الصحافة الأمريكية: الإضرابات العمالية تقف وراء استقالة حكومة الببلاوى.. ما بين مصر وأوكرانيا فإن "الانقلاب" فى عين ناظره
كريستيان ساينس مونيتور
الإضرابات العمالية تقف وراء استقالة حكومة الببلاوى
قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، إن الإضرابات العمالية الواسعة فى أنحاء مصر، والتى وصلت إلى إضراب سائقى النقل العام، مما دفع الجيش للدفع بأتوبيسات بديلة لنقل المواطنين إلى أعمالهم، ربما تقف وراء استقالة حكومة رئيس الوزراء حازم الببلاوى.
وتشير الصحيفة الأمريكية فى تقرير الجمعة، إلى أن الحركة العمالية فى مصر ازدادت قوة على مدى العقد الماضى، فلقد أدى الإضراب العام الذى دعت إليه الحركات العملية فى الأيام الأخيرة من ثورية يناير 2025، إلى تسريع إنهاء حكم الرئيس حسنى مبارك.
ويقول الاقتصاديون إن المشكلات الاقتصادية التى تواجهها مصر عميقة جدا، لذا فليس من المرجح أن يستطيع الرئيس القادم، الذى من المقرر انتخابه أبريل المقبل، والذى ربما يكون المشير عبدالفتاح السيسى، قادرا على تلبية المطالب المتزايدة، ووضع حد للفساد والمحسوبية وتدنى الأجور.
وفى أحدث موجة من الإضرابات التى تشكل واحدة من الضغوط على مصر، فربما تكون قد ساهمت فى الاستقالة الجماعية لمجلس الوزراء المؤقت هذا الأسبوع.. فالإضرابات هى أحد أعراض الألم الاقتصادى المتزايد لدى ملايين المصريين، والذى سيكون من الصعب على الحكومة المقبلة معالجته.
ونقلت الصحيفة عن على فتوح، أحد قياديى إضراب هيئة النقل العام فى القاهرة، قوله "إن مجلس الوزراء لم يستقل ولكنه هرب"، مضيفا: "لقد وعدونا بأمور لم يستطيعوا تحقيقها". وكان الببلاوى قد حاول القول ضمنيا فى بيان الاستقالة إن فشل الحكومة ليس خطأ السياسيين وحدهم، ولكن الوقت قد حان للجميع أن يضحى من أجل خير البلاد.
وول ستريت جورنال:
ما بين مصر وأوكرانيا فإن "الانقلاب" فى عين ناظره
فى ظل تضارب المسميات بين ما يجرى فى أوكرانيا ومصر، تحدثت صحيفة وول ستريت عن جدلية الاختلاف بين الثورة والانقلاب، مشيرة إلى أن الواقعية السياسية، تؤكد أن الانقلاب هو فى عين الناظر.
وأوضحت الصحيفة أن من يدعمون الإطاحة بالحكومة يرون أن سقوطها ثورة، لكن الأنصار ممن يتعاطفون مع الحرس القديم يطلقون على ذلك التحرك "انقلاب".. ويتضح ذلك فى المثالين الآخرين وهما مصر وأوكرانيا.
وتضيف أنه بعد الإطاحة بالرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش وهروبه إلى شرق البلاد، الأسبوع الماضى، ظهر على شاشات التليفزيون واصفا ما يحدث بأنه انقلاب على شرعيته كرئيس ديمقراطة.. بينما وصفت المعارضة ووسائل الإعلام الغربية ما يجرى بأنه ثورة.
وبالمثل، عندما أطاح الجيش المصرى بالرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين من السلطة، فإنه وأنصاره الإسلاميين سرعان ما وصفوا ما حدث بأنه انقلاب، بينما وصفت أحزاب المعارضة التحرك بأنه ثورة، ولا يمكن أن يمثل انقلابا عسكريا.
وتوضح الصحيفة أن "الانقلاب" يتطلب إطاحة مفاجأة للسلطة الحاكمة دون أى إجراءات تشريعية، والتحرك يفتقر للدعم الشعبى أو على الأقل يفتقر للاهتمام بشأن تأمين إرادة الشعب.
وتعود أصول مصطلح "الانقلاب" الذى يعنى ضربة ضد الدولة، إلى لحظتين شهيرتين فى التاريخ الفرنسى، الأولى عام 1799، عندما وصل نابليون بونابرت إلى السلطة عن طريق الإطاحة بالمجلس الذى كان يدير فترة ما بعد الثورة، والثانية عام 1851 عندما نصب "لويس" ابن شقيق نابليون، نفسه كديكتاتور.. لكن عموما فإن الانقلاب هو فى عين ناظره.
اليوم السابع