الحب والرعاية والتضحية والإيثار والإلتزام المتبادل، هي أهم ما يضمن نجاح الزواج وديمومته، وعكس ذلك من أنانيةٍ ومشاعر سلبيةً سيكون مؤشراً مخيفاً لزعزعة العلاقة الزوجية الزوجية أو انتهائها لا سمح الله.
ولا تعتبر هذه الصفات من الأشياء الخيالية فى الزواج، فهي مقوماتٌ وأساسياتٌ تتطلب الوجود والتطبيق لضمان زواجٍ ناجحٍ ومتكافئ.. فالإيثار والرعاية المتبادلة بين الزوجين تؤدي إلى ازدهار العلاقة الزوجية ونموها نمواً سوياً قوامه الحب والأيثار والبعد عن الأنانية وحب الذات.
فالأنانية تؤثر سلباً على الزواج كما أنها تثقل كاهل العلاقة بالكثير من التوقعات التي غالباً ما تقوم على افتراضاتٍ غير منطقيةٍ، مما قد يؤدي إلى الكثير من المشاكل الزوجية نتيجة الأنانية المفرطة لأحد الزوجين، فإذا كنتِ أو كنتَ تعاني ذلك، فتعالوا لتتعرفوا على كيفية التغلب على أنانية الشريك:
- إن القاتل الأول لمعظم العلاقات الزوجية هو عدم التواصل بين الزوجين بشكلٍ سليم، وهذه حقيقةٌ يجهلها الكثير من الأزواج.
فالمصارحة مفتاحٌ لحل الكثير من المشكلات كونها تقضي على الغضب والإحباط والتردد في السؤال، فيتمكن كل طرفٍ من التعبير عن نفسه وارائه بشكلٍ فعالٍ تجنباً لسوء الفهم
- الثقة المتبادلة بين الشريكين أمرٌ حيويٌّ لزواجٍ ناجحٍ، فإذا شعر أحدكما بوجود طرفٍ أنانيٍّ مع الآخر فلا بد من وجود الحل، دون أن يلجأ الطرف المتضرر لأسلوب التجاهل أو إثارة المشاكل، فليس أفضل من العطاء بقدرٍ مناسبٍ وثابتٍ، حتى يشعر الطرف الأخر بالتعود على هذا المقدار، دون إثارة أي مشاكل يشعر خلالها الطرف الأناني بأنه افتقد شيئاً من الشريك.
- لا بد من أن يفهم كلا طرفي العلاقة الزوجية أن الزواج علاقةٌ قائمةٌ على العطاء المتبادل، سواء العطاء المادي أو المعنوي، وبدون العطاء قد يصاب الزواج بالتجمد، فالأنسان الأناني يشعر بأن عطاء الطرف الآخر هبةٌ لن تنضب، فيتناسى واجبه في رد هذا العطاء ليبقى منتظراً المزيد دون أن يرّد بمقابلٍ.
وفي هكذا حالة لا بد من إشعار الطرف الأناني أن العطاء مشروطٌ بعطاءٍ، و يشترط تواجده ولو بقدرٍ ضئيلٍ حتى تدب الحياة مرةً أخرى في الزواج.
- الأنانية طبعٌ قد يكون نشأ مع الطفولة، وتغيير هذا الطبع يعد تعديلاً في السلوك، فلن يكن بين ليلةٍ وضحاها، لذا لا بد وأن تدرك أن المهمة قد تكون صعبةً للغاية، ولا بد من الصبر والأرادة، والقدرة على التحمل، والوقوف بجانب الشريك الأناني قدر الإمكان من خلال اشعاره بالعطاء وقيمته، ثم الحرمان منه لأشعاره بأهمية العطاء وتأثيره في النفس الإنسانية، سواء بالأخذ أو العطاء.
ولكي تستطيع مساندة الشخص الأناني، لا بد من تعليمه كيفية العطاء الذي لم يعتاد عليه من خلال تقبل كل ما يستطيع تقديمه، سواء مادياً أو معنوياً بصدرٍ رحبٍ؛ فقد تكون هذه خطوةٌ على طريق العطاء فلا يجب الإستهانة بها والحط من قدرها.
- يعاني الشخص الأناني من نفسه، رغم شعور المحيطين عكس ذلك، فهو دائم الطلب، وغير قادرٍ على العطاء بطريقةٍ لا إرادية؛ فهو يعلم جيداً أنه قد يؤذي مشاعر الأخرين، فهو بحاجة الى المساعدة والتقبل، والتشجيع على العطاء، ولكن حذاري من إثارة المشاكل بشأن هذا الموضوع؛ فأستمرار عطاء الشريك، مع اللين في الحديث، ومحاولة كسب ثقة الشريك الأناني هي أكثر الطرق فاعلية في التغلب على الأنانية.
إن قليلاً من التروّي وكثيراً من الصبر، هذا ما يتطلبه نجاح الحياة الزوجية، التي حتماً ستؤدي إلى التخلص من كل المشكلات والأسباب التي قد تؤدي إلى وجود خلافاتٍ أو تصرفاتٍ وعاداتٍ سيئةٍ بين الزوجين، بما في ذلك التخلص من أنانية الشريك.