لو تكلمنا بوضوح، يجب أن نعترف أن ثقافة استخدام خيوط تنظيف الأسنان ليست منتشرة بما يكفي في وطننا العربي، وحتى لو وجدت في بعض المناطق، ففي الغالب لا يقوم المراهقون بتنظيف أسنانهم بهذه الطريقة الصعبة والمعقدة من وجهة نظرهم، لأن معظمهم يرى أن مجرد استخدام الفرشاة والمعجون أمر مرهق ومضجر!
ماذا عنك؟ هل سبق لك تنظيف أسنانك باستخدام الخيوط الطبية المخصصة لذلك؟ وهل تحرصين على استخدامها باستمرار؟
إذا كانت إجابتك هي (لا)، فأنت مع الأغلبية إذن، لكن ربما حان الوقت لنغير عاداتنا وسلوكياتنا، بأخرى صحية. فقد كشفت دراسة حديثة أجرتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأسنان أن معظم الأشخاص - لا يختلف في ذلك الكبار والصغار- يكرهون تنظيف الأسنان بالخيوط، ويتجنبونه لأسباب مختلفة، منها على سبيل المثال امتلاك لثة حساسة تنزف دما كلما تم استخدام خيوط الأسنان، أو استغراق عملية تنظيف الأسنان بالخيوط لوقت طويل قد يصل إلى نصف ساعة في حالة استخدام دعامات تقويم الأسنان، مع الشعور بالألم، أو الإحساس بالملل والضجر من استخدام الخيوط، أو الإهمال والنسيان... إلخ.
ونتيجة لذلك فإن معظم الأشخاص لا يستخدمون خيوط الأسنان أبدا، وحتى من سبق لهم استخدامها، لا يواظبون على ذلك بشكل يومي.
ويضيف خبراء العناية بالأسنان سببا آخر لقائمة أسباب عزوف الناس عن استخدام خيوط تنظيف الأسنان، ألا وهو عدم ظهور نتيجة مباشرة ومرئية بوضوح عند استخدامها، لكن برغم ذلك يؤكد الأطباء أنها ضرورية!
فخيط الأسنان يصل إلى الأماكن الضيقة التي يصعب على الفرشاة الوصول إليها، وتظهر فائدته أكثر كلما كانت الأسنان غير منتظمة أو بها كسور أو فجوات تعلق بها بقايا الطعام ولا تخرجها فرشاة الأسنان، كما أنه يخلص الأسنان من البقايا المزعجة التي إن لم نخرجها قد تعطي للفم رائحة كريهة مع الوقت قد نؤذي بها الآخرين دون أن نشعر. أي باختصار، استخدام الخيط يحافظ على الأسنان من التسوس عند المواظبة على استخدامه.
ربما يبالغ أطباء الأسنان أحيانا عندما يطلبون منا استخدام خيوط الأسنان بشكل يومي، وتكون النتيجة هي الإحساس بالعبء، ومن ثم عدم استخدامها مطلقا!، لكن الحقيقة هي أن استخدام هذه الخيوط بضع مرات كل أسبوع، يكفي للحفاظ على صحة الأسنان واللثة، ويحميهما من الأمراض، خاصة إذا لم تكن هناك أي أسباب مرضية مباشرة. ومن المؤكد في جميع الأحوال أن استخدام خيوط الأسنان يعتبر ممارسة طبية صحية، ومن الأفضل أن تقومي بها كلما أمكن ذلك، لكن ماذا عن الأسباب التي سبق ذكرها، والتي قد تجعلك تحجمين عن استخدام خيوط تنظيف الأسنان؟
يوضح أطباء الأسنان أن الابتعاد لفترة طويلة عن خيوط الأسنان، ثم العودة فجأة لاستخدامها، من الطبيعي أن يسبب بعض الألم لعدم الاعتياد عليها. وبالمثل فإن استخدام خيوط الأسنان في وجود دعامات التقويم يستغرق وقتا طويلا ويسبب الألم في حالة عدم الاعتياد، والاستخدام على فترات متباعدة، لأن الأمر يحتاج للتدريب والمواظبة، واستشارة الطبيب في الأسلوب الأمثل لاستخدام الخيوط مع التقويم، حتى تتم العملية في وقت أقصر ودون أي ألم يذكر، خاصة مع التكرار.
وعدم الخبرة والمواظبة في استخدام الخيوط، يؤدي لاعتبارها عملية صعبة ومرهقة ومملة، فيبتعد عنها الكثيرون. إذن الحل البسيط والمباشر لكل ما سبق هو الاعتياد على الخيوط، والمواظبة على استخدامها، مع تعلم الأسلوب الأمثل لذلك، لتجنب الألم وتقليل الوقت اللازم للعملية.
وفي النهاية، نؤكد على ضرورة استخدام خيط تنظيف الأسنان مرة واحدة فقط، ثم التخلص منه تماما، واستخدام آخر جديد ونظيف في المرة القادمة، لحماية الفم والأسنان من التلوث والبكتريا الموجودة بالخيط الذي سبق استخدامه.