تعلق جماهير العاصمة الإسبانية ريال وأتليتكو آمالا كبيرة على نهائي أبطال أوروبا السبت المقبل في لشبونة، فهي للأول فرصة لتعزيز رقمه القياسي، وللثاني تتويج أول بالبطولة الغالية، وثانٍ هذا الموسم بعد الدوري.
فقبل أربعين عاما كانت المرة الوحيدة التي خاض فيها لاعبو أتليتكو -المحاربون- نهائي هذه البطولة القارية ولم تكن نهايتها سعيدة، مما يجعل الأجيال الجديدة من أنصارهم تتطلع لرؤية أبطالهم الذين توجوا بالليغا السبت الماضي بعد 18 عاما من الانتظار يحققون نصرا عظيما على جارهم اللدود يكون بمثابة إنجاز تاريخي على أعلى مستوى أوروبي وضد 'الغريم الأبدي'.
في المقابل، اعتاد مؤيدو الريال على تتويجات نجوم 'الميرينغي' بالكأس الأوروبي، ففريقهم هو صاحب الرقم القياسي في أوروبا في إحراز الكأس القارية (تسع مرات) إلا أن صبرهم طال هذه المرة في انتظار الكأس العاشرة التي يتوقون لإحرازها بعد 12 عاما من 'جفاف الألقاب' الذي أصاب ناديهم في هذه البطولة.
وتكتسي هذه المباراة أهمية خاصة لمحبي فريقي العاصمة الإسبانية، فالريال وأتليتكو يتنازعان زعامة الكرة المدريدية خصوصا والإسبانية عموما، والخصومة بين أنصارهما شديدة، إلى حد أنها تستدعي اتخاذ أعلى الترتيبات الأمنية عند إقامة 'دربي' مدريد.
وبما أن الكثير من مشجعي الفريقين لن يتمكنوا من السفر إلى لشبونة لحضور نهائي الأبطال طرحت فكرة لنصب شاشات ضخمة في قلب العاصمة الإسبانية، بيد أن المخاوف من تصرفات بعض 'المتعصبين' من الجانبين أدت إلى إلغاء الفكرة، نظرا للأهمية التاريخية التي يوليها الجانبان لنتيجة هذا 'النزال' الأوروبي الأعظم الذي بات 'مدريديا بحتا' هذا الموسم بحكم هوية الخصمين.
صديقان عدوان
والتقت الجزيرة نت بصديقين حميمين، إلا أن كلا منهما كان يرتدي قميصا مخالفا لصديقه وينتمي لأحد 'الأخوين اللدودين'، ريال وأتليتيكو. وقال مشجع 'الروخيبلانكوس' دانييل أندريس إن هذه المباراة ستكون 'حربا' بين أنصار الفريقين إلا أن الصداقة يجب أن تسود مهما كانت النتيجة.
ورد صديقه مشجع 'الميرينغي' فالنتين غوتييريث بالقول إن التنافس بين فريقي العاصمة الإسبانية عظيم، خاصة إذا كان الصراع على نهائي بطولة أوروبا، ولهذا سيكافح الفريقان حتى آخر لحظة لتحقيق النصر، وستكون مدينة مدريد منقسمة على نفسها خلال هذا 'الصراع'، إلا أن الصداقة يجب أن تكون فوق كل اعتبار مع نهاية اللقاء.
وعن مشاعره قبل المباراة قال أندريس إن مشجعي أتليتكو 'يولدون وهم أتليتكيون'، ومن الصعب أن يصفوا أحاسيسهم تجاه فريقهم لأنها 'عصية على الوصف'، ولهذا فهم أفضل أنصار لفريق رياضي في إسبانيا كلها وأكثرهم حماسا لفريقهم ونجومهم، وكل هذه المحبة النابعة من القلب هي التي تدفع اللاعبين -ومن ورائهم المشجعين- إلى تحقيق الفوز مباراة بعد أخرى.
وعن توقعاته 'لموقعة لشبونة' يوم السبت القادم ضد ريال مدريد، قال أندريس 'إننا واثقون بالمدرب دييغو (تشولو) سيميوني وبلاعبيه لأننا نعلم أنهم سيعطون كل ما لديهم من جهد وطاقة في الملعب للتغلب على ريال.. ستكون مباراة تاريخية لأتليتكو، واللاعبون يحملون ذلك الشعور في قلوبهم وسيبذلون أقصى ما يمكنهم للانتصار لنحتفل جميعا لاعبين ومشجعين بلقب جديد'.
تنافس شديد
أما غوتييريث -مشجع الفريق الملكي- فاعتبر أن نهائي الأبطال مهم لمشجعي الريال، خاصة إذا كان الغريم هو أتليتكو. وقال إن فوز ريال بتسع بطولات أوروبية لا يمنع أنصاره من الطمع في 'كأس عاشرة' لأن المنافسة المهمة بامتياز لريال هي دوري الأبطال، وبعد 12 عاما من الانتظار سيكافح نجوم 'الميرينغي' حتى آخر رمق من أجل نيل البطولة.
وتوقع غوتييريث أن يشهد النهائي تنافسا شديدا، وأن ريال يمتلك فيها درجة أعلى من الأفضلية نظرا لتاريخه الطويل من الانتصارات بتلك البطولة -على عكس أتليتكو-، بيد أن درجة اللياقة البدنية لكل من الفريقين ستكون عاملا حاسما.
واختتم غوتييريث بالقول إن لدى ريال لاعبين على درجة أعلى من المهارة التقنية، بيد أن أتليتكو تحت قيادة مدربه الشاب المحنك يلعب جيدا كفريق وككتلة واحدة، وسيخوض تلك المباراة وهو في درجة أفضل من اللياقة البدنية من غريمه الملكي، ولهذا سيكون اللقاء على قدر مرتفع من التنافسية والإثارة.
الجزيرة