وبرهان قبولها وعنوانها وشعار أهلها,
قال تعالى: " إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ "(27)_ [المائدة],

قال ابن القيِّم - رحمه الله -: «وأحسن ما قيل في تفسير الآية: أنَّه إنَّما يتقبَّل الله عمل من اتَّقاه في هذا العمل, وتقواه فيه أن يكون لوجهه على موافقة أمره, وهذا إنَّما يحصل بالعلم, وإذا كان هذا منزلة العلم وموقعه عُلِم أنَّه أشرف شيءٍ وأجلُّه وأفضله»[16].

4- وهي وصيَّة الأنبياء لأقوامهم, فكانت محتوى بيانهم ومقتضى خطابهم, فما من نبيٍّ أرسله الله إلاَّ أوصى قومه بتقوى الله تعالى, وأكَّد في الوصيَّة لما لها من الأهمِّيَّة.

ثمارهــــــــا :
1- أنَّ صاحبها يوفِّقه الله تعالى لتحصيل العلم النَّافع, ويجعل له بسببها نورًا يهتدي به في ظلمات الجهل والضَّلال، ويرزقه بصيرةً وفرقانًا يميِّز به بين الحقِّ والباطل, والخير والشَّرِّ,

2- أنَّ الله تعالى يجعل للمتَّقي من كلِّ همٍّ فرَجًا, ومن كلِّ ضيقٍ سعةً ومخرجًا, ومن كلِّ بلاءٍ عاقبة, ومنها أيضًا تحصيل الرِّزق له, وتيسير الأمور عليه,

3- تكفير سيِّئات المتَّقي, وتعظيم أجوره, ومضاعفة حسناته ولو مع يسر عمله,

4_ نيل ولاية الله ومحبته وعونه سبحانه وتعالى

5- نجاة العبد من النَّار بعد الورود عليها يوم القيامة بحيث يرد التَّقيُّ عليها ورودًا ينجو به من عذابها, بينما الظَّالمون يردونها ورودًا يصيرون جثيًّا فيها بسبب الظُّلمهم لأنفسهم

6- أنَّها تكون سببَ كونه من ورثة جنَّة النَّعيم,

7- حصول العاقبة الحسنة والطَّيِّبة لهم في الدُّنيا والآخرة:

" وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)_ [القصص].

وإنَّ ثمار التَّقوى كثيرة وغزيرة, ومتنوِّعة متعدِّية, لا يمكن ذكرها وحصرها في هذا المقال.
وإنَّما ذكرنا بعضها على سبيل المثال حتَّى يحسن بها الامتثال فيسعد صاحبها في الحال والمآل,
واللهَ نسأل أن يرزقنا التَّقوى في كلِّ الأحوال.


[IMG]https://sphotos-a.***- /hphotos-snc7/s720x720/602286_194291297362910_1053910917_n.png[/IMG]
رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

إظهار التوقيع
توقيع : ام عشتار
#3

افتراضي رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

جزاك الله كل خير يسلمووووو
#4

افتراضي رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

جزاك الله خيراً
إظهار التوقيع
توقيع : ندى ام
#5

افتراضي رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

جزاك الله الفردوس الاعلى

إظهار التوقيع
توقيع : ام الاء وبيان2
#6

افتراضي رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

جزاك الله خيراً
إظهار التوقيع
توقيع : صمت الورود
#7

افتراضي رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله خيراً

إظهار التوقيع
توقيع : راوناالحديثي
#8

افتراضي رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

#9

افتراضي رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

bonbona moon




مشكوورين علي المرور الكريم

و أسعدني وجودكم الرائع في

صفحتي المتوضعة وأن شااء أكون عن حسن ظنكم

والله ويحفظكم من كل سوء


إظهار التوقيع
توقيع : ام عشتار
#10

افتراضي رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

جزاكي الله خيراا
#11

افتراضي رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

ندى ام


كل كلماتي تنحني لكم احترام
لمرووركم الكريم على متصفحي المتواضع


ووضع بصمتكم ونور ردكم جلب لقلبي الفرح والسرور
لكم منـي كل الود والتقدير
تح ـياتي


إظهار التوقيع
توقيع : ام عشتار
#12

افتراضي رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

ام الاء وبيان


كل كلماتي تنحني لكم احترام
لمرووركم الكريم على متصفحي المتواضع


ووضع بصمتكم ونور ردكم جلب لقلبي الفرح والسرور
لكم منـي كل الود والتقدير
تح ـياتي


إظهار التوقيع
توقيع : ام عشتار
#13

افتراضي رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

صمت الورود


كل كلماتي تنحني لكم احترام
لمرووركم الكريم على متصفحي المتواضع


ووضع بصمتكم ونور ردكم جلب لقلبي الفرح والسرور
لكم منـي كل الود والتقدير
تح ـياتي


إظهار التوقيع
توقيع : ام عشتار
#14

افتراضي رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

راونا الحديثي


كل كلماتي تنحني لكم احترام
لمرووركم الكريم على متصفحي المتواضع


ووضع بصمتكم ونور ردكم جلب لقلبي الفرح والسرور
لكم منـي كل الود والتقدير
تح ـياتي


إظهار التوقيع
توقيع : ام عشتار
#15

افتراضي رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

الحوراء 25


كل كلماتي تنحني لكم احترام
لمرووركم الكريم على متصفحي المتواضع


ووضع بصمتكم ونور ردكم جلب لقلبي الفرح والسرور
لكم منـي كل الود والتقدير
تح ـياتي

إظهار التوقيع
توقيع : ام عشتار
#16

افتراضي رد: التقوى حقيقتها وأهميتها وثمراتها

ضي القمر


كل كلماتي تنحني لكم احترام
لمرووركم الكريم على متصفحي المتواضع


ووضع بصمتكم ونور ردكم جلب لقلبي الفرح والسرور
لكم منـي كل الود والتقدير
تح ـياتي

إظهار التوقيع
توقيع : ام عشتار


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
مراتب التقوى ثلاث ليناهبة العقيدة الإسلامية
التقوى - خير زاد ربي رضاك والجنة المنتدي الاسلامي العام
التقوى اماني 2011 المنتدي الاسلامي العام
ألا إن خير الزاد التقوى ♥ احبك ربى ♥ المنتدي الاسلامي العام
لجام التقوى سوسو الامورة المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 12:11 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل