لكن صندوق الأمم المتحدة للسكان نشر هذا الأسبوع بيانات تفيد بأنه قدم مساعدات نفسية أولية أو دعما إلى 33 ألفا و430 شخصا تعرضوا لمثل هذه الأعمال العنيفة في سوريا خلال الأحد عشر شهرا الأولى في عام 2025 وإلى 4800 شخص آخرين في ديسمبر كانون الأول في إدلب وحمص ودمشق وريفها.
وذكر الصندوق أنه قدم المساعدة الى 17 مستشقى ومركزا للعلاج الطبي تغطي الاحتياجات المحتملة لنحو 1020 ناجيا في لبنان الذي يأوي 850 ألف لاجيء سوري هم أكبر عدد من اللاجئين السوريين.
أما في الأردن حيث يأوي مخيم الزعتري زهاء 85 ألف لاجيء سوري فتشير بيانات صندوق السكان إلى أن 75 "ناجيا" من أعمال العنف على أساس النوع يحصلون على خدمات من الصندوق شهريا.
وقال دان بيكر المسؤول الإقليمي بصندوق السكان في سوريا إن من المستحيل الحصول على بيانات عن أعمال العنف المماثلة في سوريا في الظروف السابقة للأزمة لمقارنة هذه الأرقام بها وإنها لا تثبت أن الاغتصاب يستخدم بصورة ممنهجة كسلاح في الحرب في سوريا.
ويصعب جمع البيانات لأن الضحايا يشعرون غالبا بالخوف أو الخجل فلا يطلبون العون ولذا يفترض إلى حد بعيد أن أي أرقام ليست إلا عينة صغيرة من مشكلة أكبر حجما.
وكانت زينب حواء بانجورا ممثل الأمم المتحدة الخاص لشؤون العنف الجنسي خلال الصراعات ذكرت سابقا أن ثمة شبهات "قابلة للتصديق" في أن قوات موالية للحكومة السورية ارتكبت أعمال عنف جنسية وجرائم اغتصاب بصورة ممنهجة.
وقالت لانييس كولينز المتحدثة باسم مكتب بانجورا إن الخوف من العنف الجنسي كان أحد الدوافع الرئيسية للنزوح من الديار في سوريا في العامين الأولين للصراع.
وأضافت أن العار الذي يصم ضحية الاغتصاب دفع بعض العائلات إلى قتل بناتها في جرائم بدافع الشرف.
واستطردت "لذا فالإحصاء بالغ الصعوبة. لكن حتى مع الأعداد التي لدينا والشهادات التي سجلت والمعلومات التي جمعناها نشعر بالفعل بأن هذا ليس إلا قمة جبل الجليد رغم آلاف البلاغات كما أن هذه ليست سوى الأعداد المؤكدة."
وذكر بيكر أن ثمة أدلة شفهية تشير إلى أن العنف الأسري يتفاقم خصوصا بين النازحين داخليا في سوريا الذين يبلغ عددهم ستة ملايين و500 ألف شخص يعيشون في مراكز مؤقتة للإيواء وبين اللاجئين في دول مجاورة ويبلغ عددهم مليونين و300 ألف سوري.
وأضاف أن كثيرا من الآباء يعجلون فيما يبدو بتزويج بناتهم بعد أن يصبحوا لاجئين.
وقال "يشعرون أنهم إذا وجدوا أحدا خصوصا إذا كان رجلا أكبر سنا يستطيع حمايتهن فقد أدوا ما عليهم من مسؤولية وأن الفتاة ستحظى بقدر أكبر من الحماية."
لكن كولينز ذكرت أن كثيرا من الرجال الذين يتزوجون فتيات في مثل هذه الظروف يستغلونهن في واقع الأمر فيما يعرف "بالاستعباد الجنسي".
وقالت "ثمة علاقة بين العنف الجنسي خلال الصراع والجريمة المنظمة والعابرة للحدود."
من توم مايلز
(اعداد عماد ابراهيم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)