في إحدى أبرز مباريات الجولة الحادية والعشرين من دوري الدرجة الأولى الإيطالي "السيري آ"، تمكن ميلان من قلب الموازين وتحويل تأخره المبكر بهدف نظيف إلى فوز في آخر عشر دقائق بهدفين لهدف على مضيفه كالياري، وذلك على ملعب سان إليا بجزيرة سردينيا في مباراة لم تنقصها الإثارة والفرص الضائعة خاصة من جانب الفريق الأحمر والأسود.
أقلق ماركو أميليا زملاءه مبكرًا في الدقيقة الثانية حين أرسل تمريرة قصيرة لأوربي إيمانويلسون خطفها المهاجم ماركو ساو، ليرسل عرضية قصيرة لزميله أندريا كوسُّو الذي راوغ داخل منطقة الجزاء قبل أن يصحح حارس ميلان خطأه وينقض على الكرة التي كاد صانع ألعاب الروسُّوبلو يسددها في المرمى.
رد ميلان بعد ثلاث دقائق بعد أن خطف كاكا الكرة من دانييلِّي ديسِّينا ليمررها إلى ماريو بالوتيلِّي الذي حول الكرة لليسار، حيث روبينيو الذي مهد الكرة داخل منطقة الجزاء لكن لم يركز في التسديد فوضعها بجانب القائم الأيسر. مرت خمس دقائق أخرى قبل أن يعود الروسُّونيري بفرصة هجومية أخرى إثر عرضية من ماتيا دي شيليو وصلت لسوبر ماريو الذي سددها باتجاه الزاوية اليُسرى، غير أن الحارس الصربي المخضرم فلادا أفراموف تصدى لها في الوقت المناسب.
حاول بالوتيلِّي مرة أخرى في الدقيقة السادسة عشر بعد أن استل تمريرة بينية من روبينيو ليراوغ دفاع كالياري ويسدد من الجهة اليُمنى داخل منطقة الجزاء كرة قوية للغاية، لكن أفراموف عاد ليقف في وجهه وأبعد الخطر عن يساره، في وقت بدا فيه أصحاب الضيافة خائري القوى بعد بداية سريعة ولم يظهر رفاق ماوريسو بينيا هجوميًا سوى عبر عرضية غير مكتملة من اليمين سددها دانييلِّي كونتي من خارج المنطقة لتصطدم بدانييلِّي بونيرا، قبل أن يتابعها ألبين إيكدال بتسديدة أرضية قوية مرت بجانب القائم الأيمن.
إلا أن الدقيقة التاسعة والعشرين شهدت إحراز هدف التقدم لكالياري في ثاني لقطة يظهر فيها حارس ميلان أميليا، وذلك بعد أن ارتكب الأخير هفوة فادحة في التمرير أوصلت الكرة إلى أقدام بينِيَّا الذي أرسلها على الفور عرضية إلى داخل منطقة الجزاء، حيث ماركو ساو الذي راوغ ببراعة شديدة أميليا وبونيرا ثم سدد بسهولة الكرة بيمناه في المرمى الخالي من حارسه.
لم يتمكن الروسُّونيري من تغيير الوضع فيما تبقى من وقت في الشوط الأول، واكتفى لاعبوه بشن هجمات غير تامة عدا تلك المحاولة الخطيرة للغاية التي سنحت لكييسوكي هوندا في الدقيقة الأربعين عبر عرضية من دي شيليو سددها الياباني من منصف منطقة الستة برأسه في الجهة اليُمنى، ليعود أفراموف للتألق مرة أخرى ويطير ليذود عن مرماه ويبعد الكرة.
في شوط المباراة الثاني تراجع كالياري للخلف للدفاع عن مرماهم بينما واصل الضيوف مسلسل إهدار الفرص، ففي الدقيقة الرابعة والخمسين أرسل كاكا من اليمين عرضية مرت من هوندا لتصل إلى بالوتيلِّي الذي فاجأ زملاءه بتسديدها عالية بجانب القائم الأيسر، وبعد خمس دقائق أساء هوندا استغلال فرصة صنعها لنفسه بالتعاون مع روبينيو، بعد أن تبادل التمرير مع البرازيلي في الرواق الأيسر قبل أن يجد نفسه داخل منطقة الجزاء دون رقابة ليسدد الكرة برعونة كبيرة فوق المرمى.
مع مرور الوقت وجد المدرب كلارنس سيدورف نفسه مضطرًا لإجراء التبديلات وتنشيط الهجوم، فأخرج روبينيو وأشرك جيامباولو بادزيني أملًا في إحراز هدف التعديل، لكن في الدقيقة الثالثة والسبعين كاد بينيَّا أن يفاجئ الجميع بهدف رائع بعد أن تبادل التمرير مع البديل ماتياس كابريرا قبل أن يسدد من زاوية صعبة للغاية في الجهة اليُمنى داخل منطقة الجزاء كرة رائعة وقوية للغاية مرت مباشرة بجانب القائم الأيمن ببضع سنتيمترات.
ازداد ضغط "إل ديافولو" على مرمى أفراموف وبدأت العديد من الكرات تتاح للفريق على حدود منطقة الجزاء، وقد حصل بالوتيلِّي في الدقيقة الحادية والثمانين على ركلة حرة من مسافة بعيدة سددها أرضية قوية لكن بجانب القائم الأيمن، قبل أن ينجح في المحاولة التالية في الدقيقة السابعة والثمانين حين سدد ركلة حرة من الجهة اليُسرى مقوسة بشكل مثالي في الزاوية اليُمنى لمرمى أفراموف.
وكما وقف الحارس الأسبق لفيورنتينا عاجزًا عن منع ميلان من إحراز الهدف الأول، عجز صاحب الأربعة والثلاثين عامًا عن القيام بأي شيء في الدقيقة التاسعة والثمانين حين سجل الروسُّونيري الهدف الثاني عبر ركلة ركنية أرسلها هوندا لبادزيني الذي أثبت أنه قناص من العيار الثقيل بعد أن سدد الكرة العالية بقدمه بطريقة رائعة أشبه بالمقصية في الزاوية اليُسرى للمرمى الأحمر والأزرق، لينتهي اللقاء بفوز الضيوف بهدفين لهدف ويصعد ميلان للمركز العاشر برصيد 28 نقطة، بفارق خمس نقاط فقط عن الإنتر صاحب المركز الخامس الذي تعادل سلبيًا مع كاتانيا. فيما تراجع كالياري إلى المركز الرابع عشر برصيد 21 نقطة.