أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!





هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!


ҳ̸Ҳ̸ҳ هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم! ҳ̸Ҳ̸ҳ
# الكريسماس!!


هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!



في بداية العام الجديد، ومع آخر يوم في العام الذي سيعلن رحليه بعد أيام قليلة، جلست فاطمة
تتابع القنوات الفضائية، وترى احتفال العالم بـ (عيد رأس السنة) أو (عيد الكريسماس)، حدثت
نفسها قائلة: هاهو عام جديد قد أتى، ولا بد أن نفرح ونهنئ (أخواتنا المسيحيين) بهذا العيد، فنحن
نرى ما يحدث في البلاد من فتن طائفية، ولا بد أن نطفئ نارها، ولو بتهنئة بسيطة.

كانت فاطمة تسكن في منطقة بها العديد من النصارى، بل أنه يوجد بالقرب من بيتهم كنيسة.
كانت تخالطهم كل يوم، بل أنشأت مع فتيات منهم صداقات ..



هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!

وبعد دقائق معدودة جاءها اتصال من صديقتها ماريا –النصرانية-، ودار هذا الحديث:

فاطمة: السلام عليكم.. من معي؟

ماريا: صديقتك ماريا يا فاطمة.

فاطمة: أهلًا ماريا، كل عام وأنت بخير بمناسبة عيد الكريسماس.

ماريا: وأنتِ بخير حبيبتي. بالمناسبة، أدعوكِ لحضور احتفال عيد الكريسماس معنا في البيت،
بالتأكيد ستأتين، أليس كذلك؟

فاطمة: نعم، بالطبع سآتي إن شاء الله.

ماريا: إذًا أنتظرك. وهذا وعد منك!

فاطمة: سأفي بوعدي إن شاء الله، انتظريني.

ماريا: حسنًا، تريدين شيئًا؟

فاطمة: سلامتك، مع السلامة.

ماريا: سلام.


هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!

انتهت المكالمة، وذهبت فاطمة لحجرتها وفكرت في شراء هدايا لماريا في هذا اليوم، فهذا عيدهم!
ثم رأت أن تذهب وتتشاور مع أختها عائشة في شراء هدية مناسبة لماريا في هذا اليوم.


ذهبت فاطمة لحجرة أختها عائشة، استأذنت ثم دخلت.

فاطمة: السلام عليكم أختي الحبيبة، أريد رأيكِ في شيء ما.

عائشة: وعليكم السلام ورحمة الله، بكل سرور، تفضلي حبيبتي.

فاطمة: منذ قليل اتصلت بي صديقتي ماريا، ودعتني لحضور احتفال عيد الكريسماس في بيتهم، وقد
فكرت في شراء بعض الهدايا لها في هذا اليوم، فهذا عيدهم.


عائشة: حسنًا يا فاطمة، أبدأ معكِ من آخر كلمة، (هذا عيدهم) -هم النصارى-، وليس عيدنا نحن
المسلمين، ولا يجوز أن نشارك النصارى أعيادَهم، ولا أن نظهر أي شيء من مظاهر الاحتفال بهذا اليوم.


فاطمة: ماذا تقولين؟ ألستِ العام الماضي في هذا اليوم، قد هنأت صديقاتك المسيحيات بهذا العيد؟

عائشة: أولًا: أنتِ قلتِ .. "العام الماضي"، وقد منّ الله عليّ بالهداية هذا العام، وعلمتُ أنه لا
يجوز أن نهنئ النصارى بأعيادهم.


ثانيًا: قلتِ أيضًا "صديقاتك المسيحيات"، وهذا لا يجوز أيضًا، فهم لا ينتسبون للمسيح –عليه
السلام-، وهو منهم براء. لكن عندما نذكرهم نقول "النصارى" كما سماهم الله –جل وعلا- في
القرآن الكريم، قال الله تعالى: {وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة: 30]. وأيضًا هنّ ليس
لي بصديقات، فالصديقات هن اللاتي يكون بينك وبينهن علاقة قوية، ويكنّ معكِ في العسر واليسر،
وهذا –حقيقة- لا يصدق مع النصارى.


فاطمة: مهلًا مهلًا يا عائشة، ما علاقة أن منّ الله عليكِ بالهداية بعدم تهنئة النصارى –كما
ذكرتِ؟ هل أثّر عليكِ المتشددون بفكرهم الغريب؟ ثم ما الحرج أن نهنئهم؟ إنهم جيراننا، وهم
يهنئوننا أيضًا في أعيادنا !


هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!

عائشة: حبيبتي فاطمة، سألتِني أسئلة كثيرة، ومن الواجب عليّ أن أشرح لك.

فاطمة: حسنًا، وأنا أستمع.

عائشة: قد سألتِني عن علاقة أن منّ الله عليّ بالهداية بعدم تهنئة النصارى بأعيادهم، واتهمتني
أن (المتشددون) قد أثروا عليّ بفكرهم. أولًا يا فاطمة ماذا تقصدين بالمتشددين؟ هل هم العلماء
والأئمة؟ أم الصحابة –رضوان الله عليهم؟ أم رسول الله –صلى الله عليه وسلم؟

فاطمة: أستغفر الله، ما قصدتُ هذا.

عائشة: حسنًا، ألستِ تتفقين معي أننا نأخذ ديننا من الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح من هذه
الأمة، وأننا نتبع رسولنا –صلى الله عليه وسلم-، ونمتثل أمره، ونجتنب نهيه والذي هو وحي من
الله –جل وعلا؟


فاطمة: نعم، أتفق معكِ.

عائشة: فهل إذا أمرنا الله أو أمرنا رسول الله بشيء أو نهانا عن شيء يكون تشددًا وتعقيدًا لأمور
الحياة؟
لا والله، فالله –جل وعلا- هو القائل: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:

185]،
وقال –سبحانه وتعالى:
{يُرِيد اللَّه أَنْ يُخَفِّف عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَان ضَعِيفًا} [النساء: 28]،
فالله هو الأعلم بحالنا وما يناسبنا من أمور وتشريعات. فهذا ليس تعقيدًا، بل لأن الله عالم
بمصالحنا فشرع لنا أشياءً، ونهانا عن أشياءٍ أخرى. وضحت هذه النقطة؟


فاطمة: تمام، إذًا ما الدليل أننا لا نهنئ النصارى بأعيادهم؟

هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!

عائشة: من الجيد أنكِ تطلبين مني الدليل، فلا تأخذي قولًا من أحد إلا بدليل من الكتاب أو السنة.
لكن قبل أن أذكر لكِ الدليل أريدك أن تجاوبي على هذه السؤال.


فاطمة: تفضلي.

عائشة: على ماذا نهنئ النصارى في هذا العيد المزعوم؟

فاطمة: هذا عيدهم، ولا بد أن ندخل السرور على قلوبهم، فهم جيراننا، وأيضًا لنطفئ نار الفتنة
الطائفية بين المسلمين والنصارى.

عائشة: لا يا فاطمة، بل في الحقيقة أننا نهنئهم على تجديدهم لذكرى مولد المسيح- عليه
السلام-، الذي يعتقدون أنه ربًا لهم، وأنه ابنًا لله –تعالى الله أن يكون له ولد. قال الله تعالى:
{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدا* لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ
الْجِبَالُ هَدّاً * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً *وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً* إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً* لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً* وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} [مريم: 88-95]

وقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم:
"قال الله : كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله :
لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ، وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ
الله ولدا وأنا الأحد الصمد ، لم ألد ولم أولد ، ولم يكن لي كفأ أحد" صحيح البخاري.

هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!

فاطمة: لكن أنا لا أعتقد ذلك، فأنا مسلمة لله وحده، وأشهد أن لا إله إلا هو –سبحانه، وأشهد أن
سيدنا محمد رسول الله –صلى الله عليه وسلم.

عائشة: نعم، ولهذا لا نهنئهم بأعيادهم، فالمسلم متبع لأوامر الله ومقتفٍ لنهج رسول الله –صلى
الله عليه وسلم،
**وقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا شبرًا وذراعًا
بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال:
فمن؟" صحيح
البخاري. فهذا دليل للنهي عن التشبه بأهل الكتاب.


** وروى البيهقي عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال اجتنبوا أعداء الله في عيدهم)، فهذا
نهي عن اجتناب أعيادهم، فكيف بتهنئتهم والاحتفال بعيدهم؟





** وقال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ: ( أما التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام
بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه،
فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك
أعظم إثماًعند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه،
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة
أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ) أحكام أهل الذمة.

هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!

فاطمة: لكن بعضهم يهنئنا بعيد الفطر أو عيد الأضحى؟

عائشة: هذا لا يعني أننا أيضًا نهنئهم في أعيادهم، فنحن على حق، وليس على حساب ديننا نعصي
الله –جل وعلا.
** وقد قال رسول الله–صلى الله عليه وسلم: "إن لكل قوم عيدًا" متفق عليه.
** قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم (1/501):"هذا يوجب
اختصاص كل قوم بعيدهم، كما أن الله سبحانه لما قال: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} وقال: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا
مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}
أوجب ذلك اختصاص كل قوم بوجهتهم وبشرعتهم، وذلك أن اللام تورث
الاختصاص، فإذا كان لليهود عيد وللنصارى عيد؛ كانوا مختصين به فلا نشركهم فيه، كما لا
نشركهم في قبلتهم وشرعتهم. وعلى هذا: لا ندعهم يشركوننا في عيدنا"

هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!

فاطمة: يا الله، ألهذا الحد الموضوع خطير؟ الحمد لله أنكِ عرفتِني يا عائشة، وأستغفر الله عما كنت
سأفعله. جزاكِ الله خيرًا.

عائشة: وخيرًا جزاكِ يا حبيبتي.

فاطمة: لكن أنا وعدت ماريا أنني سآتيها، في هذا اليوم وهي تنتظرني؟ هل بهذا أكون قد خلفت
الوعد؟

عائشة: لا يا حبيبتي، إنكِ كنت لا تعلمين حكم الذهاب، وها قد علمتِ، ثم أن رسول الله –صلى الله
عليه وسلم قال: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" رواه أحمد.

فاطمة: إذًا ما سأقول لها عندما أقابلها بعد ذلك؟

عائشة: قولي لها أن ديننا حرّم علينا هذا، وهذا لا يمنع من البر بهم والإحسان إليهم كما قال الله
–جل وعلا:{لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ
وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
[الممتحنة: 8]، وأن الإسلام قد حفظ لهم حقوقهم.

فاطمة: حقًا أشكرك يا عائشة، لقد تعلمت منكِ أشياء كثيرة اليوم.

عائشة: إذًا، هل ما زلت متشددة في رأيك؟

فاطمة: إن كان هذا تشددًا، فأنا كبيرة المتشددين :")

عائشة: أضحك الله سنك حبيبتي، وأسأل الله أن يرزقنا حق الاتباع، ويكفينا شر الابتداع. اللهم آمين.

فاطمة: اللهم آمين.

هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!





هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!




منقول















إظهار التوقيع
توقيع : أم جهاد المصرية
#2

افتراضي رد: هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!

رد: هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!

إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#3

افتراضي رد: هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!

رد: هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!

إظهار التوقيع
توقيع : ام طاطو
#4

افتراضي رد: هذا عيدُهم || إيَّاكِ وتهنئتهم!




احبتى

فريحة وام طاطو


اشكر لكم مروركم العطر

رفع الله قدركم فى الدنيا والآخرة


إظهار التوقيع
توقيع : أم جهاد المصرية


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
60 سؤالا في أحكام الحيض والنفاس للشيخ بن عثيمين رحمه الله شوشو السكرة فتاوي وفقه المرأة المسلمة
قتاوي حكم الاختلاط شوشو السكرة فتاوي وفقه المرأة المسلمة
كلمات انجليزيه مترجمه باللغة العربيه - استخدام بعض القواعد حسناء اللغة الانجليزية English
ماأجمل الحب ولكن ( قصة مؤثره ) صفاء الحياة قصص - حكايات - روايات
قواعدالصحة النفسية للطفل Sarah Ahmed Samir العناية بالطفل


الساعة الآن 07:22 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل