[IMG]https://***- /bas/0050.gif[/IMG]
أعـطوني قلوبــكم الآن .... وأمنحوني أسماعكــم الآن
قبل سنوات قليله ....
كان الشاب المصري محمود يسكن في مدينة شهيره بالمملكـة العربية السعــودية
كــان ككثير من الشباب في لهــو وعبث وإعراض عن الله سبحانه وتعالي ....
كــان وقتها لم يتجاوز الخامسـة عشر من عمـره
***
كـان يقضـى وقته بين أصدقاء السـوء الذين لا يتحدثون إلا عن الحب والغرام والمعاكسات الهاتفيـه...
وكانت مشاعر محمود الجايشـه وعواطفه الملتهبه تؤزه نحو الشر أزّا ،
وتحـرك غريزتـه تحريكاً ....
كـان الليل يدخل علي محمـود فينسـى أن الله ينزل ويقول
" هل من داعٍ فاستجيب له ، هل من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأستغر له "
ويظل محمود سادراً في لهـوهِ وغيـهِ....
يظل طوال الليل يتكلــم مع فتـاة في الحــب والغـرام
لا تســـألوا عن الصــلاة والصيــام !
لا تســــألوا عن قـراءة القـرآن !
كل ذلك كان محمـود عنه بعيداً .....
***
وفي يــوم من الآيــام .... وقع محمود في حب فتــاة علي الهاتف
وتحدث عن أمنياته معاها وعصيا الله بالكــــلام الفاحش والمحــرم ...
ومـرت الأيات وتطورت العلاقـة إلا خروج للمنتزهات و تبــادل للرسائل والصــور
***
وفـى يوم من الأيــام لم يكن يدرك محمود موعـده مع الألــم الكبيــر ،
واللحظــة التي غيرت مجـرى حياتــه....
وعد محمـودفتاته أن يزورها في بيتهـا ، وأن يدخل إلـى غرفتها دون علم أمهـا
حيث أن والداها سيكون مسافراً في تلك الليله.....
وبالفعـل وصل محمود إلي المنـزل وفتحت له محبوبته حسب الخـطة المرســومة بينهما...
ومــا أن وصــل محمود إلي صـالة المنـزل حتي خرجت أم الفتــاة من غرفتها ...
لتـجد هذا المشـهد المريــع ....
وجـدت إبنتها تستقبله في ملابـس ضيقـه !
فلم تتمالك الأم نفسهــا وبدأت بالصـراخ والصيــاح ....
***
وفجـأة وجد محمود نفســه مندفعاً يحاول كتـم صوتها ،
فدفعته بقــوة وبدأ الصـوت يرتفع أكثــر وصاحبَ هذا سيــل من الشتائم النابيه
ولم يتمالك محمود نفســه ليأخذ أداه حــاده حديدة كانت موجودة علي أحد الرفوف في صالة المنزل ...
فأخذ يطعــن هذه المــرأة في صدرها وبطنها ويديها عدة طعنــات !
كــانت الدماء غزيــرة في المنزل ...
وارتمت الأم جثـة هامدة لا حــراك فيهــا وســط ذهــول شديد !
***
وظلــت الفتـاة تصرخ هيا الأخــرى ، فجــاء أخوها الصغيــر ،
الذي لم يتجـاـوز الثلاث سنــوات ، يصـــرخ بصــوتٍ عال مخيــف!
وهو ينــظر إلــى جسد أمــه المدرّج بالدمــاء ....
وفــى تلك اللحظـــة زادت القســـوة في قلــب محمــود ، وزادت الغشـاوة علي عينيه ،
فبــدأ يطعـن ذلك الطفل ويضربه في وجـهه ورأسـه بالأداه الحـاده !!
حتـــي سقـط بجــوار أمــه !
***
نـظر محمود حولــه فإذا الأحــداث متسارعــه وإذا ببعض الجيران هبّـوا علي صـوتالصراخ ،
حــاول أن يرجـع بذاكرته إلي الوراء فقط قبل عشر دقائق !
كـان يحدّثها علي الهــاتف
كـان يقول لها ها أنا عند الباب يا حبيبــتي
كــان الشيـطان يرسم له لوحــة من العشــق ملونـــة
وها هو في المنــزل وتحت قدميه جثتان مملوءتان بالدمــــاء !
وإرتخـــت أعصــاب يديه لتســقط تلك الآلـه....
وانهــــار علي ركبتيــه جاثياً يبكــي ....
لا يــا ربِ لا يــا ربِ
***
وحُمــل محمود ذلك الشــاب الصغيــر صـاحب الخمسة عشر عاماً علي سجــن
خاص بالأحــداث والشباب الصغــار !
ليقضـى ثلاث سنــوات ثم ينفـذ فيه بعد ذلك حكم القصـــاص !
***
وهنــاك ومن خلف القضبــان ومع صــوت السلاسل التي تُكبّــل الأقــدام
كــانت الصـور أمام عينيه ....
حِـكاته مع أصدقائه ...
نـظرات والديه إليه ....
صـــوت محبوبته علي الهاتف ....
نـظرات البــراءة التي كانت في عيني الطفل الذي قتلـه
مــلامح الذهول التي كانت تعــلوا وجـه تلك المـرأة المسكيــنه
***
بدأ يحدث نفســـه : يا تــرى في ماذا كنت تفكــر الآن يا أبــى ؟!
هل تفكــر في إبنــك محمـود الذى خيب كــل آمـالك ؟!!
هل تفكـــر في حديث الناس عنـى ؟!
هل تفكـــر في أمـى التي ستظل تبكـى حتـى أخـرج من سجنـى أو أمــوت ؟!
***
وتمرّ الأيــام ثقيلــة علي محمـود ...
كان في زنزانة إنفراديةٍ لوحده لا يتكلم مع أحــد !
هـكذا كان حـال من حُكــم عليهم بالإعـدام ..
ينتـظر أن يفتـح عليه البـاب ويقال هيا إلي سـاحة القصاص
وفي نهـاية الزنزانه كان هنـاك مصحــف موضوع علي رفٍ قريب منه
كـان محمـود يتأمل ذلك المصحـف ويقـــول
" متــى سيليـن قلبي لكتاب الله ولذكـره سبحـانه "
***
وتـمر الأيـام ويدخل شهـر الرضـوان شهــر رمـضان ،،
ويدخـل الإيــمان إلي قلـب محمــود فيفتت ظــلام العصيــان ....
وتحـركت كل خليه وتوقفت كل شعـرة في جسمـه وهو يسـمع قراءة القـرآن
من زنازين السجنـاء
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُواالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَابِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ْ}
يآآآآ الله هل ستــرضـى عني وتُدخلـــنى الجّـنة !
***