أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي العشر الاوائل من ذى الحجه فضل العشر اوائل من ذى الحجه

العشر الاوائل من ذى الحجه فضل العشر اوائل من ذى الحجه

شهر ذي الحجة



إن أحب الأشهر إلى الله تعالى الأشهر الحرم، وأحب أشهرها إليه شهر ذي الحجة، وأفضل أيام ذي الحجة العشر الأول، التي أقسم الله بها في كتابه تبارك وتعالى، فقال: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:1-2].


قال ابن عباس ومجاهد ومقاتل وغيرهم: هي عشر ذي الحجة. وهي أفضل أيام الدنيا كما جاء ذلك عن النبي حيث قال: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر"[1]. وقال : "ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير"[2].



ومن فضائل العشر من ذي الحجة:
1- أن الله أقسم بها في كتابه العزيز، حيث قال سبحانه: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:1-2].

2- ومن فضائلها أن الله أمر فيها بكثرة التسبيح التهليل والتكبير والتحميد فيها.

3- ومن فضائل العشر أن فيها يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، فإذا قدم الحاج إلى مكة يوم الثامن فإنه يتجه إلى مِنى ليبقى بها إلى اليوم التاسع فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصراً بلا جمع، ويبقى بها حتى يصلي صلاة الفجر يوم التاسع من ذي الحجة، والمبيت بمنى يوم الثامن سنة من سنن الحج، ينبغي للمسلم فعلها وعدم تركها.

4- ومن فضائل العشر أن فيها يوم عرفة، وهو الركن الأعظم من أركان الحج، الذي لا يتم الحج إلا به؛ فـ "الحج عرفة" كما قال المصطفى . فعلى الحاج أن يدفع من منى بعد طلوع شمس اليوم التاسع من ذي الحجة متجهًا إلى عرفة فيصلي بها الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، جمع تقديم، بأذان واحد وإقامتين، ثم يتفرغ للدعاء والتضرع إلى الله تعالى في ذلك اليوم العظيم المشهود، ويلحّ على ربه في الدعاء بخشوع وحضور قلب، ويسأل ربه من خيري الدنيا والآخرة، فيقف منكسرًا بين يدي ربه يرجو رحمته ومغفرته، ويخاف عقابه وعذابه، ويحاسب نفسه ويجدد التوبة النصوح، فهو في أعظم موقف بين يدي الله ، ويبقى الحجاج بعرفات إلى غروب الشمس والتحقق من غياب قرصها، والوقوف بعرفة إلى غروب الشمس واجب من واجبات الحج، من تركه ودفع قبل الغروب وجب عليه أن يرجع، فإن لم يرجع وجب عليه دم، ومن أتى عرفة بعد غروب الشمس بسبب الزحام وتعسر حركة المرور أو لأي طارئ كان فيكفيه أقل وقوف يقفه، وفي أي مكان وقف الحاج أجزأه الوقوف؛ لقوله : "وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف". لكن عليه أن يرفع عن بطن عرنة؛ لأنه ليس من عرفة.

5- ومن فضائل العشر من ذي الحجة أن فيها صيام يوم عرفة، فقد سن النبي صيامه لغير الحاج، أما الحاج فعليه أن لا يصوم ذلك اليوم؛ ليتفرغ للدعاء ويتقوى على العبادة هناك. وأما غير الحاج فالمستحب له ألاَّ يترك صيام ذلك اليوم العظيم؛ لقوله : "صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضيةً ومستقبلةً"[3].

6- ومن فضائل العشر أن فيها ليلة مزدلفة، والمبيت بها واجب من واجبات الحج، وتسمى جَمْع والمشعر الحرام، فإذا وصل الحاج إليها بدأ بالصلاة قبل أن يضع رحله فيصلي المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين. ويجب على الحاج أن يبيت بالمزدلفة إلى طلوع الفجر، ثم يؤدي صلاة الفجر فيها وينتظر حتى يسفر جدًّا، ثم يدفع من مزدلفة قبل طلوع الشمس مخالفة للمشركين، الذين كانوا ينتظرون طلوع الشمس ثم يدفعون من المزدلفة، فإذا وصل وادي محسر أسرع السير؛ لأنه واد تعسر فيه الفيل الذي أتي به لهدم الكعبة، وقيل: هو مكان من أمكنة العذاب، وهذه عادة النبي الإسراع في المواضع التي نزل بها عذاب الله بأعدائه كمدائن صالح وديار مدين وثمود. ومن ترك المبيت بمزدلفة وجب عليه دم؛ جبرانًا لنسكه ولا يأكل منه شيء بل يقدمه لفقراء الحرم ومساكينه، ويسن الوقوف في أي مكان منها؛ لقوله : "وقفت هاهنا، وجمع كلها موقف"[4].

أما الضعفاء والمرضى والأطباء ومن يُحتاج إليهم، فلهم الدفع من مزدلفة بعد منتصف الليل، وكذلك من كان مرافقًا لهم.

7- ومن فضائل العشر أن فيها رمي جمرة العقبة وهي القريبة من مكة، فإذا وصل الحاج منى بدأ برمي جمرة العقبة، وقطع التلبية، فيرميها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، ويجوز أن يلتقط الحصى من أي مكان تيسر له، ويستحب أن يرمي الجمرة من بطن الوادي فيجعل الكعبة عن يساره ومنى عن يمينه، وإن رماها من أي مكان أجزأه ذلك.

المهم أن يقع الحصى داخل الحوض، فإن وقع داخل الحوض ثم خرج فالرمي صحيح، أما إذا وقع الحصى في الشاخص -وهو العمود الذي في وسط الحوض- ثم خرجت الحصاة وجب عليه أن يعيدها، ثم بعد ذلك ينحر هديه إن كان متمتعًا أو قارنًا، أما المفرد فلا هدي عليه، ثم يحلق أو يقصر والحلق أفضل، وعليه أن يعمم جميع رأسه بالحلق أو التقصير، والمرأة تقص من شعرها قدر أنملة وهو ما يعادل رأس الإصبع، ثم يحل إحرامه بعد ذلك فيحل له كل شيء حرم عليه بسبب الإحرام إلا النساء، فإذا طاف طواف الإفاضة حل له كل شيء حتى النساء. ألا فاعلموا أيها الناس أن طواف الإفاضة ركن من أركان الحج، لا يتم الحج إلا به، وبعد الطواف يصلي ركعتين خلف المقام إن تيسر وإلا ففي أي مكان، وعلى المتمتع سعي الحج، وكذلك القارن والمفرد إذا لم يكونا قد سعيا مع طواف القدوم، فإذا رمى جمرة العقبة وحلق أو قصر وطاف بالبيت فقد تحلل التحلل الأكبر أو التحلل الثاني، وإذا فعل اثنين من ثلاثة فقد تحلل التحلل الأصغر، ومن حصل منه جماع قبل التحلل الأصغر فقد فسد حجه وعليه أن يكمله ويمضي فيه، ويجب عليه أن يقضيه من العام المقبل، وتلزمه فدية وهي ذبح بدنه، وإن حصل الجماع بعد التحلل الأول فيلزمه ذبح شاة وحجه صحيح.

وبعد تلك الأعمال التي يعملها الحجاج يوم النحر، يرجعون إلى منى فيبيتون بها يوم الحادي عشر والثاني عشر لمن تعجل، والثالث عشر لمن تأخر، فيرمون الجمرات الثلاث كل يوم، بدءًا بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى، يرميها الحاج بسبع حصيات، ثم يقف ويدعو بعد رمي الأولى والثانية، ولا يقف بعد رمي الكبرى وهي الثالثة، ويبدأ الرمي بعد الزوال من كل يوم ولا يجزئ قبله ويمتد إلى طلوع الفجر للضرورة؛ نتيجة للزحام وكثرة الحجاج. والمبيت بمنى أيام التشريق ورمي الجمار واجب من واجبات الحج، من تركه فعليه دم يجبره؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما: "من ترك نسكه أو نسيه فليهرق دمًا". وبعد الرمي يتجه الحاج إلى مكة لأداء طواف الوداع، ومن ثَم الرجوع إلى بلده، إلا أن طواف الوداع يسقط عن الحائض والنفساء؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن الحائض". ويدخل في حكم الحائض النفساء. وطواف الوداع واجب من واجبات الحج، من تركه لزمه دم يوزعه على فقراء الحرم.

8- ومن فضائل العشر من ذي الحجة أنها أفضل من الجهاد في سبيل الله؛ لقوله : "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام". يعني العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء"[5].

9- ومن فضائل العشر أيضًا أن فيها يوم النحر، وفيه ذبح الهدي والأضاحي. والأضحية سنة مؤكدة فعلها رسول الله وحث على فعلها؛ لما فيها من التقرب إلى الله بإراقة الدماء، ولما فيها من سد لحاجة الفقراء والمساكين، وفيها إحياء لسنة أبينا إبراهيم ، وقد قال بعض العلماء بوجوبها مستندين لقوله : "من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا"[6]. فهي سنة مؤكدة على كل مسلم حاجًّا أو غير حاج، ذكرًا أو أنثى، ينبغي لكل قادر موسر ألاَّ يدعها؛ لأنها شعيرة عظيمة من شعائر الدين الإسلامي الحنيف، قال الله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج: 37]. وقال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]. وعن أنس قال: "ضحى رسول الله بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده وسمى وكبر، ووضع رجله على صفاحهما"[7]. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "أن رسول الله نحر يوم الأضحى بالمدينة، قال: وكان إذا لم ينحر يذبح بالمصلى"[8]. وقال ابن الملقن: لا خلاف أنها من شعائر الدين، ويبدأ وقت ذبحها بعد صلاة العيد، قال : "من كان قد ذبح قبل الصلاة فليعد"[9].

وينتهي وقت الذبح بغروب شمس اليوم الثالث عشر من أيام التشريق، أي أن وقت الأضحية يوم العيد وثلاثة أيام بعده على الراجح من أقوال العلماء. والمجزئ من الأضاحي ما كان من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والضأن والمعز، ذكرًا كانت أم أنثى، والسن المعتبرة في ذلك بالنسبة للإبل ما بلغ خمس سنين ودخل في السادسة، وفي البقر ما بلغ سنتين ودخل في الثالثة، وفي المعز ما بلغ سنة ودخل في الثانية، وفي الضأن ما بلغ ستة أشهر فما فوق، ولا يجزئ ما كان أقل من ذلك. أما العيوب التي تمنع الإجزاء فهي المذكورة في حديث البراء بن عازب قال: قال رسول الله : "أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والعجفاء التي لا تنقي"[10].

والعجفاء هي الهزيلة التي لا مخ فيها. وهناك عيوب أقبح من التي ذكرت في الحديث وهي أولى بعدم الإجزاء: كالعمياء، ومقطوعة اللسان، ومقطوعة الأنف، والجرباء، والكسيرة، ومقطوعة الإلية أو أكثرها، والجلالة وهي التي تأكل النجاسة، فلا يضحى بها حتى تحبس ويطيب لحمها، وهناك عيوب أخرى تكره في الأضاحي وتجزئ الأضحية بها لكن غيرها أولى منها. وتجزئ الأضحية الواحدة أو سبع البدنة أو سبع البقرة عن الرجل وأهل بيته الأحياء منهم والأموات حتى الجنين في بطن أمه، فيجوز للمضحي أن يشرك معه في أضحيته من شاء من الناس الأحياء والأموات، لكن لا يجوز أن يشترك في ثمن الأضحية من الغنم أو سبع البدنة والبقرة أكثر من شخص واحد، فالاشتراك في الثواب جائز، أما الاشتراك في التمليك فلا يجوز. ويجوز ذبح الأضحية ليلاً أو نهارًا لعدم الدليل على المنع والنهار أفضل. وتوزع الأضحية ثلاثة أثلاث: ثلث يأكله المضحي، وثلث يهديه، وثلث يتصدق به على الفقراء والمساكين، هذه هي سنة محمد ، ومن رغب عنها فلا خير فيه.

عباد الله، يقول النبي : "إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس من شعره، ولا من بشره شيئًا"[11]. وقال : "من رأى منكم هلال ذي الحجة، وأراد أن يضحي، فلا يأخذ من شعره ولا من أظافره حتى يضحي"[12]. فمن أراد أن يضحي ودخل عليه العشر من ذي الحجة فلا يأخذ شيئاً من شعره ولا من أظافره ولا من بشرته، وهذا الحكم منوط بالمضحي دون المضحى عنه، ومن أخذ من ذلك شيئًا متعمدًا فهو آثم وعليه التوبة والاستغفار وأضحيته صحيحة بإذن الله.

ومن المستحب للمسلم أن يقوم بصيام هذه الأيام المباركات لفضلها وعظيم أجرها. فاغتنموا -عباد الله- هذه الأيام بالأعمال الصالحة من بر وصلة رحم، وصدقة وذكر لله تعالى، وكثرة للنوافل وقراءة القرآن بتدبر وخشوع، وكثرة الدعاء إلى الله ، وأكثروا من الصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين نبيكم وقدوتكم محمد ، فقد أمركم الله بذلك فقال قولاً كريمًا: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

المصدر: موقع صيد الفوائد.



[1]رواه البزار وابن حبان، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (1144).
[2]رواه أحمد والطبراني.
[3]رواه مسلم وأحمد والترمذي.
[4]رواه مسلم.
[5]رواه البخاري وغيره.
[6]رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.
[7]رواه مسلم.
[8]رواه النسائي، وهو حديث صحيح.
[9]متفق عليه.
[10]رواه الخمسة.
[11]رواه مسلم وغيره.
[12] رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني.






العشر الاوائل من ذى الحجه فضل العشر اوائل من ذى الحجه



إظهار التوقيع
توقيع : هبه شلبي
#2

افتراضي رد: العشر الاوائل من ذى الحجه فضل العشر اوائل من ذى الحجه

جًًٌَُــزاكْ ألله خيـــــــــراً
إظهار التوقيع
توقيع : sηfoorћ♪' 
#3

افتراضي رد: العشر الاوائل من ذى الحجه فضل العشر اوائل من ذى الحجه

جزاكى الله عنا خير الجزاء

إظهار التوقيع
توقيع : zozoweza
#4

افتراضي رد: العشر الاوائل من ذى الحجه فضل العشر اوائل من ذى الحجه

جزاكى الله كل خير ياهوبة
وكل عام وانتى بخير

إظهار التوقيع
توقيع : مايا علي
#5

افتراضي رد: العشر الاوائل من ذى الحجه فضل العشر اوائل من ذى الحجه

جزاكي الله كل الخير
إظهار التوقيع
توقيع : ضــي القمــر
#6

افتراضي رد: العشر الاوائل من ذى الحجه فضل العشر اوائل من ذى الحجه

[IMG]https://www.**- /vb/imgcache/2/12192alsh3er.gif[/IMG]

إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
أحاديث صحيحة عن فضل مجالس الذكر لافالانتينا السنة النبوية الشريفة
فضل العشر الأواخر وليلة القدر حڸآۉة آڸرۉح عدلات في رمضان
جمـع فضل العشر من ذي الحجة الجزء الأول مجموعة من المشايخ ممرريم المنتدي الاسلامي العام
جمـع فضل العشر من ذي الحجة الجزء الثاني مجموعة من المشايخ ممرريم المنتدي الاسلامي العام
فضل العشر الاوائل من ذي الحجه همس بلا لمس فتاوي وفقه المرأة المسلمة


الساعة الآن 11:04 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل