يا معشر التائبين : من أقامكم وأقعدنا ؟ من قربكم وأبعدنا ؟ " إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ
مِثْلكُمْ وَلَكِنَّ الله يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه " .
كم وعظتنا الدنيا فأبلغت إذ قالت , وخبرت برحيلها قبل أن يقال زالت ,
وما سقطت جدرانها حتى أنذرت ومالت , وحذرت: لقد قرب الإغتراب في التراب ,
ودنى سل السيف من الرقاب , يا من زمانه الذي يمضي عليه , يامن ذنبه أوجب أن لا يُلتفت إليه ,
أتلهو برند الصبا وبانه , ويروقكم برق الهوى بلمعانه , وتغتر بعيش في عنفوانه ,
وتمد يد الغفلة إلى جنى أغصانه , وتنسى أنك في حريم خطره وامتحانه , أما لقمة أبيك آدم أخرجته
من مكانه ؟ , أما نودي عليه بالفطر في رمضانه , أما شأنه شانه ؟ , أما يُستدل على نار العقاب بدخانه؟ .
قل للمفرط يستعد ..... ما من وراء الموت بد
قد أخلق الدهر الشباب ..... وما مضى لا يُسترد
فإلى متى شُغل الفتى ..... في لهوه والأمر جد
والعمر يقصر كل يوم ..... بي وآمالي تُمد
يا هذا لا تبرح الباب وإن طُردت , ولا تزل عن الجناب ولو أُبعدت , وقل بلسان التملق :
إلى أين أذهــب ؟؟؟ .
يا من كان له قلب فمات , ويا من كان له وقت ففات , احضر في السحر فإنه وقت الإذن العام,
واستصحب رفيق البكاء فإنه مساعد صبور .
يروى أن العبد إذا بكى من خشية الله عز وجل بكى معه الملكان الموكلان به ,
فإذا صعد إلى السماء قال الله تعالى لهما ـ وهو أعلم ـ: من ماذا بكيتما؟ , فيقولان: إلهنا, عبدك بكى من
خشيتك فساعدناه , فيقول الله عز وجل لهما : قد عفوت عنه بمساعدتكما إياه .
قف يا صاحبي إن كنت تُسعدني ..... عند الكثيب فثَمَّ لي غرضُ
فرضوا على الأجفان أن لا تلتقي ..... أو نلتقي فاصبر لما فرضوا
كيف اصطباري بعد فرقتهم ..... واحسرتي ما عنهم عوضُ
منقول