الصحف الأمريكية: بوتين ارتكب خطأ سيكون له تداعيات كارثية بغزوه لمنطقة القرم.. التدخل الروسى بأوكرانيا يشكل أزمة جديدة لإدارة أوباما.. موسكو ردت باستخفاف على تهديدات الغرب بطردها من مجموعة الثمانية
واشنطن بوست:بوتين ارتكب خطأ سيكون له تداعيات كارثية بغزوه لمنطقة القرم فى أوكرانيا
تصدرت التطورات المتعلقة بأوكرانيا اهتمام الصحيفة اليوم، وقالت إن رئيس الوزراء الأوكرانى الجديد دعا الرئيس الروسى إلى سحب قواته التى تواصل إحكام قبضتها على شبه جزيرة القرم فى أكرانيا، فى الوقت الذى وقف فيه الجنود الروس فى مواجهة نظرائهم الأوكرانيين أمس الأحد، حيث يراقب بعضهم البعض عبر بوابة مغلقة فى إحدى المنشآت العسكرية فى منطقة القرم، فى الوقت الذى يتساءل فيه السكان والغرب عن مقاصد موسكو ونواياها فى أوكرانيا، بينما قام المسئولون فى كييف بإصدار أمر استدعاء للمجندين الاحتياطيين بالجيش.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسئولين الغربيين من بينهم وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، كانوا واضحين فى استنكارهم للتدخل الروسى فى أوكرانيا وحذر كيرى من أن الشعب الأوكرانى لن يظل صامتا على هذا، مضيفا أنهم يعرفون كيف يقاتلون.
ووعد كيرى ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبى بأنه سيكون هناك رد قوى على قرار روسيا "غزو" أوكرانيا، بحسب تصريح لكيرى فى مقابلة أجراها مع شبكة "إيه بى سى" الأمريكية.
والتزم بوتين الصمت أمس الأحد، فى الوقت الذى قال فيه رئيس وزراء أوكرانيا المؤقت أرسنى ياتسينيوك، إن بلاده على شفا كارثة.
وفى تعليق له على التطورات الأوكرانية، قال الكاتب الأمريكى البارز ديفيد اجناتيوس، إن بوتين قد ارتكب خطأ بغزوه منطقة القرم، ليصعد أزمة لبلاده والتى ظلت تختمر على مدار أشهر.
وربما كان مفيدا لو استطاع الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن يثنيه عن ارتكاب هذا الخطأ، إلا أن الخطوة التى قام بها بوتين فى شبه جزيرة القرم تنبع على ما يبدو من سوء تقدير أعمق بشأن التراجع عن العملية التى أدت فى النهاية إلى انهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991.. وكلما مضت روسيا فى تلك الإستراتيجية الانتقامية، كلما تفاقمت مشكلاتها.
ويضيف اجناتيوس عن حنين الزعيم الروسى للماضى كان واضحا فى أولمبياد سوتشى.. وحسبما قال ديفيد ريمنيك فى مجلة نيويوركور، فإن بوتين يعتبر أن انهيار الاتحاد السوفينى خطأ مأسوى، وقد كانت الأولمبياد احتفالا برؤيته بأن روسيا القوية تعود.
وهذا الاتجاه دفع بوتين إلى ما وصفه كيرى أمس بأن عمل عدوانى وقح، وانتهاك للالتزامات الدولية.. ورغم دعوة كيرى له بالتراجع، إلا أن بوتين لن يتبع مشورته على الأرجح.. وكلما سعى بوتين إلى تأكيد قوة روسيا، فإنه سيسلط الضوء أكثر على ضعفها.
ويتابع اجناتيوس قائلا "إن روسيا تحت قيادة بوتين ربما ترتكب مزيدا من الأخطاء، وربما نرى سلسلة من الأخطاء التى تدفع بالقوات الروسية نحو مزيد من العمق فى أوكرانيا وتمهد لحرب أهلية.. ومثل هذا النوع من سوء التقدير يؤدى إلى تداعيات كارثية، وربما يكون أوباما حكيما فى السعى إلى دحر العدوان الروسى دون أن يحدد بشكل واضح للغاية مدى التصعيد الأمريكى.. لكن ينبغى أن يتفق الأمريكيون والأوروبيون على أن هذا أمر يتعلق بانتهاك بوتين للنظام الدولى.
كريستيان ساينس مونيتور:سفير واشنطن فى سوريا يقدم تقييما قاتما للحرب الأهلية بعد تقاعده
قالت الصحيفة إن السفير الأمريكى فى سوريا الذى أعلن تقاعده مؤخرا، قدم تقييما قاتما للحرب الأهلية السورية فى أول تصريحات له منذ تقاعده عن عمله الدبلوماسى هذا الأسبوع.
وتحدث روبرت فورد فى مؤتمر بجامعة توفتس الأمريكية عن الفشل فى احتواء الحرب الدموية، وحمل الجزء الأكبر من اللوم للرئيس السورى بشار الأسد والداعمين الدوليين لحكومته، فى إشارة إلى روسيا.
وحذر فورد خلال حديثه من أن المعارضة المنقسمة، ووجود مقاتلين متأثرين بالقاعدة فى أرض المعركة ومخاوف الأقليات عوامل تمثل وصفة لصراع مطول.
وحمل فورد مسئولية فشل جولتين من المفاوضات للتوصل إلى حل سلمى للأزمة السورية فى جنيف على النظام، وتحدث عما قاله مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمى، الذى قال عنه إنه يتمتع بخبرة عقود فى المفاوضات على المراحل الانتقالية ووقف إطلاق النار وعلى التسويات السياسية.. وقال فورد "إن الإبراهيمى كان واضحا بشأن طبيعة المشكلة"، فقال إنها خطأ الجعفرى تماما، فى إشارة إلى مبعوث سوريا للأمم المتحدة بشار الجعفرى، الذى قاد وفد النظام السورى فى محادثات السلام.. وكشف فورد عن أن أغلب المناقشات التى تمت خلف الأبواب المغلقة كانت عبارة عن إلقاء النظام إهانات لوفد المعارضة، والقول بشكل أساسى أنه ليس تمثيليا.
وتابع فورد قائلا إن قاعدة دعم الأسد العلوية مهزوزة بشكل كبير على ما يبدو، مشيرا إلى تنظيم مظاهرات معادية للحكومة حتى فى مسقط رأس عائلة الأسد. وما يمنع العلويين والأقليات الأخرى من الفرار هو خوف حقيقى من أن يتم ذبحهم على يد الإرهابيين الأجانب فى حال سقوط الأسد.
من ناحية أخرى، أكد فورد على عدم إمكانية حدوث تفاوض حقيقى فى ظل استبعاد الجماعات التى تحمل السلاح، مشيرا إلى أن أربعة من ممثلى تلك الجماعات المسلحة كانت موجودة فى محادثات جنيف، وهى ليست الجماعات الإرهابية.
نيويورك تايمز:التدخل الروسى فى أوكرانيا يشكل أزمة جديدة لإدارة أوباما
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن أمس الأحد كان يوما حافلا بالرسائل، حيث كان القادة الغربيون والأوكرانيون يحاولون إثناء الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن السعى نحو تكريس سطوته وغزو شرق أوكرانيا، حيث عملت القوات الروسية والمتعاطفون معهم فى شبه جزيرة القرم على نزع السلاح، أو تحييد أى مقاومة أوكرانية هناك.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن ما بدأ فى أوكرانيا قبل ثلاثة أشهر كاحتجاجات ضد حكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، تحولت الآن إلى مواجهة كبرى تذكرنا بالحرب الباردة، وإلى تحدى كبير للاتفاقات الدولية بشأن حرمة حدود ما بعد الاتحاد السوفيتى.
وتضيف أن التوغل الروسى يشكل أيضا أزمة جديدة لإدارة أوباما التى احتضنت الحكومة الجديدة فى كييف، لكنها تجد نفسها الآن فى مواجهة غزو مستتر فى أوكرانيا.. وقد أدان وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى الانتشار العسكرى الروسى فى القرم ووصف العمل بأنه "عمل عداون لا يصدق" محذرا بأن تداعياته ستكون خطيرة جدا.
وفيما هددت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية بعزلة روسيا وطردها من مجموعة الدول الثمانية الكبار، وإلغاء قمة الثمانية المقررة فى مدينة سوتشى الروسية، هذا الشهر، فإن الرد الروسى جاء باردا حيث قال ديمترى سيكوف، المتحدث باسم بوتين، باستخفاف: "هذا لا ينقص من روسيا وإنما سينقص من مجموعة الثمانية".
اليوم السابع