رد: اقطار السماوات والارض
وقوله تعالى: {وَنُحَاسٌ} قال ابن عباس: "دخان النار" وقال ابن جرير: "والعرب تسمي الدخان نحاساً" روى الطبراني عن الضحاك: "أن نافع ابن الازرق سأل ابن عباس عن الشواظ فقال: هو اللهب الذي لا دخان معه، قال: صدقت. فما النحاس؟ قال: هو الدخان الذي لا لهب له" وقال مجاهد: "النحاس الأصفر".
وجاء في تفسير الجلالين ما نصه: "{يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ} تخرجوا {مِنْ أَقْطَارِ} نواحي {السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} هاربين من الحشر والحساب والجزاء {فَانفُذُواْ} أمر تعجيز أي: فلن تستطيعوا ذلك {لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ} بقوة، ولا قوة لكم على ذلك {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ} هو لهبها الخالص من الدخان أو معه {وَنُحَاسٌ} أي: دخان لا لهب فيه أو هو النحاس المذاب...".
وجاء في الظلال ما نصه: "{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُواْ} وكيف؟ وأين؟ {لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ} ولا يملك السلطان إلا صاحب السلطان.."
ومرة أخرى يواجههما بالسؤال: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؟ وهل بقي في كيانهما شيء يكذب أو يهم بمجرد النطق والبيان؟ ولكن الحملة الساحقة تستمر إلى نهايتها، والتهديد الرعيب يلاحقهما، والمصير المردي يتمثل لهما: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ}
وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن ما نصه: "{لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ} أي لا تقدرون على الخروج من أمري وقضائي إلا بقوة قهر وأنتم بمعزل عن ذلك {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا} يصب عليكما {شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ} لهب خالص من الدخان {وَنُحَاسٌ} أصفر مذاب، وقيل النحاس: الدخان الذي لا لهب فيه. أي أنه يرسل عليهما هذا مرة وهذا مرة".
وجاء في المنتخب في تفسير القرآن الكريم ما نصه: "يا معشر الجن والإنس ان استطعتم ان تخرجوا من جوانب السماوات والأرض هاربين فاخرجوا، لا تستطيعون الخروج إلا بقوة وقهر، ولن يكون لكم ذلك، فبأي نعمة من نعم ربكما تجحدان؟! يصب عليكما لهب من نار ونحاس مذاب، فلا تقدران على رفع هذا العذاب".
وجاء في تعليق هامشي ما يلي: "ثبت حتى الآن ضخامة المجهودات والطاقات المطلوبة للنفاذ من نطاق جاذبية الأرض، وحيث اقتضى النجاح الجزئي في ريادة الفضاء -لمدة محددة جداً بالنسبة لعظم الكون- بذل الكثير من الجهود العلمية الضخمة في شتى الميادين.. فضلاً عن التكاليف المادية الخيالية التي انفقت في ذلك ومازالت تنفق، ويدل ذلك دلالة قاطعة على أن النفاذ المطلق من أقطار السماوات والأرض التي تبلغ ملايين السنين الضوئية لإنس أو جن مستحيل".