كان الحبيب تفداه روحي صلى الله عليه وسلم يقول لبلال: أرحنا بها يابلال..
الصلاة التي أسقطها البعض كسلاً أو قام إليها متذمراً، والمسكين لا يعلم أنها سبباً للراحة النفسية والبدنيه..
تغرقنا الهموم و مشاغل الدنيا، بل أحياناً قد لا نحظى بوقت لنجلس مع أحبتنا أو نقرأ وردنا اليومي، في وسط هذا الزحام ..
كيف تجعل من الصلاة سكناً لك؟
كيف ترتاح في الصلاة؟
حتى تصل إلى الراحة التي كان الحبيب صلى الله عليه وسلم ينادي بلال حتى يؤذن لها، عليك قبل كل شيء أن تزرع في قلبك النية الصادقة الخاشعه لله تعالى، وكأنك تمسح عن قلبك غشاوة الدنيا وتزيل عنك غبارها.. ثم إبدأ!
ليس الغرض من الصلاة الوقوف وأداء حركاتها ثم التسليم وانتهينا، الصلاة تذلل بين يدي الله، فيها تسبح وتحمد وتهلل وتشتكي لله ضعف حيلتك..
في طريقك إلى المسجد، ردد دعاء الذهاب إلى المسجد واستشعر معانيه، تخيل النور الذي يحيطك وتسأل الله أن يرافقك للآخره عند الصراط...
يفضل قبل أن تدخل في الصلاة أن تأخذ وقت لتصفية الذهن على الأقل لدقيقة واحد ارح بها عقلك من التفكير بأمور الدنيا، و لا تتكلم أو تفكر في شيء آخر غير الصلاة، أغلق ماحولك من أشياء قد تؤثر على خشوعك في الصلاة كالتلفاز و الهاتف و نحوها..أغمض عينيك وخذ نفساً عميقاً أخرج به مافي قلبك من هموم أرهقت كاهلك ثم ادخل بصلاتك ..
مع" الله أكبر" تفتح باب من أبواب السكينة ولكن قبل أن "تفضفض" و تدخل في جلسة الراحه النفسيه عليك أن تطرق باب رب العالمين بتأدب يليق به سبحانه فتقول مستفتحاً: "سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك" أو غيره من أدعية الإستفتاح، ثم تتلو سورة الفاتحه بقلب مطمئن خاشع، واختر السور التي تجدها مؤثره أو محببه إليك ..
مع الركوع.. تخيل أنك تلقي بأثقال الدنيا من على كتفك إلى من يسمع الشكوى ويجيب المضطرين رب العالمين وكذا في سجودك بين يديه تستسلم لله تعالى في جميع امرك..
ومع كل حركه استحضر قوله تعالى:"استعينوا بالصبر والصلاة "..
بعدها سيعز عليك أن تختم صلاتك بالتسليم من الراحة التي دخلت إلى قلبك..
إذا لم يدخل قلبك الارتياح فردد دبر كل صلاة :"الله أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"
"أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"
بحفظ الله ورعايته ..