إن دين االإسلام هو دين الوسطية والإعتدال، فلايحرم أي فعل أو شيء عبثاً، أو ليصعب على الناس حياتهم، إنما هو دينٌ سامٍ وقد نزل على النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) ليسهل حياة الناس بين وينشر العدل والمساواة بينهم على جميع الأصعدة.
إن الله سبحانه وتعالى أبدع في خلق الإنسان وكرمه على سائر المخلوقات، فقال في كتابه الكريم: " لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ" (صدق الله العظيم) .. الآية (4) ، سورة التين. ومن ذلك التكرين أن الله تعالى جعل الإنسان خليفة له في الأرض وأعطاه كل السبل لإعمار الأرض والعيش في حياة كريمة، كما أن أعطاه العقل ليميز فيه الخير من الشر، كما أنه لم يخلق الإنسان ليكون آلة في الإرض إنما خلقه للعبادة كما قال الله تعالى :" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ". (صدق الله العظيم) الآية 56/ سورة الذاريات.
فالرسم إذا كان يعنى به رسم الأشجار والغيوم والجبال وعالم الكرة الأرضة أجمع مما ليس له روح فإن ذلك الرسم ليس فيه حرج، إنما رسم المخلوقات التي تدب فيها الأروح فهي حرام ولا تجوز، وهي من كبائر الذنوب.. ومن بعض ما يؤكد ذلك هو قول أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها)، فقالت: "دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا متسترة بقرام فيه صورة، فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه، ثم قال: إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله. وفي رواية: إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور". (رواه مسلم والبخاري).
وكما ذكر سابقاً أن دين الإسلام هو يسر وليس عسر، فإنه أجاز رسم ذوات الأرواح للأغراض التعليمية، فيجب أن تقتصر هذه الرسومات على ما هو موجه لتعليم الأطفال، كالقصص التلفزيونية التي تحث الأطفال على تعلم الأخلاق والفضائل والآداب الإسلامية، أو لدراسة العلوم والطب فهذا يعود في المنفعة للإنسان ليستطيع الطبيب وأصحاب المهن المماثلة من المساعدة في إبقاء العنصر البشري على البقاء في قضائه على المرض... والله أعلم.